حقق مؤشر «ناسداك 100» خلال أول ستة أشهر من العام الجاري أفضل أداء نصف سنوي في تاريخه، على الرغم من موجة البيع التي شهدتها أسهم التكنولوجيا أخيراً في بورصة «وول ستريت». واعتبر المحللون موجة الصعود التي دفعت مؤشر «ناسداك 100» نحو أفضل أداء في تاريخه راجعة إلى الاهتمام الكبير من قبل مختلف الشركات العالمية بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتي جعلتها تزيد من استثماراتها فيه، وهو ما أعطى دفعاً قوياً لمؤشر «ناسداك» الذي يقيس بطبيعة الحال أداء كبرى شركات التكنولوجيا. كما لوحظ أن هناك 6 شركات فقط مسؤولة افتراضياً عن التقدم الذي أحرزه المؤشر. كما اعتبر المحللون أن شركات التقنية اعتُبرت ملاذاً حين كان المستثمرون يتابعون البيانات بقلق بشأن الركود. والمتابع لأحوال وأداء بورصة «وول ستريت» يلاحظ أن قبضة شركات التقنية العملاقة، التي تهيمن على السوق، قد تراخت قليلاً لتعطي مساحة للشركات الأخرى حين بدا أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يدفع الاقتصاد تجاه ركود. ولاحظ المراقبون أن درجة التناظر بين مساري مؤشر «ناسداك 100» ومؤشر «ستاندرد أند بورز 500» قريبة لدرجة غريبة. وعلى الرغم من أن مؤشر «ناسداك 100» جاء في آخر ركب السوق الأوسع في 2022، إذ هوى بـ 33 %، بينما تراجع مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» بـ 19 %، فإن المؤشرين المعياريين يكادان يتساويان تماماً عند قياسهما منذ بداية العام الماضي، إذ تراجع الاثنان بنحو 7 %. ويفرض الأداء الضعيف جداً لمؤشر «ناسداك 100» خلال 2022، سؤالاً بديهياً وهو: «ما هي أسباب تحسن الأداء خلال النصف الأول من العام الجاري؟».. والإجابة هي أن توقعات الأرباح لها دور كبير في تفسير تحول الأوضاع، فبعد انكماشها العام الماضي، تشير التوقعات إلى ارتفاع أرباح أكبر خمس شركات تكنولوجيا هي: «أبل» و«مايكروسوفت» و«ألفابت» مالكة «غوغل» و«أمازون» و«إنفيديا»، 16 % في الربع الذي انتهى بنهاية يونيو، وإلى تسارع وتيرته في كل من الفصلين المقبلين، وفقاً لبيانات جمعتها «بلومبرغ إنتليجنس». وعلى النقيض من ذلك، تشير التوقعات أيضاً إلى انخفاض أرباح كل الشركات في المؤشر بنحو 9 %. هوس وقالت نانسي تنغلر، كبيرة مسؤولي الاستثمار في «لافر تنغلر إنفستمنتس»، إنها تعرضت لبعض الانتقادات في الخريف لشرائها أسهم شركات التقنية. وأضافت: «كانت كلها تحقق نمواً قوياً في الأرباح، لكنها لم تكن تحقق مكاسب العام الماضي؛ لأن الجميع كانوا يتداولون الأسهم على أساس المراجحة بينها وبين أسعار الفائدة. كنا نعلم أننا على وشك دخول في اقتصاد متباطئ؛ لذا ما نود أن نحتفظ به في اقتصاد متباطئ هو أسهم شركات يُعول على أن أرباحها سترتفع». كل هذه العوامل تعيد المستثمرين إلى حال غير مريح مجدداً، فالأمر لا يقتصر على أن مؤشر «ناسداك 100» مدفوع بعدد محدود من الأسهم، بل إن الشركات ذاتها لها وزن كبير في مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» أيضاً، مثلما كان الحال أوائل العام الماضي. وأشار المحللون إلى أنه إذا كنت تملك حصصاً في صندوق لمؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، قد يبدو الوضع وكأنك فعلياً تملك حصصاً في صندوق من أسهم شركات التقنية. إذا أضفنا سهمي «ميتا بلاتفورمز» و«تسلا» للخمسة الآخرين، نجد أن أكبر سبعة أسهم تمثل الآن 28 % من إجمالي قيمة مؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، ارتفاعاً من 20 % في بداية العام، وتبلغ القيمة السوقية الإجمالية لهذه الأسهم نحو 10 تريليونات دولار. أرقام الوظائف كان هناك كثير من الإسهاب حول مخاطر الوقوع في موجة صعود يقودها عدد محدود جداً من الأسهم. الحجّة في ذلك هي أنه في حال انهيار سهم أو سهمين منها، قد تتلاشى الموجة الصعودية بسرعة، لكن هذا أيضاً موقف يصعب تجنبه، إذ غالباً ما تمثل أكبر خمس أو 10 شركات في مؤشر «ستاندرد أند بورز» جزءاً كبيراً من المؤشر، الذي يرتبط وزنه بالقيمة السوقية. خفض الفائدة يسري الحرص نفسه على أي شخص يحاول استشراف مواقيت السوق بشكل عام. فوّت المستثمرون، الذين تخلوا عن أسهم شركات التقنية العام الماضي، معتقدين أن العام 2023 سيحمل في طياته مزيداً من التراجع، فرصة ربما كانت الأفضل في تعويض قدر كبير من الخسائر التي تكبدوها خلال 2022. وقال إد يارديني، مؤسس «يارديني ريسيرش» (Yardeni Research): «مشكلة استشراف توقيتات السوق هي أنها غير متسقة مع الفلسفة الضمنية للاستثمار في الأسهم، ومفادها أن الأسهم بالفعل استثمار على المدى الطويل.. إن كنت قد بعت، فعليك أن تتحلى بما يكفي من الذكاء لتشتري مجدداً». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :