«إنه يصنع لكل فيلم هويته المستقلة، لا ينقل صورة من فيلم إلى آخر، بل يبتكر صورة ومعها هوية كل فيلم»، هكذا يصف المصور السينمائي جون سيلي زميل مهنته الفائز أمس بلقب الأوسكار إيمانويل لوبزكي الملقب بـ«تيشفو»، تتويجه بالأمس عن فيلم «العائد» (ريفرنت) لم يكن حدثاً غريباً فهو يحمل اللقب ذاته للمرة الثالثة على التوالي، مشهد لم يتكرر مع مصور سينمائي آخر من قبل. ستيف جي سكوت مشرف التعديلات في فيلم «العائد» مسحور بما يمكن لهذا المصور تحقيقه، يقول: «كل ما ينتجه تيشفو يبدو فريداً مختلفاً، والأهم من ذلك حقيقياً، لم أكن أفهم حين كنت أعمل معه لماذا كان يصور ما يصور، الغيوم والشمس في مشاهد مختلفة لكنني ذهلت حين رأيت النتيجة النهائية». قرر «تشيفو» على عكس كل النصائح أن يكتفي بالضوء الطبيعي في تصوير «العائد»، بغية الوصول إلى صورة رسمها في ذهنه، قبل أن يبدأ، ما كان ممكناً لأحد غيره أن يتخذ قراراً من هذا النوع، اضطر الفريق إلى تقديم التنازلات وتحمل المتغيرات، لكن بعضهم عجز عن ذلك، كان موقع التصوير أصعب من أن يحتمل، برودة الأجواء والتصوير في النهار فقط يترك للشمس قرار توقف العمل، إضافة إلى الالتزام باللقطات الطبيعية البعيدة عن استديوات هوليوود المصطنعة، ظروف عقدت بيئة الإنتاج، فأجبرت كثيرين على الرحيل، لكنها أنتجت ما بحث عنه إيمانويل. كل شيء في هذا الفيلم يشبه مخرجه هكذا يقول أبناء المهنة عن إيمانويل، لكنهم يقولون أيضاً إن زميلهم المبهر كان في كل مرة يأخذ شكلاً وضوءاً مختلفاً، فحين صور «الجاذبية» (غرافيتي) الذي منحه الأوسكار الأول نقل الفضاء وأحداث خيالية فكانت الحاجة إلى الضوء مختلفة عما هي عليه اليوم، وحين كسب الجائزة ثانية في العام الماضي صور نيويورك من زاوية لم يعرفها مصور غيره في فيلم «بيردمان». واليوم في فيلم «العائد» تركض الكاميرا خلف الأبطال وبين الأشجار فتهرب الشمس مرة عما يحجبها لتظهر بكل فتنتها فتتضخم الصورة، وكذلك تفعل السحب التي يصورها في أعين بطل الفيلم فينقل المشاهد إلى قلب الحدث. أن تفوز مرة بالأوسكار عن أفضل تصوير سينمائي يعني بلا شك أن قيمتك السينمائية باتت معلنة على الملأ، لكن فوزك بالجائزة ذاتها ثلاث مرات وعن ثلاثة أفلام مختلفة تماماً من حيث موقع التصوير، يعني فقط أنك الأفضل بين زملائك، وأن حضورك ضمن طاقم عمل هو إشارة للجميع بضرورة ترقب الصورة الناجمة عن وقوفك خلفها. في ليلة «الأوسكار» اختفى الفائز الأكبر «الحفلة العنصرية» قدمها «أسود» ببدلة بيضاء «ذئب» نام في «بطن حصان» ليفوز أخيراً
مشاركة :