بعد 61 عاما من انطلاق فعاليات أول بطولة لكأس العالم للرجال، تحقق حلم الجنس اللطيف بإقامة أول كأس عالم للسيدات بعدما ابتكر البرازيلي جواو هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي للعبة سابقا فكرة إقامة البطولة التي أصبحت الأبرز والأقوى في عالم كرة القدم النسائية. ورغم الفارق الهائل في التاريخ والذي تجاوز الستة عقود، نجح مونديال السيدات في ترك بصمة رائعة على مدار ثلاثة عقود ليصبح من البطولات التي تحظى باهتمام عالمي بالغ مع إقامتها كل أربع سنوات. وعلى مدار نحو ربع قرن، تطور عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 12 إلى 16 منتخبا ثم إلى 24 منتخبا، حيث كانت البطولة السابعة التي استضافتها كندا في 2015 أول نسخة تشهد زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخبا مع ارتفاع مستوى كرة القدم النسائية في العديد من أنحاء العالم. ويبرز المنتخب الأمريكي ضمن أبرز المرشحين للفوز باللقب في النسخة الجديدة بأستراليا ونيوزيلندا، التي تبدأ اليوم، كما يدخل المنتخب الإنجليزي المتوج باللقب الأوروبي في العام الماضي ضمن أقوى المرشحين للمنافس على اللقب في هذه النسخة التي تشهد مشاركة 32 منتخبا للمرة الأولى. ويستعد منتخب المغرب للسيدات للمشاركة لأول مرة في بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات. ويعد أول فريق عربي يشارك في المسابقة العالمية التي تستمر فعالياتها على مدى شهر، بعدما وصل للمربع الذهبي بكأس أمم إفريقيا للسيدات عام 2022. لائحة الوقت المستقطع واستضافت السويد البطولة الثانية عام 1995 بمشاركة 12 منتخبا أيضا. ورغم الاستضافة الرائعة والتنظيم الناجح للبطولة، لم تكن بداية مسيرة أصحاب الأرض في هذه البطولة بالمستوى المطلوب، حيث سقط المنتخب السويدي في فخ الهزيمة المفاجئة صفر / 1 أمام نظيره البرازيلي. ولكن أصحاب الأرض نجحوا في تجاوز الكبوة سريعا والفوز في المباراتين التاليتين ليضمن المنتخب السويدي التأهل إلى دور الثمانية قبل أن يسقط أمام نظيره الصيني بضربات الترجيح ليفشل في العبور إلى المربع الذهبي ويثأر المنتخب الصيني من نفس الفريق الذي أطاح به من البطولة الأولى. وحسم المنتخب النرويجي اللقب لصالحه بالتغلب 2 / صفر على المنتخب الألماني في نهائي أوروبي خالص. وشهدت هذه البطولة تطبيق لائحة الوقت المستقطع لأول مرة من خلال منح كل فريق من طرفي المباراة الحق في طلب وقت مستقطع لمدة دقيقتين لمرة واحدة فقط لكل فريق في كل شوط على أن يكون ذلك قبل تنفيذ رمية تماس للفريق صاحب الطلب تفاديا لإهدار الوقت أو عرقلة تركيز أو هجمات الفريق المنافس. نقطة تحول كبيرة وفي عام 1999 شهدت بطولات كأس العالم للسيدات نقطة تحول كبيرة بارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 منتخبا في البطولة الثالثة التي استضافتها الولايات المتحدة على ملاعب ضخمة للمرة الأولى في تاريخ البطولة. وأسهم ذلك في ارتفاع معدلات الحضور الجماهيري في المدرجات وكذلك المشاهدة التلفزيونية وزيادة الاهتمام بالتغطية الإعلامية للمباريات. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المشجعين الذين حضروا في المدرجات على مدار 32 مباراة شهدتها البطولة بلغ أكثر من مليون و194 ألف مشجع بخلاف 2500 إعلامي شاركوا في تغطية أحداث البطولة. كما حققت المشاهدة التلفزيونية رقما قياسيا جديدا بعدما بلغ عدد المشاهدين لفعاليات المباراة النهائية داخل الولايات المتحدة أكثر من 40 مليون مشاهد، حيث تغلب المنتخب الأمريكي في النهائي على نظيره الصيني بضربات الترجيح 5 / 4 بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي. وفي المدرجات، احتشد أكثر من 90 ألف مشجع يتقدمهم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لمشاهدة المباراة النهائية، حيث غمرت السعادة المدرجات مع انتهاء ضربات الترجيح بفوز المنتخب الأمريكي وتتويجه باللقب العالمي الثاني. فيروس ينقل البطولة وكان مقررا أن تستضيف الصين البطولة الرابعة في 2003 ولكن انتشار فيروس الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي (سارس) تسبب في نقل إقامة البطولة إلى الولايات المتحدة؛ لتكون البطولة الثانية على التوالي التي تستضيفها الولايات المتحدة. ورغم ذلك، لجأ الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى تعويض الصين عن نقل البطولة من أرضها وذلك بمنح منتخبها الحق في المشاركة بالنهائيات مباشرة إضافة إلى منحها حق استضافة البطولة التالية عام 2007. ولكن كلا من المنتخبين الأمريكي والصيني فشل في إحراز اللقب أو الوصول للمباراة النهائية حيث كان اللقب هذه المرة من نصيب المنتخب الألماني بقيادة نجمته المتألقة بريجيت برينز التي قادت الفريق للفوز على نظيره السويدي 2 / 1 في المباراة النهائية التي امتدت لوقت إضافي بعد تعادلهما 1 / 1 في الوقت الأصلي. اليابان في السجل الذهبي وبينما صبت معظم الترشيحات في صالح المنتخب الألماني للفوز بالبطولة السادسة، حيث حظي الفريق بالإمكانات التي تؤهله للدفاع عن لقبه في البطولة التي استضافتها بلاده عام 2011 ، ودع الفريق البطولة مبكرا وترك الفرصة للمنافسين من أجل المنافسة على اللقب. وحظي المنتخب الألماني في هذه البطولة بمساندة الجماهير إضافة إلى الخبرة الكبيرة للاعباته ولكن مسيرته في البطولة لم تكن سهلة على الإطلاق. وتصدر المنتخب الألماني مجموعته في الدور الأول بعد ثلاثة انتصارات متتالية رغم قوة المجموعة التي ضمت منتخبات فرنسا ونيجيريا وكندا لكنه سقط في دور الثمانية أمام المنتخب الياباني صفر / 1 في الوقت الإضافي. وعلى الرغم من احتلال كل منهما المركز الثاني في مجموعته بالدور الأول بعد انتصارين وهزيمة واحدة، شق المنتخبان الياباني والأمريكي طريقهما إلى النهائي الذي شهد إثارة بالغة، حيث تقدم المنتخب الأمريكي مرتين وتعادل نظيره الياباني في المرتين لينتهي الوقتان الأصلي بالتعادل 1 / 1 والإضافي بالتعادل 2 / 2 قبل أن يحسم المنتخب الياباني اللقب لصالحه بالفوز 3 / 1 بركلات الترجيح. آخر نسخه لمونديال السيدات 2019 : استضافتها فرنسا من السابع من يونيو إلى السابع من يوليو 2019. شهدت البطولة فوز المنتخب الأمريكي على نظيره التايلاندي 13 / صفر في دور المجموعات. أقيمت هذه النسخة بمشاركة 24 منتخبا أيضا. لم يجد المنتخب الأمريكي صعوبة كبيرة في الدفاع عن لقبه العالمي. حقق المنتخب الأمريكي ثلاثة انتصارات متتالية في مجموعته بالدور الأول. هز شباك منافسيه 18 مرة في دور المجموعات، وحافظ على شباكه نظيفة. في الأدوار الإقصائية، اجتاز المنتخب الأمريكي أربعة اختبارات أوروبية صعبة في طريقه لمنصة التتويج. تغلب على منتخبات إسبانيا وفرنسا وإنجلترا بنتيجة واحدة هي 2 / 1. فاز على المنتخب الهولندي في النهائي 2 / صفر ليتوج باللقب للمرة الرابعة في تاريخه معززا بهذا صدارته للسجل الذهبي لمونديال السيدات. الأمريكية ميجان رابينو كانت النجمة المتوجة لهذه النسخة؛ حيث لعبت دورا بارزا في تتويج منتخب بلادها باللقب. فازت رابينو بجائزتي الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في هذه النسخة والحذاء الذهبي للهدافة الأمريكي.. أكثر المنتخبات فوزا باللقب شهدت النسخة السابعة للبطولة، والتي استضافتها كندا في 2015 ، نقطة تحول جديدة في حجم بطولات كأس العالم للسيدات؛ حيث ارتفع عدد المنتخبات فيها من 16 إلى 24 منتخبا. ومع تأهل المنتخبين الياباني حامل اللقب وقتها والأمريكي وصيف حامل اللقب، كان الفريقان مع المنتخب الألماني هما أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب. وبالفعل، وصل المنتخبان الياباني والأمريكي إلى المباراة النهائية التي كانت مواجهة مكررة لنهائي 2011، ولكن الفوز في 2015 كان من نصيب المنتخب الأمريكي الذي توج بلقبه الثالث في البطولة لينفرد بصدارة أكثر المنتخبات فوزا باللقب وذلك بعد فوزه الساحق 5 / 2 على نظيره الياباني في النهائي. هيمنة المنتخب الألماني ولم يختلف الحال كثيرا في البطولة الخامسة التي أقيمت بالصين عام 2007 ، حيث واصل المنتخب الألماني هيمنته وأحرز اللقب ليصبح أول فريق يتوج باللقب مرتين متتاليتين. ورغم تألق البرازيلية مارتا التي فازت بلقب هدافة البطولة، كان المنتخب الألماني هو الأفضل هجوما ودفاعا في البطولة أيضا، حيث سجل 18 هدفا في ست مباريات بمتوسط ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة ولم تهتز شباكه على مدار المباريات الست في هذه البطولة التي شهدت 111 هدفا. وبرهنت مارتا على جدارتها بلقب أفضل لاعبة في العالم، حيث سجلت سبعة أهداف مقابل ستة أهداف لكل من وامباك والنرويجية راجينهيلد جولبراندسن وخمسة أهداف لكل من برينز والبرازيلية كريستياني سيلفا. وشق المنتخبان الألماني والبرازيلي طريقهما بنجاح إلى المباراة النهائية التي حسمها الفريق الألماني لصالحه بهدفين نظيفين ليحافظ على لقبه فيما فاز المنتخب الأمريكي بالمركز الثالث اثر فوزه 4 / 1 على النرويج في مباراة تحديد المركز الثالث. أول نسخة بمشاركة 32 منتخبا والآن يترقب العالم انطلاق فعاليات أول نسخة من البطولة بمشاركة 32 منتخبا، والتي تستضيفها أستراليا ونيوزيلندا من 20 يوليو الحالي إلى 20 أغسطس المقبل. واستضافت الصين البطولة الأولى عام 1991 بمشاركة 12 منتخبا من مختلف القارات. وشهدت البطولة الأولى هيمنة واضحة للمنتخب الأمريكي الذي برهن منذ البداية على أحقيته في إحراز اللقب من خلال خط هجومه القوي والمتميز بقيادة ميشيل آكرز وكارين جينينجز وأبريل هينريتشز. وسجلت اللاعبات الثلاثة 20 من 25 هدفا أحرزها المنتخب الأمريكي في هذه البطولة ليتوج بلقب البطولة بعد التغلب على نظيره النرويجي 2 / 1 في المباراة النهائية التي كانت ختاما رائعا للبطولة الأولى. وكان للمهاجمة آكرز دور كبير في حسم اللقب للمنتخب الأمريكي؛ حيث سجلت عشرة أهداف في هذه البطولة منها هدفي المباراة النهائية التي حضرها 65 ألف مشجع في المدرجات. أول نسخة بمشاركة 32 منتخبا
مشاركة :