مصادر مختلفة استقت منها الكاتبة المصرية ميرال الطحاوي تجربتها الثقافية وشكلت بوصلتها الأدبية، انطلاقاً من استماعها لحكايات الجدات الثرية بالموروثات وقصص الترحال، وصولاً لدراستها الأكاديمية المتخصصة بأميركا. وترى الطحاوي أن الأدب يلاحظ التجارب الإنسانية الكبرى مثل الهجرة والنزوح والتغرب، ولكن ليس من وظيفة الأعمال الأدبية أن تصحح تصورات البشر عن تلك التجارب. وتقول الطحاوي لـ«الاتحاد» إن الأدب يتوقف عند ظواهر المجتمع ويتأملها بوصفها تجارب إنسانية ويمعن النظر فيها فلسفياً ووجودياً، ويعيد إنتاجها في المتخيل السردي، ولا يمكن أن ينقل الظاهرة كما هي في الواقع. وقالت الكاتبة المصرية إن موضوع الرواية الممكن أن يكون بسيطاً ومكرراً، ولكن طريقة تناوله تختلف من كاتب إلى آخر، وهذا ما تستهدفه الطحاوي من التركيز على القيمة والمعنى العميق وراء كل موضوع تقدمه، فمهما كانت القصة بسيطة تعيد اكتشافها وتقديمها من زوايا جديدة أكثر عمقاً. ولهذا تجعل الطحاوي اللغة أحد أبطالها، وتوازي في أهميتها أهمية القصة والسرد، وترى في ذلك فرصة لوضع بصمتها الشخصية الخاصة التي جمعت فيها بين موهبتها ودراستها للأدب أكاديمياً، وتطويع تلك الدراسة لجعل منتجها الأدبي أكثر ثراءً وذا قيمة خاصة. وثمة طقوس خاصة بكل رواية، تمارسها الطحاوي قبيل كل عمل أدبي جديد، ومنها المشي، حيث تمنح حركة الجسد مزيداً من التأمل ومراجعة الخطوط الدرامية والأفكار. وتحرص الكاتبة على التجوال المفاجئ وسط الكتابة، وتعتبر التأمل زادها الحقيقي الملهم في الكتابة، وتنظر للبشر من حولها وكأنهم شخصيات مستقبلية ممكنة في الأعمال الأدبية المقبلة، وأخيراً تستمتع الطحاوي بمشاهدة السينما وتؤكد إمكاناتها الهائلة في التخييل.
مشاركة :