مفهوم جديد نسبيا صاغه "جوزيف ناي" من جامعة هارفرد: "يصف القدرة على جذب الآخرين واقناعهم من دون إكراه أو استخدام للقوة كوسيلة للاقناع" يتم استخدام هذا المصطلح للتأثير على الرأي العام الاجتماعي من خلال قنوات أقل شفافية نسبيا والضغط من خلال المنظمات والهيئات السياسية وغير السياسية. بالتالي مفهوم القوى الناعمة يعني أن يكون للدولة قوة روحية وثقل معنوي مهم جدا من خلال ما تصدره من أفكار ومبادئ ومن خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفنون والرياضة وغيرها من المجالات الأخرى، مما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب الحضاري الراقي والإعجاب به ثم الاقتناع به وتتبع مصادره مع ظهور وتأثير هذا المصطلح بشكل كبير ظهر (المؤشر العالمي للقوى الناعمة) والذي تصدره مؤسسة (براند فايينس) والذي يقيس تقريبا أداء (105) دول حول العالم بناء على ثلاثة معايير رئيسة: "التأثير العام، والسمعة العالمية، والألفة" وسبع محاور رئيسة للقياس وهي: "التجارة والأعمال، والحوكمة، والعلاقات الدولية، والثقافة والتراث، والإعلام والاتصالات، والتعليم والعلوم، والناس والقيم، مع إضافة محور الاستجابة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)". لهذا ومع المشروع النهضوي السعودي العربي الكبير الذي يقوده رائد التطوير والتغيير إلى مستقبل أفضل ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان مع رؤية 2030، التي أخذت بعين الاعتبار كل طرق وأسس ومعايير التغيير إلى مستقبل مشرق كان لا بد أيضا من الأخذ بمفهوم القوى الناعمة بعين الاعتبار، والذي يعتبر الجانب الرياضي أحد أهم أسباب تقارب وانتشار الثقافات والقيم والمثل والمبادئ للشعوب. لهذا كان نادي الهلال السعودي إحدى أهم القوى الناعمة الموجودة وواجهتها المشرفة في المنافسات القارية والعالمية، نظرا لما يمثله هذا النادي من موروث ثقافي أخلاقي اجتماعي رياضي عالي المستوى منذ التأسيس حتى الآن، حيث تعتبر إنجازات هذا النادي الرياضية محط إعجاب واهتمام كل المهتمين في كرة القدم المحلية والعربية والعالمية، فعلى الصعيد المحلي تسيد نادي الهلال بطولات كرة القدم بـ 66 بطولة رسمية موثقة منها على الصعيد القاري بـ 8 بطولات آسيوية متزعما قارة آسيا أيضا، وربما كان وصول النادي إلى المباراة النهائية لبطولة أندية العالم أمام نادي "ريال مدريد" الإسباني وحصوله على المركز الثاني والميدالية الفضية على مستوى العالم يعتبر أول وأهم إنجاز كروي تحقق للأندية السعودية على المستوى الرياضي. أما على المستوى الاجتماعي والأخلاقي فليس ما قامت به جمعية الهلال الخيرية من عمل اجتماعي دولي بمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسورية مؤخرا إلا دليل على قيمة هذا النادي الكبيرة وعمق تأثيره دوليا. لقد ولد الفكر والعمل المؤسساتي في نادي الهلال مع بداية الفكرة الطموحة لمؤسس النادي الشيخ "عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله-، الذي بدأ بفكرة طموحة لا تنتهي عند حد معين.. ليستمر تعاقب الإدارات الهلالية على نفس الأداء ونفس العمل بشكل منظم وتكاملي لنصل إلى كيان عظيم وصرح رياضي عربي سعودي صدر الكثير من مشاهد الفخر والاعتزاز على الصعيد الإداري والصعيد الفني إلى كل أنحاء العالم، نادي الهلال صرح رياضي عربي سعودي وثروة قومية سعودية عربية لا يقل أهمية إطلاقا عن كل الثروات الوطنية الأخرى في كل المجالات، لهذا من الواجب على جميع المعنيين البناء على نجاحات هذا النادي واستثمارها في المزيد من الإنجاز ومزيد من الانتشار العالمي للمشروع الرياضي للمملكة وللجميع. فلا زال الهلال كما كان (وطن جميل في قلب وطن أجمل).
مشاركة :