أكدت مسؤول لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن القرار الذي اتخذته أمس دول مجلس التعاون الخليجي، بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، سيدخل الحزب في نفق الانتحار، ويطوّق نشاطه ويضيق مصادر تمويله ودعمه اللوجيستي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ نشاط الحزب في المنطقة. وقال المسؤول اللبناني - طلبت حجب اسمه – إن «السلوك العدواني الذي انتهجه حزب الله في المنطقة وخصوصا استعداءه للسعودية خاصة ودول الخليج عامة، جلب عليه هذا الغضب الخليجي الذي توّج بقرار خطير وسيكون له ما بعده من حيث نشاط الحزب سياسيا واقتصاديا، فضلا عن أنه سيؤلب عليه العالم الذي يتشارك مواجهة مكافحة الإرهاب». وأوضح أن حزب الله يسعى إلى سلخ لبنان عن محيطه العربي ليلبسه الجلباب الفارسي، من خلال تنفيذه للمخططات الإيرانية، التي تستهدف أمن واستقرار دول المنطقة، وفي مقدمتها السعودية، بغية تحقيق أحلامها الرامية لإقامة دولة فارسية في المنطقة، تتحكم في التشكيلة الديمغرافية الجديدة، وتهجير العرب والتيارات المناوئة لها. وأوضح المسؤول اللبناني أن قرار تصنيف الدول الخليجية لحزب الله بأنه منظمة إرهابية جاء في وقته تماما، مبينة أن الحزب يزرع الإرهاب في المنطقة من خلال تنفيذ المخططات الإيرانية في الشام وفي الخليج وفي اليمن، مشيرا إلى أن طهران اشترت حزب الله بالمال والدعم بمختلف أنواعه. وقال: «هناك حركة اقتصادية وتجارية بين إيران وحزب الله مكتم عليها ولا يستطيع الإعلام الاطلاع عليها للمستوى الكبير من السريّة التي تتسم به»، مشيرا إلى أن حجم الصادرات اللبنانية إلى إيران، لا يتجاوز 4.3 مليون دولار سنويا، في حين أهم منتج تستورد بيروت من طهران هو الكافيار الإيراني. ولفت المسؤول اللبناني إلى أن العلاقات الاقتصادية بين إيران وحزب الله، أكبر من العلاقات الاقتصادية بين طهران وبيروت والتي لا تتعدى السجاد والفستق والتمباك وإقامة بعض المعارض لبعض المنتجات الإيرانية، مبينا أن المصالح الاقتصادية بين بلاد فارس وحزب الله تركز على نشاطات مغلقة لأعضاء حزب الله تتمثل في قطاع المقاولات والإنشاءات، والذي يسيطر على معظم المناقصات للمباني التي تتعرض لقصف وهدم ولا ترسى إلا لعضو من حزب الله. وأضاف: «إن إيران تتعامل مع حزب الله كدولة، حيث تورد له الأسلحة»، مبينا أن المصادر الإسرائيلية تؤكد أن حزب الله تسلم 80 صاروخا من إيران في إطار الدعم العسكري لتنفيذ الهدف المشترك في المنطقة، مشيرا إلى أن المصالح الاقتصادية بين الكيانين، معزولة تمام عن واقع مصالح الشعب اللبناني الاقتصادية. ووفق المسؤول اللبناني، فإن إيران تزود حزب الله بالدعم المادي النقدي وبالتجهيزات المتعلقة بالتدريب العسكري والإنتاج الإعلامي، مشيرا إلى أن طهران تحظر 90 في المائة من صادرات بلاده، كما أنها تقدم له خدمة القرض الحسن لأعضائه، في حين تتولى مؤسسة الشهيد الإيرانية دفع رواتب الأسر التي فقدت عائلها شريطة أن تكون منتمية للحزب. يشار إلى أن السعودية قد أدرجت أخيرا أربع شركات وثلاثة من اللبنانيين ضمن قائمتها الخاصة بالإرهاب، وذلك بسبب ارتباطهم بحزب الله اللبناني بجانب ما يقدمونه من دعم لنشاطاته العسكرية المختلفة. وحذرت وزارة الداخلية السعودية جميع المواطنين والمقيمين في البلاد من أي تعاملات مع الحزب أو الأشخاص والكيانات التابعة له، وأوضحت أنها صنفت أسماء أفراد وكيانات لارتباطهم بأنشطة تابعة للحزب. وشملت الأسماء المصنفة كل من اللبناني علي حسين زعيتر اللبناني فادي حسين سرحان واللبناني عادل محمد شري، كما أضافت إلى القائمة كل من شركة «لاهوا إلكترونيك فيلد»، وشركة «فاتك» للإنتاج السمعي والمرئي، وشركة «لابيكو سال أوفشور»، وشركة «آيرو سكاي وان».
مشاركة :