تعليق: لماذا يشكل مفهوم "إزالة المخاطر" مخاطر جسيمة على العالم

  • 7/20/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 18 يوليو 2023 (شينخوا) يستند مفهوم "إزالة المخاطر" الذي تروج له الولايات المتحدة إلى نفس منطق "الانفصال" القديم طالما تواصل القوة العظمى الوحيدة في العالم جهودها الدؤوبة لقمع تنمية الصين. لا تنخدع. إن "إزالة المخاطر" سوف تؤدي إلى زيادة المناوشات الاقتصادية وإبطاء التعافي الاقتصادي العالمي. وقال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه غورينشاس، إن "إزالة المخاطر" قد تؤدي إلى انكفاء البلدان إلى الداخل على حساب النمو العالمي، وهو ما "يفرض خطر تفتت الاقتصاد العالمي إلى كتل". وباعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تصدرت الصين العالم من حيث إجمالي تجارة السلع في 2022 للسنة السادسة على التوالي، مما لعب دورا هائلا في تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي الذي تشتد الحاجة إليه. وجاء قرار واشنطن بتسييس الشؤون الاقتصادية والتجارية لينتهك بشكل صارخ مبادئ منظمة التجارة العالمية المتمثلة في عدم التمييز وتحرير التجارة. ويقوض هذا القرار النظام التجاري متعدد الأطراف ويضرب بقوانين الاقتصاد عرض الحائط. ولوقف نهوض الصين، تتعمد الولايات المتحدة تخريب الاقتصاد العالمي. لنأخذ سلاسل الامداد كمثال، من البديهي أن دعم الأصدقاء وإعادة هيكلة سلاسل الامداد لابد أن يعرقل تدفقات التجارة العالمية. بالنسبة للشركات، فإن تطوير سلاسل إمداد جديدة ولامركزية من شأنه أن يرفع التكاليف بشكل كبير ويهدد حيويتها وبقائها. وقد أظهرت تقديرات صندوق النقد الدولي أن كلفة تجزئة التجارة وحدها على الأجل الطويل يمكن أن تتراوح بين 0.2 في المائة من الناتج العالمي في السيناريو المحدود وما يقرب من 7 في المائة في السيناريو الحاد. علاوة على ذلك، ستؤدي "إزالة المخاطر" إلى تأخير التقدم العلمي والتكنولوجي، وتعطيل النظام الإيكولوجي للتكنولوجيا العالمية، وتشتيت التعاون الدولي في البحث والتطوير. وفي الوقت الحاضر، تقوم البلدان في جميع أنحاء العالم بالتنسيق مع بعضها البعض لتحسين التقنيات وتطويرها في الأجهزة والبرامج والعلوم الأساسية والتطبيقية. لكن من خلال ربطها المزيد من الحلفاء تسعى الولايات المتحدة إلى صياغة نظام مواز لاستبعاد الصين عبر "الانفصال وقطع سلاسل الامداد" وبناء "ساحات صغيرة بأسوار عالية". وقد حذر جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا العملاقة لرقائق الذكاء الاصطناعي، من أن صناعة التكنولوجيا الأمريكية معرضة لخطر "الضرر الجسيم" بسبب المعركة المتصاعدة على الرقائق بين واشنطن وبكين. وقالت المسؤولة المالة بشركة نفيديا كوليت كريس "على المدى الطويل، ستؤدي القيود التي تحظر بيع وحدات معالجة الرسومات الخاصة بمركز البيانات الخاص بنا إلى الصين، في حالة تنفيذها، إلى خسارة دائمة لفرص الصناعة الأمريكية في المنافسة والريادة في أحد أكبر الأسواق في العالم". كما أن "إزالة المخاطر" من شأنها أن تعطل الحوكمة العالمية، وتعيق الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ والقضاء على الفقر. فقد كرّس صانعو السياسات من أصحاب البصيرة في العالم جهودهم لإزالة الحواجز التجارية وسد الخلافات الأيديولوجية على مدى عقود. لكن "إزالة المخاطر" ستخلق حواجز مصطنعة، وتدمر أسس الثقة المتبادلة التي تم بناؤها بين الدول على مدى عقود، وقد تجر العالم في نهاية المطاف إلى حرب باردة. إن خطر "إزالة المخاطر" واضح لدرجة أن العديد من حلفاء الولايات المتحدة قلقون منه. وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مؤخرا في 11 دولة أوروبية أن الغالبية من 16 ألف مشارك يعتقدون أن بلادهم يجب أن تظل محايدة بين الصين والولايات المتحدة وأبدوا تحفظهم إزاء" إزالة مخاطر" الدولة الآسيوية. إن بناء كعكة أكبر من المصالح المشتركة أمر ضروري لتحقيق الانتعاش الاقتصادي العالمي ومعالجة التحديات. وهنا، يجب على الولايات المتحدة أن تلفظ نهج "إزالة المخاطر" وتتخلى عن عقلية الحرب الباردة والمكسب والخسارة. ويتعين على الدول في جميع أنحاء العالم أن تظل يقظة إزاء إمكانية اندلاع حرب باردة جديدة. فمن الأفضل بكثير البحث عن أرضية مشتركة مع تضييق الخلافات وتنحيتها جانبا وتعزيز التعاون والقيام بدور بناء في دفع عجلة التنمية المستدامة للبشرية جمعاء.

مشاركة :