حذر رئيس وكالة الأمن القومي الأميركية مايكل روجرز من هجوم إلكتروني يشنّه قراصنة إنترنت على البنى التحتية في الولايات المتحدة، ويسبّب عطلاً في الطاقة مشابهاً للذي حدث في غرب أوكرانيا العام الماضي. وقال خلال مؤتمر لأمن المعلوماتية: «المسألة مسألة وقت قبل أن نرى دولة أو مجموعة أو شخصاً يقومون بسلوك مدمّر ضد بنية تحتية أساسية في الولايات المتحدة». وأضاف أن «شخصاً تسلّل إلى شبكة الكهرباء الأوكرانية وعطّل أجزاء ضخمة منها، في هجوم مُنظم جداً ركّز على تعطيل النظام وكذلك على الطريقة التي من المرجّح أن تعالج فيها شركات التزويد بالكهرباء هذا العطل. يُقلقني أن هذا لن يكون آخر هجوم مشابه». وروجرز الذي يرأس أيضاً القيادة المعلوماتية للجيش الأميركي، دعا خبراء أمن المعلوماتية المشاركين في المؤتمر السنوي الذي يُعقد في سان فرانسيسكو، إلى العمل مع الإدارة الأميركية لحفظ سلامة المواطنين. وقال: «الشراكات والاندماج هما أهم شيء في المستقبل. لن نسوّي هذه المسألة داخل الإدارة أو وزارة الدفاع في شكل خاص، بل إن الشراكات هي التي ستحقّق أفضل النتائج». أما وزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش فتطرّقت إلى معركة بين شركة «آبل» ومكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) في شأن رفض الشركة تنفيذ أمر قضائي يُلزمها فك شيفرة هاتف «آيفون» استخدمه أحد منفذَّي هجوم كاليفورنيا الذي أوقع 14 قتيلاً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال: «نعلم أن الأجهزة باتت في شكل متزايد مستودعات لكل أشكال المعلومات، ومهمة جداً لتسوية الجرائم الخطرة. وعدم القدرة على الحصول على أدلة يمكن أن تنقذ حياة الناس، هو أمر يشكّل خطراً حقيقياً». وأعربت عن دعمها تشفير البيانات، مستدركة أن «القدرة على العيش في هذا البلد وصنع أشياء رائعة، لا تأتي من دون مسؤوليات». ورأت في المواجهة مع «آبل» «شرارة» أشعلت نقاشاً ضرورياً حول التوازن بين الخصوصية الرقمية والسلامة العامة، متسائلةً: «هل ندع شركة واحدة، مهما كانت ضخمة ومهما كانت منتجاتها جميلة، تقرّر هذه القضية لنا جميعاً»؟ في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها ستدعو قراصنة مخضرمين إلى اختبار الأمن الإلكتروني لمواقع علنية تابعة للوزارة، في إطار مشروع جديد هو الأول تدشّنه الإدارة الاتحادية. واستُلهمت فكرة مشروع اختراق وزارة الدفاع، من مشاريع اختراق شركات أميركية كبرى، وهدفها اكتشاف الثغرات الأمنية في شبكاتها. وتتيح هذه البرامج لخبراء الأمن الإلكتروني، تحديد المشكلات قبل أن يستغلها قراصنة. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر لدى إعلانه البرنامج الجديد: «أثق بأن هذه المبادرة الخلاّقة ستعزز دفاعاتنا الرقمية، وفي نهاية المطاف ستعزّز أمننا القومي». ورجّح مسؤول دفاعي بارز انضمام آلاف من المشاركين المؤهلين إلى المبادرة، علماً أن المنافسة بين القراصنة قد تتضمن جوائز مالية. وأعلن كارتر دعم الجيش الأميركي أمن البيانات وتشفير قوي، وحضّ المستثمرين والمبتكرين البارزين في قطاع التكنولوجيا الأميركي، على أداء دور أكبر في الأمن القومي. كما دعا إلى تعزيز التعاون بين القطاعين الخاص والعام في شأن أمن المعلومات، محذراً من أن التقاعس عن فعل ذلك سيتيح للصين وروسيا ودولاً أخرى لا تؤيد حرية الإنترنت، وضع معايير عالمية جديدة.
مشاركة :