تمر علينا الكثير من التجارب والمواقف بشكل يومي، وهذا يجعلنا نتعلم من دروس الحياة الكثير، نتعلم كيف نتحكم في سلوكياتنا وأحاسيسنا وشعورنا، نتعلم كيف ننجح ونعالج الفشل، وكيفية الاستفادة منه وتحويله إلى قصة نجاح، إن مفتاح النجاح هو الفشل الذريع. أسوق لكم قصة لشركة فيدرال اكسبريس، لقد أنشأ هذه الشركة التي تقدر بملايين الدولارات رجل يدعى «فريد كميث» عبر سلسلة من الفشل والإحباطات، فعندما أنشأ هذه الشركة وضع فيها كل فلس يملكه، كان يأمل أن يعقد 150 صفقة وبدلاً من ذلك عقد حوالي ست عشرة صفقة فقط، بدأت الأمور تزداد سوءاً، لقد عانى الموظفون في موضوع صرف رواتبهم نظراً لعدم توفر السيولة المالية الكافية، كما تعرضت طائراتهم لسحب ملكيتها وفي بعض الأوقات اضطرت الشركة لخفض أسعار البيع حتى تستمر ولكن استمرت شركة فيدرال اكسبريس حتى الآن بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها، وأصبحت تبلغ قيمتها مليار دولار اليوم، والسبب الوحيد في أنها لا تزال مستمرة هو أن (فريد سميث) صاحب الشركة استطاع أن يواجه الفشل بالنجاح، لذلك يمكنك أن تحقق النجاح بعد فشل، أن تعرف كيف تعالج المشكلة، أن تستخدم أساليب جديدة، وبدائل جديدة، بإمكانك أن تحول الإحباطات وتبرمجها وتجعلها تحفزك، أن تأخذ الصور التي تسبب لك الإحباط وتحولها إلى سعادة، وأن لا تستهين بصغائر الأمور وتذكر أن كل المشكلات أمور صغيرة، فلا تسمح لها بأن تمنعك من اتخاذ الخطوات الضرورية التي تساعدك وتساندك في تحقيق أهدافك، بل خذ من كل عثرة ذكرى، تعلم أن تدفعك للإمام، تعلم كيف تواجه الخوف والقلق. أتذكر قصة صديقة شاركت في مسابقة في السباحة ولكنها خسرت وهذه الخسارة جعلتها تعتزل تماماً، وقد طلب منها الكثيرون العودة لممارسة هذه الرياضة ولكن كانت كل ذكرياتها مركزة حول الفشل والإخفاق، للأسف هذه الصورة التي طبعت في عقلها لم تعطها فرصة للانطلاق مرة أخرى بل ساهم الفشل في إنجاح الفشل في داخلها. هناك مثل إغريقي يوناني يقول: «مهما يكن ما تقوله فسوف تقابل بمثله»، إن الخوف في داخل عقولنا يمنع تقدمنا أحياناً وحصولنا على ما نرغب به، ويصنع عشرات القيود لمجرد خوفنا من الفشل، إن قوة الفشل تنبع من القيود التي تصنعها وما الذي تفرضه علينا أفكارنا المحدودة. تذكر، كلما كانت لديك قدرة على إدارة عقلك سوف تتعلم كيف تواجه الخوف والفشل. أغلب العلماء الذين غيروا مجرى التاريخ، طردوا من مدارسهم، وفشلوا في تحصيلهم العلمي، ولكنهم لم يستسلموا، لأن الفشل ليس نهاية كل شيء، فالحياة تجارب، ولكل تجربة طعمها من النجاح أو الفشل، فإذا فشلت في تجربة فاستخدم طريقة أخرى لحلها، فقد قال أينشتاين: «الشخص الذي لا يرتكب أي أخطاء لم يجرب أي شيء جديد». إن الفشل في محطة أو مرحلة لا يعني التوقف، بل يعني الاستفادة من الدروس ومواصلة السير بحماس وحيوية أكبر. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :