واشنطن – تنكب آبل على محاولة ركوب قطاع الذكاء الاصطناعي ومنافسة شركات 'أوبن إيه آي' و'غوغل' وآخرين، عبر انتاج روبوت دردشة شبيه بـ"تشات جي بي تي". وصممت الشركة المنتجة لهواتف آيفون، تقنيتها الخاصة التي تسمح بصناعة نماذج اللغات التي تعتمد عليها أغلب أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" و"بارد"، وفقا لما نقلته بلومبرغ عن أشخاص مطلعين على جهود الشركة. ومنذ أن أطلقت شركة "أوبن ايه آي" الأميركية الناشئة برنامج "تشات جي بي تي" في العام الماضي، بدأت مختلف شركات التكنولوجيا تتنافس في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. و"تشات جي بي تي" الذي تم إنشاؤه بواسطة "أوبن إيه أي" والمدعوم من مايكروسوفت، عبارة عن روبوت محادثة يمكنه الإجابة عن الأسئلة وكتابة المقالات وأداء مهام أخرى. وبات محللون ومستثمرون ومستهلكون شغوفين بهذه البرامج القادرة على إنتاج نصوص وصور ومقاطع فيديو بناءً على طلب بسيط بلغة سلسة. ويُعتبر مفهوم الذكاء الاصطناعي فضفاضا، ويشمل تقنيات كثيرة ليست نادرة ولا معقدة بصورة خاصة، فيما تطاله انتقادات لأنّه يؤشر إلى مستقبل مُشابه للخيال العلمي تسيطر فيه آلات تتمتع بالمعرفة على البشر. لذلك، تنشر بعض الشركات بينها تيك توك وفيسبوك (ميتا) ابتكارات تندرج ضمن الذكاء الاصطناعي من دون التركيز على المصطلح نفسه. وتأتي تقنية ابل تحت اسم "أياكس" أو "Ajax"، وخلقت آبل أيضا روبوت دردشة خاص بها يطلق عليه بعض المهندسين "آبل جي بي تي". وركّزت آبل جهودها خلال الأشهر الأخيرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، عبر تعاون لأكثر من فريق على المشروع، بحسب أشخاص طلبوا عدم الإفصاح عن هويتهم لخصوصية المسألة، موضحين أن هذه الجهود تشمل محاولة مواجهة المخاوف المتعلقة بالخصوصية في مثل هذه الأدوات. وحصدت أسهم آبل مكاسب بنحو 2.3 بالمئة وبلغت قيمة أعلى سهم لها 198.23 دولار وهو سعر قياسي، في أعقاب تقرير بلومبرغ حول جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي. وغابت آبل بشكل مريب عن الصراع الجنوني بين شركات التكنولوجيا حول أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، وكان آخر منتجاتها وهو تطبيق المساعدة الصوتية "سيري"، قد شهد ركودا خلال السنوات الأخيرة. لكن الشركة عملت في أوجه أخرى من الذكاء الاصطناعي مثل تحسين جودة الصور والبحث على هواتف آيفون، كما أنها قدمت نسخة أكثر ذكاء من "التصحيح التلقائي" على أجهزتها. علانية، كان الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، يحذر بشأن زيادة انتشار خدمات الذكاء الاصطناعي، وقال خلال مؤتمر في مايو، إن مثل هذه التكنولوجيا لها قدرات لكن هناك "بعض القضايا التي تحتاج إلى حل"، مضيفا أن آبل سوف تضيف الذكاء الاصطناعي إلى المزيد من منتجاتها لكن بشكل مدروس للغاية. وصرح خلال لقاء في برنامج "غود مورنينغ أميركا" على شبكة "أي بي سي"، إنه يستخدم برنامج "تشات جي بي تي" وأن شركته تتابع هذا الأمر عن كثب. ويساعد نظام "أياكس" الذي تم تطويره العام الماضي، شركة آبل على خلق نماذج لغة واسعة وفي تأسيس أداة شبيهة بتشات جي بي تي للاستخدام داخليا، بحسب ما نقلته بلومبرغ عن المصادر المطلعة. ولا تعتبر شركة آبل الوحيدة التي تتحرك في هذا المسار، فهناك شركة "سامسونغ" وشركات تكنولوجيا أخرى طورت نظاما داخليا مشابها بتطبيق "تشات جي بي تي"، بعد مخاوف من تسريب بيانات بسبب استخدام خدمات شركات أخرى. ذكرت بلومبرغ أن الأداة المصممة من شركة آبل مشابهة بشكل كبير لأدوات "بارد" و"تشات جي بي تي" و"بينج آيه آي"، ولا تتضمن أي تكنولوجيا أو مزايا جديدة. وإلى الآن لا تخطط آبل لإتاحة هذا التطبيق للمستهلكين. وفي مايو/حزيران، كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أن آبل قيّدت استخدام "تشات جي بي تي" وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الأخرى لبعض الموظفين لأنها تطور تقنية مماثلة خاصة بها. ووفقا للوثيقة، تشعر آبل بالقلق من أن العمال الذين يستخدمون هذه الأنواع من البرامج ربما يكشفون عن بيانات سرية. وذكرت الوثيقة أن آبل طلبت أيضا من موظفيها عدم استخدام برنامج "كوبيلوت" المملوك لشركة مايكروسوفت.
مشاركة :