اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر - شتاينماير في واشنطن أن أزمة اللاجئين التي يتخبط فيها الاتحاد الأوروبي هي أزمة ذات بُعد «عالمي» وليست مجرد أزمة «اقليمية» تعني فقط أوروبا والشرق الأوسط، فيما حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، من أن التراكم السريع للمهاجرين العالقين عند الحدود الشمالية لليونان يهدد بوقوع كارثة إنسانية. وحذرت المفوضية في بيان قائلة «أوروبا على أعتاب أزمة إنسانية صنعت بنفسها جانباً كبيراً منها». وحضّت على تخطيط أفضل وتوفير مسكن لكل العالقين في اليونان، مشيرةً إلى أن أكثر من 131 ألف مهاجر وصلوا الى أوروبا عبر المتوسط منذ مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، أي ما يفوق العدد الإجمالي للذين سُجِلوا في النصف الأول من العام الماضي. وقُتل حوالى 410 آخرين عند محاولتهم عبور المتوسط في الفترة ذاتها. وأوضحت المفوضية العليا أن 24 ألف مهاجر في حاجة لمأوى في اليونان بينهم 8500 في ايدوميني على الحدود مع مقدونيا. وأضافت أن 1500 شخص أمضوا ليلة الإثنين - الثلثاء في العراء. وقدمت اليونان خطة «عاجلة» إلى الاتحاد الأوروبي من أجل استقبال مئة ألف لاجئ على أراضيها في حين تزداد أعداد المهاجرين العالقين على أراضيها. وقالت الناطقة باسم الحكومة اليونانية أولغا جيروفاسيلي خلال لقائها اليومي مع الصحافيين: «لا يمكننا التعامل مع مجمل اللاجئين الذين يصلون»، مضيفةً: «تقدمنا بخطة عاجلة الى المفوضية الأوروبية لاستقبال مئة ألف لاجئ». وأضافت أن بلادها في اطار هذه الخطة في حاجة لـ 480 مليون يورو مشيرةً الى وجود 23 ألف لاجئ ومهاجر على أراضيها حالياً، فيما تتوقع استقبال حوالى 70 ألف مهاجر خلال الشهر الجاري. إلى ذلك، بدأ رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أمس، من فيينا جولةً على دول البلقان، ستقوده إلى تركيا الخميس والجمعة المقبلين، قبل قمة حاسمة للاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة الهجرة. ويُفترض أن يلتقي تاسك الخميس في أنقرة رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو والجمعة في اسطنبول الرئيس رجب طيب اردوغان. ويريد قادة الاتحاد الأوروبي الحصول من أنقرة على تسريع تنفيذ خطة العمل التي تعهدت الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل الحصول على مساعدات مالية وتنازلات سياسية. وتم التوصل الى هذا الاتفاق الذي لم يؤت ثماره بعد في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، لكن تدفق المهاجرين من السواحل التركية لا يزال مستمراً كما في السابق، الأمر الذي يقلق الدول الأوروبية المنقسمة بشدة حيال إدارة هذه الأزمة. وقبل توجهه الى تركيا، وصل رئيس المجلس الأوروبي (هيئة الاتحاد الأوروبي التي تجمع قادة 28 دولة) أمس، الى فيينا وليوبليانا ويُتوقَع وصوله اليوم إلى زغرب وسكوبيي وصباح الخميس الى اليونان. وتهدف زيارة الدول الرئيسية على طريق البلقان إلى «الاستمرار في بناء إجماع أوروبي حول كيفية التعامل مع أزمة الهجرة والتحضير لقمة تركيا والمجلس الاوروبي يومي 17 و18 آذار(مارس)»، كما كان اعلن الجمعة. من جهة أخرى، أجرى رئيس الحكومة البلجيكي شارل ميشال محادثات مع نظيره المغربي عبد الإله ابن كيران في الرباط ركزت على تعزيز التعاون في مجالات الأمن والهجرة بين البلدين. وأجرى وزير الداخلية البلجيكي جان جومبون محادثات مع نظيره المغربي محمد حصاد، تركزت حول الملفات الأمنية والتعاون الاستخباراتي. وأعلنت الحكومتان الألمانية والمغربية أول من أمس، موافقتهما على توقيع اتفاق جديد في مجال «الأمن الشامل» يُنتظَر أن يشمل مختلف أشكال الجريمة وبخاصة مجال مكافحة الإرهاب.
مشاركة :