أكد وزير البيئة العراقي المهندس نزار ئاميدي أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» الذي سيعقد في دولة الإمارات يعد فرصة لكافة الدول للوفاء بتعهداتها والتزاماتها في تحقيق أهداف مكافحة التغير المناخي، مشيراً إلى أن العراق يعد من أكثر دول العالم تأثراً بها، ومجدداً أهمية دور منظمات المجتمع المدني ومشاركتها الفعالة في مواجهة تداعيات التغير المناخي. وضمن استعدادات العراق للمشاركة في «كوب 28»، يواصل وزير البيئة العراقي اجتماعاته مع اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية لمناقشة تحضيرات مشاركة العراق بالمؤتمر. وأكد المهندس نزار ئاميدي في حوار مع «الاتحاد» أن تعزيز العمل العربي والعالمي المشترك في تحقيق أهداف اتفاق «باريس للمناخ» وإعداد الوفد التفاوضي الوطني الذي سيشارك في «كوب 28»، من أهم المحاور التي تتم مناقشتها بالتزامن مع تنفيذ توجيهات رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بضرورة تعزيز العمل المناخي واتخاذ إجراءات فاعلة من قبل القطاعات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني كافة. وأضاف المهندس ئاميدي إن «كوب 28» سيركز على الجهود العالمية والوطنية المبذولة للتخفيف من الآثار المدمرة لتغير المناخ والتكيف تجاه الآثار السلبية له، مع تسليط الضوء على سياسة العراق المناخية والمتمثلة بوثيقة المساهمات الوطنية «NDC» التي قدمت إلى «اتفاق باريس» للتغيرات المناخية، والتي ركزت على استخدام الطاقات المتجددة وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للتغيرات المناخية واستدامة كفاءة الطاقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتابع: «كوب 28، فرصة لجميع الدول للوفاء بتعهداتها والتزاماتها وتحقيق أهداف اتفاق باريس المتمثلة بالحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة ارتفاع درجات الحرارة». وأكد وزير البيئة العراقي أهمية دور منظمات المجتمع المدني ومشاركتها الفعالة في مواجهة تداعيات التغير المناخي في البلاد، مشيراً إلى أن العراق يعد من أكثر دول العالم تأثراً بها وما يمر به من تصحر وشح بالمياه وارتفاع درجات الحرارة، وضرورة معالجتها بتنسيق وتخطيط مشترك من القطاعات كافة. وبين الوزير العراقي أهمية تحديد أدوار المنظمات والاستعدادات لتكون ضمن الفريق التفاوضي الذي سيشارك في مؤتمر «كوب 28»، من تشكيل الفرق وتدريبهم والدعم الفني واللوجستي والتهيئة لأعداد منصة إلكترونية لتكون وسيلة للتواصل والتعاون والتنسيق. وأشار إلى إيلاء الحكومة العراقية الملف البيئي والتغيرات المناخية أهمية كبيرة ضمن برنامجها الوزاري، وفي مختلف القطاعات وعزمها على خلق بيئة مستقرة للاستثمار الداخلي والخارجي. وقال إن «مباشرة الحكومة العراقية في تنفيذ المعالجات السريعة والمستقبلية وإنجاز مشاريع مهمة تؤكد التزام العراق بالعمل المناخي وتنفيذ مساهماته المحددة وطنياً». وأعلن المهندس نزار ئاميدي عن إطلاق مشروعين للحد من آثار التلوث الكيمياوي في العراق بالتعاون مع البنك الدولي وبدعم من مرفق البيئة العالمي «GEF»، مؤكداً أن الحكومة قررت تخصيص 7 مليارات دولار لتنفيذ مشاريع متعددة ووضع الحلول لمجمل المشاكل البيئية، أهمها التغيرات المناخية بموازنة العام الحالي. وبين أن المشاريع ستمثل نقلةً نوعية مهمة في ملف الحد من التلوث الكيمياوي، خاصة أن تلك المشاريع هي الأعلى من ناحية الدعم من البنك الدولي ومرفق البيئة العالمي. وكانت الحكومة العراقية قد خصصت لأول مرة بتاريخ الموازنات المالية، بنداً للبيئة والمناخ في موازنة 2023. وأشار وزير البيئة العراقي إلى أن وزارته تعد الجهة المسؤولة عن حماية البيئة وتحسينها على الصعيدين الداخلي والدولي، وتهدف إلى حماية وتحسين البيئة للحفاظ على الصحة العامة والموارد الطبيعية والتنوع الإحيائي والتراث الثقافي والطبيعي بما يضمن التنمية المستدامة وتحقيق التعاون الدولي والإقليمي في هذا المجال.
مشاركة :