شكّل الإعلان المفاجئ للمطربة المصرية شيرين عبد الوهاب اعتزالها الفن، صدمة للأوساط الجماهيرية والإعلامية والفنية، على رغم تشكيك كثيرين فيه واعتباره مجرد قرار انفعالي ستتراجع عنه قريباً لأنها لا يمكن أن تعتزل في هذه السن المبكرة. وتلقى جمهور شيرين الخبر عبر تسجيل صوتي تعلن فيه قرارها النهائي للصحافي ربيع هاني عبر الهاتف. وهي كانت لمّحت قبل أسابيع قليلة في برنامج «المتاهة» على قناة «أم بي سي»، إلى أنها تفكر جدياً في الاعتزال للتفرغ لحياتها الأسرية وتربية ابنتيها والعيش في هدوء. «الحياة» حاولت الاتصال بشيرين، إلا أن هواتفها مغلقة. وقالت الإعلامية نضال الأحمدية إن شيرين أرسلت لها أيضاً ما مفاده أنها «اتخذت قراراً سيريحها وتريد أن تعيش في سلام، والاعتزال لم يكن متسرعاً ولن تتراجع». وعلى رغم ذلك، لم يؤخذ القرار على محمل الجد، خصوصاً أنه لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق أن أعلنت شيرين قرارات تراجعت عنها بسرعة، واعتبر بعض المقربين منها أن تردُّدها جزء من شخصيتها البسيطة التي تتميز بالتلقائية. وقبل أربع سنوات، صرحت صاحبة «جرح ثاني» للإعلام بأنها تنوي اعتزال الفن في سن الأربعين، قائلة: «أنا أفضل عدم الظهور بعد الأربعين، مقتدية بفنانات مثل ليلى مراد وهند رستم وغيرهما ممن اختفين بعد تقديم كل ما لديهن، إلى أن بدأت ملامحهن تتغير ففضلن البقاء في البيت، لأن ذلك أفضل من وجودهن على الساحة من دون تأثير». بعض المقربين من شيرين أكدوا أن قرار اعتزالها الفن جاء نتيجة شؤون حياتية وشخصية تتعلق بحالة عاطفية وتوترات كبيرة تعيشها، إضافة إلى تعلّقها بابنتيها اللتين تحاول ألا تفارقهما. وكذلك والدتها التي انشغلت عنها لفترة بسبب أعمالها الفنية. وفوق كل ذلك تأتي الحالة المزاجية لشيرين عبد الوهاب المعروفة لكل المحيطين بها. ولا ننسى أنها تزوجت العام 2007 من الموزع الموسيقي محمد مصطفى وأنجبت منه طفلتيها مريم وهنا، ولكنها انفصلت عنه بعد 5 سنوات. وأثارت شيرين جدلاً أخيراً، بعدما حيّت المغني اللبناني المعتزل فضل شاكر الصادر بحقه حكم غيابي بالسجن. لكنها دافعت عن خطوتها في برنامج «العاشرة مساء» على قناة «دريم» المصرية، معتبرة أنها ليست إلا تحية لفنان وصديق عربي تربطها به علاقة زمالة. وتوالت ردود الفعل على قرار شيرين المولودة في العام 1980. فأعلنت الفنانة مي كساب رفضها التام لاعتزال شيرين مؤكدة أن صوتها الفريد لا نحظى به إلا كل 50 سنة. وطالبها نقيب الموسيقيين المصريين هاني شاكر بالعدول عن قرارها، قائلاً: «حاولنا التواصل مع شيرين لمعرفة أسباب اعتزالها الفن، وفشلنا. الخبر أحزنني ولا أرى له مبرراً». وأضاف: «إذا كانت شيرين تعاني مشكلات خاصة، لا بد أن تعرف كيف تمنعها من التأثير على فنها... شيرين مطربة كبيرة واعتزالها خسارة. أتمنى أن تسمع صوتي وأقول لها لا تدعي مشكلاتك الشخصية تؤثر في رسالتك الفنية». وقال الفنان علي الحجار إن «غالبية أغاني شيرين محترمة وحلوة، ولديها نجاحات كبيرة. هي مطربة مهمة تختار كلمات أغانيها بعناية ومن المطربات اللواتي شرّفن مصر في الدول العربية، ومحبوبة في العالم العربي، وحققت نجاحات بسرعة هائلة لأنها مطربة موهوبة». أما كريم الحميدي مدير شركة «نجوم ريكوردز» المنتجة لألبوم شيرين الأخير «طريقي»، فقال إن «آخر مكالمة مع شيرين كانت قبل يومين، ولم تخبرني عن فكرة اعتزالها. لا يمكن أن تعتزل، القرار قد يكون وقتياً ومرتبطاً بظروف تعيشها». وأكد أن صاحبة «لازم أعيش» تُحضّّر لألبومها الثاني مع الشركة التي لا يزال عقدها معها ساري المفعول من دون أي تغيير لأنها لم تبلغه في شكل رسمي القرار. ونالت شيرين التي اشتهرت عربياً بعد أغنية «آه يا ليل»، العديد من الجوائز منها «موريكس دور» لأفضل مطربة عربية، و»ميدل إيست ميوزك أوورد» (ميما) لأفضل مطربة عن ألبوم «حبيت»، إضافة إلى جائزة «ART» عن أفضل ألبوم. خاضت تجربة التمثيل للمرة الأولى من خلال فيلم «ميدو مشاكل» مع الفنان أحمد حلمي، ولكنها توقفت بعد ذلك عن التمثيل من أجل البحث عن سيناريو يرضي طموحها، حتى عادت في رمضان الماضي من خلال مسلسل «طريقي» الذي عرضته محطة «cbc». لنسمح لشيرين بقسط من الحياة العادية
مشاركة :