أكدت دولة الإمارات أنه بات من الضروري الانتقال من إدارة الأزمة السورية إلى حلها، مشيرة إلى أن اتباع نهج مجتزأ أثبت أنه غير مجدٍ ولن يحقق التقدم المطلوب، مؤكدة أهمية اتخاذ المجتمع الدولي خلال هذه المرحلة الانتقالية خطوات عملية لضمان إيصال المساعدات للشعب السوري من خلال الطرق المتوفرة كافة. جاء ذلك خلال بيان الدولة الذي ألقاه السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوب الدائم والقائم بالأعمال بالإنابة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن بشأن الأوضاع السياسية والإنسانية في سوريا. الأوضاع الإنسانية وقال أبو شهاب في بيان الدولة، الذي نشرته البعثة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، «أود أن أبدأ بياني اليوم بالتطرق للأوضاع الإنسانية في سياق التطورات التي شهدناها على امتداد الأسبوعين الماضيين، وتبعاتها على الشعب السوري الشقيق، فقد جاء انتهاء آلية إيصال المساعدات إلى سوريا على هذا النحو السريع وغير المتوقع، صادماً للمجتمع الدولي، وللشعب السوري. ورغم أن انتهاءها كان متوقعاً في المستقبل، باعتبارها حلاً مؤقتاً واستثنائياً، إلا أننا كنا نأمل أن يتم ذلك بالتنسيق مع الأمم المتحدة، بحيث يتوفر للعاملين في المجال الإنساني على الأرض الوقت المناسب والكافي للتخطيط للعمليات الإنسانية بشكلٍ تدريجي». وأوضح، «من المهم أن يتخذ المجتمع الدولي خلال هذهِ المرحلة الانتقالية خطوات عملية لضمان إيصال المساعدات للشعب السوري من خلال كافة الطرق المتوفرة». باب الهوى وأضاف أبو شهاب، «تجدد دولة الإمارات التأكيد على ترحيبها بالإذن الذي منحته الحكومةِ السورية للأمم المتحدة لإدخال المساعداتِ الإنسانية عبر معبر باب الهوى، لمدة ستة أشهر، خاصة أن المناقشات بين الجانبين قد بدأت ومستمرة، ونشجع أن يتم ذلك على نحوٍ بناء، للتوصل إلى أرضية مشتركة، وللتفاهم على بعض المسائل ذات الصلة، إذ يجب أن تظل مصلحة الشعب السوري في صلب أولويات العمل الإنساني». صون السلم وشدد البيان على أهمية استمرار مجلس الأمن في مناقشة المسار الإنساني رغم عدم تمديد الآلية، ومن خلال الاجتماعات المشتركة للملفين السياسي والإنسان، مؤكداً أهمية هذه المسألة في إطار عمل المجلس ومسؤوليته في صون السلم والأمن الدوليين، في ظل وجود ما يفوق 15 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية، نصفهم من النساء والفتيات. وأضاف أبو شهاب في بيان الدولة إنه في ظل استمرار تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية في مخيم الهول، ثمة حاجة لإيجاد حل مستدام وعاجل لهذا المخيم. ورحب باستعادة العراق مؤخراً مجموعة جديدة من مواطنيه المتواجدين في مخيم الهول، شملت حوالي مئتي شخص. كما أكد على ضرورة دعم أنشطة إزالة الألغام في سوريا، لحماية المدنيين من مخاطرها، ولخلق الظروف المناسبة لضمان العودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً. الأوضاع السياسية وانتقالاً للأوضاع السياسية، أعربت الإمارات في بيانها عن أملها بأن تسهِم التحركات العربية التي جرت خلال الفترة الماضية، خاصة من حيث تواصل دول الجوار مع سوريا، في تعزيز التنسيق والتعاون لمعالجة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لدول المنطقة، ومنها عودة اللاجئين، ومكافحة الإرهاب والمخدرات. وأضاف البيان، «نتطلع إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية العربية، ضمن إطار مخرجات قمة جدة، وبتنسيق وثيق مع مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، لتمهيد الطريق نحو تسوية الأزمة السورية، بعد غياب أي تحركات ملموسة في هذا الجانب لأعوام عديدة». خفض التصعيد وشدد أبو شهاب في البيان، على أنه «مع تأكيدنا على ضرورة الحفاظ على استقلال سوريا ووحدتِها وسلامة أراضيها، نشدد على الحاجة لخفض التصعيد في كافة المناطق السورية، بما يسهم في إحلال الأمن والاستقرار فيها، ويعزز أمن المنطقة. أما بالنسبة للأوضاع الأمنية، فهي تظل مصدر قلقٍ في ظل استمرار تنظيم داعش بشن الهجمات في سوريا، وما يرافق ذلك من سقوط قتلى وجرحى مدنيين، فضلاً عن عرقلته جهود العاملين في المجال الإنساني وتشكيله خطراً على حياتهم». واختتم أبو شهاب البيان بالتأكيد على أنه «بات ضرورياً الانتقال من إدارة الأزمة السورية إلى حلها»، مؤكداً أن «اتباع نهج متجزئ أثبت أنه غير مجدٍ ولن يحقق التقدم المطلوب». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :