لون 'باربي' الوردي يجتاح دور السينما في العالم

  • 7/21/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لوس أنجلس (كاليفورنيا) - انطلق عرض فيلم باربي، الجمعة، لتجتاح موجة من اللون الزهر دور السينما في العالم وهو ما أحيا الهوس بالدمية البلاستيكية وعالمها الوردي الزاهي. وتواكب حملة تسويقية مكثفة بدء عروض هذا العمل الذي يتناول قصة الدمية الأشهر في العالم. وتداول مستخدمو الشبكات الاجتماعية بكثافة المشاهد الأولى للفيلم الذي تؤدي فيه مارغو روبي دور "باربي"، فيما يجسّد راين غوسلينغ دور صديقها كِن. وتتولى الممثلة التي شاركت في فيلم "وولف أوف وول ستريت" وأخيرا في "بابيلون"، تجسيد الدمية الشقراء الشهيرة. وفي أحد مقاطع الفيديو الترويجية، استعاضت عن كعبها العالي التقليدي بصندل "بيركنستوك" تعبيرا عن ابتعادها عن عالم "باربي لاند" المثالي للنزول إلى أرض واقع الحياة العصرية. وقالت مارغو روبي لوكالة فرانس برس وهي تسير على السجادة الحمراء خلال العرض الأوروبي الأول للفيلم في لندن إن هذا العمل "ممتع ومضحك جدا"، لكن روبي، هي أيضا مُنتجة مشارِكة، رأت أنه أيضا "ذكي جدا، ولديه الكثير ليقوله"، ولاحظت أن "ما مِن فيلم آخر يشبه هذا". وفيما تُبرِز الشركة المصنّعة البُعد النسائي التحرري الذي تمثله باربي، مركّزة على مجموعة المهن التي تزاولها، ومنها مضيفة جوية وجراحّة ورائد فضاء وسوى ذلك، يرى فيها منتقدوها رمزا للقوالب الجمالية التقليدية ولهاجس النحافة. أما مخرجة الفيلم غريتا جيرويغ فترى أنها "كانت في بعض النواحي سابقة للثقافة السائدة، في حين كانت متأخرة في جوانب أخرى"، لكنّها "شكّلت موضوعا للنقاش منذ 64 عاما". ويحفل الفيلم بمشاهد لافتة بصريا ومنها مثلاً راين غوسلينغ عاري الصدر مرتديا معطفا من الفرو أو متدحرجا على مزلقة، ومارغو روبي تقود سيارة باربي مصنوعة بالكامل من البلاستيك أو تقفز من سطح بيت الدمى، أو الاثنان على لوحي تزحلق أصفرين على شاطئ كاليفورنيا… ومن شأن تنوع فريق الممثلين في الفيلم أن يستقطب جمهورا ينتمي إلى أجيال مختلفة، إذ يتوجه إلى جمهور من المراهقين والبالغين، فعميدة السن هيلين ميرين (الراوية) تمثّل إلى جانب إيما ماكاي (في دور باربي الحائزة جائزة نوبل في الفيزياء) أو النجمة دوا ليبا (حورية البحر باربي، التي ألهمت أغنيتها "دانس ذي نايت" إحدى تصاميم الرقصات). وفي وقت يرشد فيه العديد من المستهلكين نفقاتهم وسط ضغوط تكلفة المعيشة، يقتنص تجار التجزئة الفرصة لإقناع المتسوقين بشراء سلع باهظة الثمن لزيادة أرباحهم. إذ تراهن مجموعة واسعة من المنتجات والسلع المرتبطة بباربي، والتي يستهدف العديد منها البالغين، على ذكريات الماضي وما تمثله باربي لكثيرين لعبوا بهذه الدمية في سنوات طفولتهم. ويقبل المتسوقون على شراء أقراط باربي وعطورها وملابسها وهو ما يعود بالنفع على تجار التجزئة الذين يسعون إلى تحقيق مكاسب مع بدء عرض الفيلم. كما أطلقت زارا الاثنين الماضي مجموعة باربي وتضم 17 قطعة من الملابس والحلي للأطفال، لكن المجموعة الخاصة بالنساء أكثر تنوعا بكثير، إذ تشمل 85 قطعة. وللرجال أيضا نصيب مع طرح بذلات وردية اللون وأحذية رعاة البقر وقمصان شبيهة بتلك التي يرتديها كين صديق باربي. وتتيح سلسلة متاجر ولمارت دمى باربي تمثل مختلف الأعراق بتسريحات شعر متنوعة بسعر 45 دولارا لهواة جمع الدمى. ويمتد هذا الهوس إلى أبعد من ذلك مع إتاحة سلسلتي فنادق حياة وهيلتون أجنحة فندقية على طراز باربي في مدن تشمل بوجوتا في كولومبيا وكوالالمبور في ماليزيا. وتهدف شركة ماتيل، المالكة للعلامة التجارية، من وراء هذا الفيلم إلى تجديد جاذبية الدمية مع ترسيخها في أذهان الجيل الجديد. ويأتي الفيلم في الوقت المناسب لإنعاش صورة دمية شركة "ماتيل"، وجَعلها مصدر إلهام لمفهوم "قوة الفتاة" في مرحلة تتكثف فيها الانتقادات للنظام الأبوي ولثقل الأعراف وللتمييز على أساس الجنس. وأصبحت باربي التي أُطلقت قبل 64 عاما إحدى أكثر الألعاب مبيعا في العالم، لكنّ عالمها يبدو أيضا بعيدا من التطلعات إلى محاربة القوالب النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وإلى مزيد من التنوع. واللوحة بالتالي ليست وردية تجاريا، إذ تراجعت مبيعات قسم الدمى في شركة "ماتيل" بنسبة 9 في المئة عام 2022. ومن هذا المنطلق، لم تعد باربي تقتصر على نموذج الفتاة البيضاء البشرة والشقراء الشعر الذي طبعها حصريا طوال عقود، ولم تعد مقاساتها البدنية مثالية لا تمتلكها فعليا إلا قلة من النساء في المجتمع البشري، بل خضع عالم باربي لعملية تجميل كبيرة منذ عام 2016، فأكثرت الشركة من نماذج باربي التي تعبّر عن التنوّع والاختلاف، ومنها الممتلئة والقصيرة القامة والفارعة الطول، وباتت التشكيلة اليوم تضم الآن أكثر من 175 نموذجا مختلفا. وأضاف محرك البحث غوغل، في لافتة مبتكرة، ميزة استثنائية لفيلم باربي، حيث يعطي لمسة وردية على نتائج البحث عن الفيلم وأبطاله، إذ ما على الراغبين في رؤية ذلك سوى كتابة Barbie في البحث، وستتحول الشاشة إلى اللون الوردي مع بريق من النجوم. ويساهم هذا الفيلم الذي يُتوقع أن يحقق نجاحا جماهيريا واسعا هذا الصيف، على الرغم من طرحه وسط إضراب الممثلين في هوليوود، في تسليط الأضواء بشكل غير مسبوق على جيرويغ الآتية من السينما المستقلة والتي برزت في الفيلم الكوميدي "فرانسيس ها" عام 2012. وبفضل تعاون هذه المخرجة والممثلة البالغة 39 عاما في الكتابة مجددا مع مخرج "فرانسيس ها" و"ماريدج ستوري" شريك حياتها نوا بومباك، تُواصل جيرويغ مسيرتها التصاعدية، فبعدما اقتبست عام 2020 رواية "ليتل ويمن" سينمائيا في فيلم من بطولة إيما واتسون وفلورنس بيو، ستعمل قريبا على اقتباس رواية أخرى للشاشة الكبيرة هي "ذي كرونيكلز أو نارنيا" يُعرض عبر نتفليكس.

مشاركة :