أكد عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل في الأحساء، الدكتور الأمين أبو سعدة، أن الأدب الشعبي ليس تاريخا بالمعنى المتعارف عليه، بل هو رؤية شعبية للتاريخ، وهو روح التاريخ وليس جسده، فالجسد يحده الزمان والمكان، أما الروح فتنطلق لتجمع بين ما كان، وما يكون، وما لم يكن في نسيج واحد. وأشار أمس في محاضرته "الأدب الشعبي.. مصدرا للتاريخ العسكري"، بتنظيم من قسم الدراسات الاجتماعية في الكلية، والتي أدارها الدكتور حاتم الطحاوي، إلى أن الأدب الشعبي كي يصلح مصدرا تاريخيا؛ يحتاج خبرة عميقة بالخلفية التاريخية، ووعيا كاملا بمصادره التقليدية المعاصرة. مبينا أن الأدب الشعبي قدم لنا ما لم تأت به المصادر التاريخية التقليدية؛ ففي المجال العسكري قدم معلومات قيمة ومفيدة حول أسرى الحرب، والأسلحة، والدعاية النفسية، والدعاية المضادة، ودور الجواسيس والمرتدين، وتشويه صورة الآخر، واستخدام الأقليات الدينية والعرقية، وغير ذلك. مؤكدا أن الأمر يتطلب غربلة ودراسة عميقة، لتوظيف المعلومات في مجال البحث التاريخي الأكاديمي الخالص.
مشاركة :