العلاقات الجزائرية - التركية تشهد زخما متصاعدا منذ تقلّد تبّون السلطة

  • 7/22/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر - تشهد العلاقات الجزائرية - التركية تطورا ملفتا في السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة، وأسهمت في ذلك اتفاقية الصداقة والتعاون الموقعة بين البلدين عام 2006، كما اكتسبت العلاقات زخما متصاعدا منذ تولي عبدالمجيد تبون رئاسة الجزائر في نهاية 2019. ويصل الرئيس الجزائري مساء الجمعة إلى تركيا في زيارة عمل تستغرق يومين، تلبية لدعوة نظيره رجب طيب أردوغان. وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان إن الرئيس تبون يقوم بزيارة عمل إلى تركيا يومي 21 و22 يوليو الجاري، يلتقي خلالها الرئيس أردوغان. وأجرى تبون أول زيارة له إلى تركيا تلبية لدعوة الرئيس أردوغان، بين 15 و17 مايو 2022. وكانت أول زيارة من الجزائر إلى تركيا على مستوى رئيس الجمهورية منذ 17 عاما. وكانت آخر زيارة على مستوى الرئاسة من الجزائر إلى تركيا في فبراير 2005 من قبل عبدالعزيز بوتفليقة. وتتواصل العلاقات الرسمية بين تركيا والجزائر بقوة، وقد بدأت عام 1962 عندما استقلت الجزائر عن فرنسا؛ فالعلاقات التركية - الجزائرية، التي بدأت مع وصول بربروس خيرالدين باشا إلى الجزائر عام 1516، شهدت تطورات عديدة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. مولود جاويش أوغلو: التعاون بين الجزائر وتركيا سيكون مفيدًا للمنطقة بأسرها مولود جاويش أوغلو: التعاون بين الجزائر وتركيا سيكون مفيدًا للمنطقة بأسرها وفتحت تركيا سفارتها عام 1963 في الجزائر التي أعلنت استقلالها عام 1962. ووقعت الجزائر وتركيا في 23 مايو 2006 معاهدة للتعاون والصداقة، بهدف تطوير العلاقات بين البلدين. وآخر زيارة على مستوى رئيس الجمهورية من تركيا إلى الجزائر، أجراها الرئيس أردوغان في يناير 2020. وفي إطار الزيارة تم التوقيع على بيان مشترك حول إنشاء “مجلس تعاون رفيع المستوى” بين البلدين. وفضلا عن تطابق الآراء بين تركيا والجزائر في القضية الفلسطينية، ثمة تنسيق تام بين البلدين فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي للمشاكل في ليبيا. وهذا ما عبّر عنه الرئيس الجزائري تبون خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى الجزائر في يناير 2020. وأكد تبون أنه على اتفاق تام مع الرئيس أردوغان حول تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين بشأن ليبيا، من أجل ضمان السلام في الدولة الجارة لبلاده. وسبق أن قال وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو، الذي توجه إلى الجزائر في 10 ديسمبر 2022 لحضور اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين، إن "عدد الشركات التركية في الجزائر تجاوز 1400 شركة وتجاوز إجمالي الاستثمار 5 مليارات دولار". وأوضح أن "التعاون بين الجزائر وتركيا سيكون مفيدًا للمنطقة بأسرها"، مضيفا "نحن نعمل معا لزيادة ليس فقط تجارتنا وإنما أيضا استثماراتنا هنا إلى مستوى 10 مليارات دولار". كما ذكر جاويش أوغلو بأنه بحث مع نظيره الجزائري حينها، رمطان لعمامرة، التعاون العسكري بين البلدين والخطوات التي يمكن اتخاذها في مجال الصناعات الدفاعية. ولفت إلى العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، وقال "سيتم افتتاح مراكز ثقافية في الجزائر وإسطنبول بشكل متبادل". وأكد أنهم يرغبون في أن يتم فتح مركز يونس أمره الثقافي التركي في عام 2023 وأن تبدأ مدارس وقف المعارف التركية نشاطها في الجزائر في أقرب وقت ممكن. وفي نوفمبر الماضي أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز خلال زيارة إلى الجزائر أن تركيا والجزائر تعتزمان تأسيس شركة مشتركة للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في بلدان المنطقة على رأسها الجزائر. وقال في تصريحات إعلامية “توصلنا إلى توافق حول تأسيس شركة مشتركة بين شركة النفط والغاز الوطنية الجزائرية سوناطراك وشركة البترول التركية، وتنفيذ أنشطة التنقيب عن النفط والغاز بشكل مشترك في دول المنطقة، وخاصة الجزائر”. ◙ وزير الطاقة التركي أعلن في نوفمبر الماضي أن تركيا والجزائر تعتزمان تأسيس شركة للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي وعقب الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في فبراير الماضي أعلنت الجزائر عزمها تقديم دعم بقيمة 30 مليون دولار إلى تركيا. وأبدت الجزائر بكافة مسؤوليها تضامنها مع تركيا عقب الزلزال، بدءا من اتصال تبون بنظيره أردوغان وتقديمه التعازي بضحايا الزلزال. كما أرسلت الجزائر إلى مناطق الزلزال فريق بحث وإنقاذ مكونا من 86 فردًا، ووفدًا طبيا من الهلال الأحمر الجزائري، فضلًا عن 95 طنا من المساعدات الإنسانية. وفي فترة قصيرة تحولت دعوات دعم المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر إلى حملات إغاثة شاملة وواسعة. وأعرب الرياضيون والسياسيون والمواطنون الجزائريون عن وقوفهم إلى جانب تركيا دولة وشعبًا منذ اليوم الأول للزلزال. وفي 19 يونيو الماضي قدم الرئيس الجزائري تبون "وسام الاستحقاق الوطني الجزائري من الدرجة الأولى" إلى وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية الحالية ماهينور أوزدمير كوكطاش، عندما كانت سفيرة تركيا في الجزائر. وعلقت وسائل الإعلام الجزائرية على تقليد كوكطاش الوسام قائلة إن ذلك مؤشر على المساهمة الكبيرة لكوكطاش في توطيد العلاقات بين البلدين والأهمية التي يوليها الرئيس تبون لعلاقات بلاده مع تركيا.

مشاركة :