لقد ظهر مفهومان أساسيان في خضم عملية السعي لتحقيق النمو الشخصي والنجاح المهني، وهما: الذكاء العاطفي (EQ) والذكاء الإيجابي (PQ). يركز الذكاء العاطفي على فهم وإدارة العواطف، بينما يشدد الذكاء الإيجابي على قوة الأفكار لتحقيق نتائج إيجابية. نقوم في هذا المقال باكتشاف كيف يمكن لدمج الذكاء العاطفي (EQ) والذكاء الإيجابي (PQ) بمساعدتك على تنمية الوعي الذاتي وإدارة المخربين وتحسين رفاهيتك بشكل عام. ما هو الذكاء العاطفي؟ يُعرَّف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على فهم وتنظيم عواطف المرء، بالإضافة إلى التعرف والتأثير على مشاعر الآخرين. كما ويشمل الذكاء العاطفي الوعي الذاتي والتنظيم الذاتي والتعاطف والتحفيز والمهارات الاجتماعية. فهو يلعب دورًا محوريًا في عملية خوض العلاقات الشخصية والتكيف مع السياقات الاجتماعية المختلفة. الذكاء الإيجابي: هل هو التوسع وراء الذكاء العاطفي؟ بينما يركز الذكاء العاطفي بشكل أساسي على العواطف وعملية إدارتها، إلّا أنّ الذكاء الإيجابي يمتد إلى ما وراء العواطف ليشمل المجال الأوسع للأفكار وتأثيرها على الرفاهية بشكلٍ عام. ويؤكد الذكاء الإيجابي على القدرة على استخدام الأفكار والعواطف من أجل تحقيق نتائج إيجابية وتنمية قدرة التكيف وتحسين مستوى النجاح الشخصي والمهني. وفي هذا السياق، يمكن النظر إلى الذكاء العاطفي على أنه جانب أساسي من الذكاء الإيجابي، إذ أنه يوفر القاعدة الأساسية للوعي الذاتي والتنظيم الذاتي والتعاطف – وهي المهارات الأساسية لتنمية الأفكار والمشاعر الإيجابية. يُعد حاصل الذكاء الإيجابي الخاص بك هو النسبة المئوية للوقت الذي يخدمك فيه عقلك بدلاً من إفسادك، إذ يشير التأهيل الأدائي الخاص بك إلى مدى سيطرتك على عقلك. بتعبير آخر، يُعد الذكاء الإيجابي هو الوقت الذي يقضيه عقلنا في الوضع الإيجابي (المعروف أيضًا باسم الحكماء) بدلاً من أن يكون في الوضع السلبي (المعروف أيضًا باسم المخربين). تعريف الحكماء والمخربين: يقدم الذكاء الإيجابي مفهوم الحكماء، وهو يمثل الجانب الإيجابي لعقولنا. يمكّن الحكماء الأفراد من الازدهار من خلال اتخاذ قرارات هادئة في المواقف الصعبة التي تتوافق معها مصالحهم الفضلى على المدى القصير والطويل. ومع ذلك، هناك أيضا المخربين، الذين يعيقون عملية التقدم والرفاهية. هؤلاء المخربون، الذين هم متجذرون في غرائز البقاء البدائية لدينا، هم أقل فائدة في السياق الحالي. نحن ندرك عشرة أنواع مختلفة من المخربين الذين يمكن أن يعيقوا نمو الشخصية ونجاحها: القاضي: ينخرط هذا الصوت الداخلي بشكل دائم في الحكم السلبي تجاه الذات والآخرين. المنجز المفرط: دافع صارم ومستمر لتحقيق المزيد، وغالبًا ما يؤدي إلى إهمال المشاعر والحياة الشخصية. اليقظة المفرطة: خوف دائم من السيناريو الأسوأ، مما يؤدي إلى قلق دائم. العقلانية المفرطة: التركيز المفرط على العقلانية، وغالبًا ما يبتعد المرء عن العواطف والاتصالات الشخصية. المتمسك: صوت مثالي يصر على التحكم والنظام في جميع جوانب الحياة. الضحية: يتغذى هذا الصوت على لفت الانتباه من خلال لعب دور الضحية والتركيز على الألم. القلق: صوت يبحث دائمًا عن المغامرة التالية، ويمنع الرضا والسعادة. المبهج: الميل إلى إعطاء الأولوية لمشاعر الآخرين على حساب رفاه المرء. المتجنب: صوت يسعى إلى تجنب المشاعر والمواقف السلبية بأي ثمن. المتحكم: حاجة ملحة للسيطرة على كل الأمور وكل شخص، مما يؤدي إلى القلق والتوتر. كيف تهدئ المخربين: التعرف على المخربين هو الخطوة الأولى نحو التحرير. ومع ذلك، فإن القوة الحقيقية تكمن في التعرف بشكل فعال عليها وتسميتها متى ظهرت. فمن خلال القيام بذلك، يمكنك تقليل التأثير واستعادة السيطرة على أفكارك وعواطفك. كما ويمكن أن تتضاءل قوتهم من خلال فهم أن هذه الأصوات هي أمر طبيعي وتقبل وجودها. ومع ذلك، فإن للقضاء عليهم حقًا، يمكن للمرء تدريب ذكاءه الإيجابي من خلال تمارين الذكاء الإيجابي (تمارين التأهيل الأدائي). يُعد دمج نادي التأهيل الأدائي الذي يتضمن ممارسات قصيرة ومركزة تسمى "تمارين التأهيل الأدائي"، هو أدوات فعالة للسيطرة على الأفكار والعواطف. ويتضمن ذلك 10 ثوانٍ شديدة التركيز على حواس المرء. كما ويتيح دمج تمارين التأهيل الأدائي في الممارسة اليومية للأفراد تحسين الوعي وتولي مسؤولية حياتهم. فيمكن أن يؤدي تخصيص 15 دقيقة باستمرار لتمارين التأهيل الأدائي المركزة لمدة 21 يومًا إلى تحقيق تحسينات ملحوظة. إذ تساعد هذه الممارسة في تقليل قوة المخربين، مما يسمح للأفراد بتحسين ذكاءهم الإيجابي.
مشاركة :