كشفت وزارة تنمية المجتمع عن انتهائها من دمج حالات الإعاقة الجسدية والبصرية والسمعية المسجلة في المراكز الحكومية على مستوى الدولة، في مراحل التعليم العام المختلفة، عدا العقلية والتدخل المبكر، لعدم جدوى دمجها واحتياجها إلى نظم تعامل خاصة يصعب توفيرها في المدارس. حالات الإعاقة العقلية أفادت مديرة إدارة تأهيل ورعاية المعاقين، وفاء بن سليمان، بأن حالات الإعاقة العقلية، مثل تأخّر النمو العقلي، أو التوحّد، يتحدّد فيها أهداف التأهيل والتدريب للحالة على إكسابها مهارات الحياة الأساسية، وكيفية تعبيرها عن احتياجاتها ومتطلباتها الرئيسة وتنفيذها، مثل طلب الطعام، ومعرفة كيفية الأكل الصحيحة، وارتداء الملابس، وقضاء الحاجة، والتحدث بشكل متزن مع الآخرين. وأشارت إلى أن حالات التدخل المبكر لا يُفضل دمجها في المدارس، لأنها تشمل نوعين الأول هو أطفال مؤكد إعاقتهم، والثاني هناك شك واحتمالية في إعاقتهم، لذا لا يمكن دمجهم في التعليم بعلة واحدة، كما أن سن التدخل المبكر يقتصر على الأطفال دون عمر السنوات الخمس، وهو مستوى ما قبل التعليم العام. وأكّدت مديرة إدارة تأهيل ورعاية المعاقين، وفاء بن سليمان، حرص الوزارة على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع بشكل عام، ومراحل التعليم بشكل خاص، وصنّفت الحالات المسجلة في مراكز التأهيل والتدريب الخاصة بها على مستوى الدولة إلى ثلاث فئات: جسدية، وبصرية، وسمعية. وتابعت: خلال السنوات الماضية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تم دمج هذه الفئات على ثلاث مراحل، الأولى اختصت بالإعاقات الجسدية، وتمّت بعد توفير الأجهزة المساعدة لها وتهيئة المدارس التي سيلتحقون بها من ناحية بنيتها التحتية. فيما المرحلة الثانية اختصت بالإعاقات البصرية التي استغرقت وقتاً أطول في الدمج، نظراً لاحتياج الحالات إلى متطلبات أكثر. وأوضحت أن دور الوزارة لم يقتصر على إجراءات الدمج والتأهيل الاعتيادية، بل تعاونت مع وزارة التربية والتعليم في دراسة أفضل الطرق للوصول بالمستوى التعليمي لذوي هذه الإعاقات إلى مستويات أعلى وأفضل، منها عدم حصر وجود المكفوفين أو ضعاف البصر لدرجات عالية في فصل دراسي واحد وتقديم مناهج محددة لهم، بل توزيعهم على الفصول الدراسية للطلبة العاديين، لضمان زيادة مهارات التواصل لديهم، وإسهام زملائهم العاديين في تقديم شروحات مساعدة لهم، ما حقق نتائج جيدة للغاية. ولفتت إلى أن المرحلة الثالثة التي تختص باعاقات السمع استغرقت الفترة نفسها للحالات البصرية، للاسباب نفسها من زيادة احتياجاتهم وخصوصية هذه الاحتياجات، موضحة آلية التعامل مع ضعاف السمع وفاقديه لا تقتصر على تركيب سماعة فحسب، فهناك أنواع عدة من السماعات تختلف في وظائفها وطبيعتها. وتابعت بن سليمان، أن دمج هذه الفئة شمل ضرورة توزيعهم على فصول الطلبة العاديين، لتحقيق الهدف نفسه في المرحلة الثانية، وبالفعل سجلت الوزارة نتائج جيدة في عمليات الدمج، إذ حصل أحد الطلبة المكفوفين على درجة الدكتوراة وعمل في الوزارة، ولاتزال هناك حالات عدة لمعاقي البصر والسمع في التعليم العالي حالياً.
مشاركة :