في ظل ما شهدته الفترة الأخيرة من تطور كبير في المجالات التكنولوجية، خاصة مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح من أكثر الأدوات التي تتحكم في أغلب أمور حياتنا اليومية، ربما نتفق جميعًا على أن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر كفاءة وفعالية في التخلص من قيود وأعباء كثيرة قد تُبطئ إنجاز المهام في بيئة العمل، ومساعدة الشركات في تحسين استخدام مواردها، ما يترتب عليه زيادة الأرباح والإنتاج. وبطبيعة الحال، لا يُمكن لأي شخص منا إغفال المميزات التي تقدمها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة البشر في جميع المجالات الشخصية والصناعية والتجارية، فبلا شك في أن هذه التكنولوجيا تهدف في الأساس إلى حماية الإنسان والحفاظ على حياته، وإنجاز المهام الصعبة التي قد تعرض الفرد للخطر أثناء تنفيذها، مثل استخدام الإنسان الآلي في متابعة الحالة الصحية للمرضى وتوفير المساعدة لذوي الإعاقة ومراقبة المنازل والمؤسسات للحماية من عمليات السرقة والاعتداء، والكثير من الأمور الأخرى. وبقدر الفوائد الكبيرة والعظمية التي أحدثتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الكثير من المجالات، يبدو أن هناك الكثير من المخاطر لهذه التكنولوجيا، التي أصبحت تُحاكي العقل البشري وتنفذ الكثير من المهام في زمن قياسي، ولا يستطيع الفرد التحكم فيها وتأديتها، فلو أمعنا النظر في الكثير من المجالات من حولنا سنلاحظ أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لديها القدرة على تنفيذ أي شيء في جميع المجالات مهما بلغت صعوبتها. لذلك، في هذا المقال نستعرض تفصيليًا مفهوم الذكاء الاصطناعي والمخاطر التي قد تُحدثها تلك التكنولوجيا المتطورة في بيئات العمل المختلفة. مفهوم الذكاء الاصطناعي مخاطر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بلا شك أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يخشاه الكثيرون، خاصة أنه يدخل في جميع المجالات؛ ومنها الاقتصاد والتعليم والطب والكثير من المجالات الأخرى، ولعل أبرز الأسباب التي أدت إلى الخوف من هذه التكنولوجيا، هو استغناء بعض الشركات والمؤسسات الصناعية عن الموارد البشرية بشكل تدريجي والاعتماد على الآلات والأجهزة الإلكترونية، وهو الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة نسب البطالة؛ نتيجة عدم الاستناد إلى القوى البشرية في أي شيء. مشاكل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي -; زيادة معدلات البطالة: ربما يعجز البشر عن إنجاز بعض المهام داخل بيئة العمل، فمهما بلغ الإنسان من قوة إلا أنه بالتأكيد سيعجز في بعض الأمور، على عكس الآلات التكنولوجية الحديثة التي أثبت تفوقها في الفترة الأخيرة، وهو ما جعلها البديل الأساسي والضروري للإنسان في الكثير من المهام الوظيفية؛ مَّا يزيد معدل البطالة. -; ارتفاع تكاليف استخدام الآلات التكنولوجية الحديثة: لا شك في أن التطور الكبير الذي تشهده تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أدى إلى خلق تنافسية كبيرة في السوق العالمي؛ ما أصبح من أكثر التحديات التي تواجه الشركات الناشئة؛ نتيجة عدم قدرتها على استخدام هذه الآلة نظرًا لتكاليفها الباهظة، فاستخدامها يتطلب ميزانية كبيرة، خاصة في عملية برمجتها وإصلاحها. -; فقدان البيانات: من أكثر الكوارث والمشاكل التي تُحدثها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، هي فقدان البيانات وصعوبة استعادتها مرة أخرى، فعلى الرغم من قدرتها الفائقة التي قد تتمتَّع بها آلات الذكاء الاصطناعي، لكن لن يكون هناك ربط بين هذه المعلومات عند تخزينها واسترجاعها كما يفعل الأشخاص في بيئة العمل المختلفة، وقد تؤدي تلك الأضرار إلى فقدان جميع البيانات المخزَّنة عليها. في نهاية المطاف، لابد من عمل توازن بين عملية التطوير وتفادي المخاطر والسلبيات، فبقدر الاهتمام بتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لأنه يُعد أمرًا ضروريًا لمواصلة إنجاز المهام الصعبة التي قد يعجز عنها الإنسان في بيئة العمل، ينبغي توخي الحذر وتفادي السلبيات والتهديدات التي قد تنجم عنه؛ حيث يُمكن فعل ذلك من خلال إنشاء آلية تنظيمية وأخلاقية تحكم العمل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتساعد في تطويره وتفادي سلبياته. اقرأ أيضًا: تكنولوجيا إنترنت الأشياء.. الطريق لعالم أكثر ذكاء
مشاركة :