تواجه حكومة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليسارية، خطر خسارة الأغلبية في الانتخابات البرلمانية المبكرة في البلاد المقررة اليوم الأحد، مع مؤشرات على عدم استطاعة الحزب تحقيق شعبية مطلقة. وأظهرت استطلاعات الرأي أنه من المرجح أن يفوز حزب الشعب المحافظ، لكنه لن يتمكن من تحقيق أغلبية مطلقة. وبعد ذلك سيتعين على زعيم المعارضة المحافظ ألبرتو نونيز فيخو تشكيل حكومة بمساعدة حزب فوكس الشعبوي اليميني المتطرف. ولا يعارض المحافظون الإسبان العمل مع الحزب الشعبوي اليميني وقد دخلوا بالفعل في ائتلافات مع فوكس على مستوى الولايات. ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في 2024، سيشكل فوز اليمين في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد انتصاره في إيطاليا العام الماضي، ضربة قاسية لأحزاب اليسار الأوروبية. وسيكون لذلك طابعاً رمزياً كبيراً لأن إسبانيا تتولى الرئاسة الدورية الاتحاد الأوروبي. قال المحلل السياسي بيدرو رييرا ساغريرا الأستاذ في جامعة كارلوس الثالث في مدريد لوكالة فرانس برس ، إنه على الرغم من كل شيء إن "عدم فوز حزب الشعب سيكون مفاجأة كبرى لكن قدرته على تشكيل حكومة أمر آخر". ويأمل فيخو في كسب عدد سحري محدد ب176 نائباً يمنحه الأغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 مقعداً. لكن لم يخلص أي استطلاع للرأي إلى نتيجة كهذه لحزب الشعب الذي سيضطر إلى إبرام تحالف. وشريكه المحتمل الوحيد في هذا التحالف هو "فوكس" (صوت) الحزب اليميني القومي المتطرف والمحافظ جداً. وحذر زعيم الحزب سانتياغو أباسكال، حزب الشعب من أن ثمن دعمه سيكون المشاركة في حكومة فيجو، والتي ستمثل عودة اليمين المتطرف إلى السلطة، بعد ما يقرب من نصف قرن من نهاية ديكتاتورية فرانكو. لم يكشف فيخو نواياه بشأن "فوكس". وصرح في مقابلة مع صحيفة "إل موندو" الجمعة "قبل يومين من الانتخابات يجب ألا يقول المرشح من سيتحالف معه"، مؤكداً أن تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب اليميني القومي "ليس مثالياً". يشار إلى أنه في الانتخابات الإقليمية والمحلية في 28 مايو (أيار) الماضي، عانى حزب العمال الاشتراكي بزعامة سانشيز والأحزاب اليسارية الأخرى من خسارة غير متوقعة. ونتيجة لذلك، قدم سانشيز موعد الانتخابات البرلمانية التي كان من المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري.
مشاركة :