شهدت مناطق متفرقة في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم (الجمعة) اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأعلن الجيش السوداني في بيان على موقعه عبر ((فيسبوك)) قيام وحدات تابعة له اليوم بعمليات تمشيط برية بمنطقة جبرة جنوب الخرطوم. وأسفرت العمليات، وفقا للبيان، عن تدمير أربع عربات عسكرية تابعة للدعم السريع ومقتل 20 من عناصر الدعم السريع. ووفقا لشهود عيان، فإن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني نفذ قصفا عنيفا على مواقع لقوات الدعم السريع حول المدينة الرياضية جنوب الخرطوم. كما أفاد شهود عيان من شمال مدينة أم درمان بإطلاق قذائف مدفعية ثقيلة وصاروخية من قبل الجيش السوداني باتجاه مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع بمدينة الخرطوم بحري. واتهمت قوات الدعم السريع سلاح الطيران الحربي التابع للجيش السوداني بشن غارات جوية استهدفت منازل مدنيين جنوب الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع في بيان صحفي "نفذ الانقلابيون اليوم غارة جوية استخدمت فيها البراميل المتفجرة في جنوب الحزام منطقة مايو وشارع الهواء قرب الشاحنات، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات". وفي سياق آخر، أعلنت منظمة (أطباء بلا حدود) تعرض فريقها في الخرطوم "لاعتداء عنيف" وسرقة إحدى عرباته من قبل مجموعة من المسلحين. وذكرت المنظمة في بيان صحفي اليوم أن "فريقا تابعا لها مكونا من 18 شخصا تعرض الخميس لاعتداء عنيف من قبل مجموعة من المسلحين الذين قاموا بضربهم وجلدهم". وأوضحت المنظمة أن الحادث وقع لدى نقل الفريق إمدادات طبية من مستودعات المنظمة إلى المستشفى التركي جنوب الخرطوم. وحذرت أطباء بلا حدود من أنه نتيجة هذا الاعتداء "قد لا يستمر تواجدنا في المستشفى التركي". ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى. وتستضيف مدينة جدة السعودية مفاوضات غير مباشرة بين وفدي الجيش السوداني والدعم السريع. وقال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق في تصريح لوكالة السودان الرسمية للأنباء اليوم إن "التوصل لهدنة مشروط بالتزام الدعم السريع بإخلاء المرافق العامة ومنازل المواطنين ووقف السلب والنهب". وأضاف أن "الحديث عن قرب التوصل لهدنة في جدة غير دقيق". وأدت الاشتباكات منذ اندلاعها إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد على ستة آلاف آخرين، بحسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية. ووفق إحصاءات للأمم المتحدة، فإن أكثر من ثلاثة ملايين شخص نزحوا داخل البلاد وخارجها عبر الحدود إلى البلدان المجاورة.