البيان الختامي للقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى يؤكد أهمية تعزيز العلاقات السياسية

  • 7/20/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقادة دول آسيا الوسطى الخمس المشاركين في القمة التي استضافتها مدينة (جدة) السعودية اليوم الأربعاء العمل على دفع عجلة التعاون المشترك بينهم إلى آفاق أرحب. وأكد القادة في البيان الختامي للقمة الأولى بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى أهمية تعزيز العلاقات السياسية والاستراتيجية بين الجانبين على المستويين الجماعي والثنائي واستمرار التنسيق السياسي بما يحقق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ومواجهة التحديات والعمل على ضمان مرونة سلاسل الإمداد والنقل والاتصال والأمن الغذائي وأمن الطاقة والأمن المائي ودفع بناء علاقات التعاون في تطوير مصادر وتقنيات الطاقة الخضراء والمتجددة وخلق فرص الأعمال التجارية ودعم فرص الاستثمار وزيادة التبادل التجاري. وأشاد البيان بالتنوع الثقافي والانفتاح والتاريخ الثري لدول مجلس التعاون وآسيا الوسطى وشدد القادة على أن التسامح والتعايش السلمي الذي يعد ركيزة اساسية وقيمة للعلاقات بين الأمم والمجتمعات. وفي هذا الشأن رحب القادة باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2686 الذي أقر المجلس بموجبه بأن خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من أشكال التعصب والتمييز بين الجنسين وأعمال التطرف يمكن أن تسهم في اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها معربين عن قلقهم إزاء تزايد الخطاب حول العنصرية وكراهية الإسلام وأعمال العنف ضد الأقليات المسلمة والرموز الإسلامية. وأثنى القادة على نتائج وأهداف مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية الذي يعقد في كازاخستان منذ عام 2003 من أجل مناقشةالمبادئ التوجيهية العالمية لتحقيق الاحترام والتسامح فيما بين الأعراق والأديان. ورحبوا بنتائج ملتقى البحرين للحوار (الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني) الذي عقد في عام 2022 في مملكة البحرين تحت رعاية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بالتعاون مع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان. وشدد البيان على أهمية تعزيز الحوار الاستراتيجي والسياسي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى وتعزيز هذه الشراكة نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات بما في ذلك الحوار السياسي والأمني والتعاون الاقتصادي والاستثماري وتعزيز التواصل بين الشعوب وتبادل أفضل الممارسات والخبرات في جميع المجالات مثل التعليم والثقافة وشؤون الشباب والسياحة ووسائل الإعلام والرياضة وفقا لخطة العمل المشترك المتفق عليها للفترة (2023 - 2027). ونوه القادة بمخرجات الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى الذي عقد في 7 سبتمبر 2022 والاجتماعات الفنية التي عقدت بين المسؤولين والمختصين من الجانبين في مجالات التعاون الاقتصادي والتجارة والاستثمار والصحة والثقافة والشباب والرياضة. وحث القادة من خلال البيان الجهات المعنية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ الفوري لخطة العمل المشتركة على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. وأكدوا أهمية استمرار بذل الجهود لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وتشجيع الاستثمار المشترك من خلال تعزيز العلاقات بين المؤسسات المالية والاقتصادية وقطاعات الأعمال لدى الجانبين لاستكشاف مجالات التعاون والفرص المتاحة وتوفير مناخ جاذب لقطاع الأعمال والتجارة والاستثمارات المشتركة والتعاون الاقتصادي لتحقيق المنفعة المتبادلة. كما أكدوا دعمهم لترشيح المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض (إكسبو 2030) في مدينة الرياض وبذل كافة الجهود لدعم هذا الترشيح مشددين على أهمية تنظيم المعارض الدولية والإقليمية والمشاركة الفعالة فيها لتحفيز التبادلات الاقتصادية والثقافية بين آسيا الوسطى ومنطقة الخليج. ولفت البيان الى أهمية استمرار التعاون بين مجلس التعاون وآسيا الوسطى في المحافل والمنظمات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين للمواجهة التحديات الاقتصادية بالعالم. كما أشاد القادة بالدور الرائد الذي يقوم به الجانبان لمواجهة ظاهرة التغير المناخي مجددين ترحيبهم ودعمهم لدولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافتها مؤتمر (28 COP) لدعم الجهود الدولية في هذا الإطار. وأكد القادة على مبادئ وأحكام اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس وأن يراعى في تنفيذ الاتفاقيتين الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية الناجمة عن تدابير الاستجابة لتغير المناخ خاصة تلك المؤثرة على الدول النامية الأكثر عرضة لهذه الآثار. وشدد القادة على أهمية تعزيز التعاون في مجال البيئة وتغير المناخ وحماية الأنهار الجليدية والموارد المائية وجذب المزيد من الاستثمارات للقطاعات الرئيسية لاقتصاد بلدان آسيا الوسطى للتكيف مع تغير المناخ من خلال التكامل والتعاون بشأن مخاطر الكوارث الطبيعية وعواقبها بين الجانبين. كما اكد البيان أهمية تطوير طرق النقل المتصلة بين المنطقتين وبناء شبكات لوجستية وتجارية قوية وتطوير أنظمة فعالة تسهم في تبادل المنتجات. واشار الى اتفاق القادة على تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والتدريب المهني وتشجيع التعاون بين الجامعات ومراكز البحث العلمي لدى الجانبين وتوفير فرص التعليم في الجامعات التقنية حيثما أمكن ذلك للطلاب من دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى وكذلك تبادل الخبرات والتجارب من خلال التواصل بين الخبراء والمختصين في التعليم. وأعرب القادة عن تطلعهم إلى تعزيز التعاون في المجال الصحي وتبادل الخبرات بين المؤسسات المتخصصة في مختلف المجالات الصحية ودعم المبادرات العالمية للتصدي للأوبئة والمخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية في هذا السياق. وأشار القادة إلى مبادرة كازاخستان لإنشاء هيئة خاصة متعددة الأطراف في الأمم المتحدة (الوكالة الدولية للسلامة البيولوجية) التي تم الاعلان عنها في الدورة ال75 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ستساهم في الوقاية من التهديدات البيولوجية وتبادل البيانات حول الأمراض الخطرة. وفي مجال التعاون الثقافي والإنساني بما في ذلك وسائل الإعلام والمجالات الاجتماعية أشار القادة إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي المشترك بين الجانبين وتعزيز التعاون الثقافي والإعلامي المشترك وتشجيع الحوار الثقافي بين الجانبين وبحث فرص تطوير التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بما يخدم العمل المشترك للجانبين. وأكدوا أهمية تعزيز التعاون في مجال الشباب والرياضة وتبادل الخبرات وتنسيق المواقف الانتخابية المتعلقة بالاتحادات الرياضية والإقليمية والقارية والدولية منوهين باستضافة دولة قطر لمباريات كأس آسيا 2023. وشددوا على أهمية تعزيز التعاون في مجال طاقة الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والابتكار والتكنولوجيا الخضراء مؤكدين الحاجة إلى استثمارات لتنفيذ مشاريع جديدة في هذه المجالات الهامة بين الجانبين. ورحب القادة بقرار المملكة العربية السعودية استضافة منتدى الاستثمار بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى في الربع الأخير من عام الجاري وبمبادرتي جمهورية تركمانستان وجمهورية قيرغيزستان لاستضافة منتدى الاستثمار بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى في عام 2024. وناقش القادة القضايا الإقليمية والدولية حيث توافقت الرؤى حول أهمية تضافر كافة الجهود لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم وأولوية استتباب السلم والأمن الدوليين من خلال الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول لتحقيق التنمية والتقدم ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها والحفاظ على النظام الدولي القائم على الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكدوا أن تزايد مخاطر المواجهة النووية بين الدول المسلحة نوويا يشكل تهديدا خطيرا ومرفوضا للسلم والأمن الدولي وأنه لا ينبغي أبدا السماح باستخدام الأسلحة النووية. وأعرب القادة عن إدانتهم للإرهاب أيا كانت مصادره ورفض جميع أشكاله ومظاهره وتجفيف مصادر تمويله معبرين عن عزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة "الإرهاب" والتطرف ومنع تمويل وتسليح وتجنيد الجماعات الإرهابية لجميع الأفراد والكيانات. وأشار القادة إلى نتائج مؤتمر (دوشانبه) في طاجيكستان رفيع المستوى بشأن التعاون الدولي والإقليمي في مجال أمن الحدود وإدارتها من أجل مكافحة "الإرهاب" ومنع حركة الإرهابيين الذي عقد يومي 18 و 19 أكتوبر 2022 ونتائج الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي ضد ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الذي عقد بتاريخ 8 يونيو 2023 بالرياض. وأكد البيان التزام القادة بمواصلة دعم كافة الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة المنظمات الإرهابية والتصدي لجميع الأنشطة المهددة للأمن والاستقرار وأن التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أهم المبادئ والقيم التي تقوم عليها العلاقات بين الدول والمجتمعات. وشدد القادة على أهمية تعزيز التعاون بين منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها وهيئاتها وأن أجزاء من العالم الإسلامي تواجه انعداما للأمن الغذائي المتزايد ويرجع ذلك في الغالب إلى تحدي الوضع الجيوسياسي والجيو اقتصادي فضلا عن تغير المناخ. واكد البيان ضرورة التعاون ودعم جهود المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي واستخدام إمكاناتها لضمان وصول الإمدادات الغذائية إلى البلدان المحتاجة. وبارك القادة في البيان الختامي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان نجاح موسم الحج لعام 1444 هجري وما حققه من مستوى عال في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم العناية اللازمة لهم خلال أدائهم شعائر الحج. وفي الختام شكر القادة المملكة العربية السعودية على استضافة هذه القمة التاريخية متطلعين إلى عقد القمة القادمة بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى في مدينة (سمرقند) أوزبكستان في عام 2025.

مشاركة :