صالح بن ناصر: اتحاد الكرة تفرغ للمشاكل ونسي التطوير

  • 3/3/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لخص د. صالح بن ناصر اسباب تراجع الكرة السعودية في ثلاثة عوامل وهي الاندية، والاتحاد السعودي لكة القدم، والإعلام، واكد الخبير الرياضي أن الخلافات التي نشبت بين أعضاء الجمعية العمومية وبين مجلس ادارة الاتحاد في الأعوام الثلاث الماضية كانت كفيلة بعدم تفرغ الاتحاد للتطوير والنهوض بمستوى كرة القدم. "الرياض" التقت بن ناصر وخرجت بهذا الحوار * كيف ترى مستوى كرة القدم السعودية حالياً؟ - آسف لقول إن مستوى الكرة السعودية متدنٍ الآن بالرغم من وجود الاحتراف في كل الأندية، إلا أن النتيجة لم تصل الى المستوى المطلوب الذي كنا ننشده من وجود الاحتراف، بل كانت كرتنا السعودية افضل مما هي عليه الآن في زمن الاحتراف.. * ما الاسباب التي أدت الى تدني مستوى الكرة السعودية على حد قولك؟ - ألخص تلك الاسباب في ثلاثة عوامل مجتمعة وهي الأندية الرياضية والاتحاد السعودي لكرة القدم وكذلك الاعلام المقروء والمرئي. * نريد تفسيراً لدور كل جهة من تلك الجهات التي ادت الى تدني المستوى؟ - دعنا نأتي أولاً للأندية واستراتيجية عملها والأموال الطائلة التي تنفقها على الاحتراف واللاعبين المحترفين سواء كانوا محليين أو أجانب أو حتى المدربين، والمؤسف جداً أننا نسمع في كل موسم أن ادراج الاتحاد الدولي ومحكمة "كاس" تعج بأوراق القضايا والمطالبات على الأندية السعودية وما يصدر على ضوئها من احكام وإنذارات على الأندية السعودية وذلك بلا شك ضد سمعة ومصلحة كرتنا، خصوصاً والرياضة السعودية على وجه العموم * بودي أن اعرف ما هي الطرق والأساليب التي تعتمد عليها الاندية في تعاقداتها مع اللاعبين او المدربين وهل تكتفي ما يعرضه السماسرة عليهم؟ - اذا كانت كذلك فلا غرابة ان نشاهد الكم الهائل من المدربين واللاعبين الذين غادروا وتم فك ارتباطاتهم مع الاندية مع نهاية القسم الاول من الدوري. * لكن يادكتور اعتقد ان في كل العالم من يجلب اللاعبين للنادي هو السمسار او وكيل الأعمال كما يطلق عليه؟ - صحيح ومن حق السمسار او الوكيل ان يبحث عن مصلحته وستكون المصلحة بالنسبة له اكثر عندما يرفع سعر اللاعب ولكن يجب ان يتم جلب اللاعب وفق معايير اولها الحاجة ومدى امكانية الاستفادة منه وهل سيتأقلم هنا وأمور يجب على الاندية البحث فيها قبل اتمام التعاقد مع لاعبين بأموال قد تخسرها دون الاستفادة من اللاعب وهذا مانراه الآن. * هل اهتزت سمعة الكرة السعودية من هذه الممارسات؟ - طبعاً، ولذلك نجد ان اللاعب الاجنبي والمدرب لا يأتي الى السعودية الا بوضع الشرط الجزائي في حال فك الارتباط معه، كبند اساسي في عقده والنادي عند إلغاء العقد سيكون مجبراً على دفع الشرط الجزائي ولذلك تحدث الاشكاليات والقضايا في اروقة الاتحاد الدولي ومحكمة "كاس"، ومن وجهة نظري ان تلك المبالغ التي اسميها بالمهدرة لو استغلت في بناء قاعده للأندية من الناشئين لكانت النتيجه والمردود ايجابي افضل مما تذهب في سداد ديون من شروط جزائية وغيرها من التزامات. الشكاوى أضرت بسمعتنا.. ومن يأتي يتشرط علينا * وماذ عن احتراف اللاعب المحلي من وجهة نظرك هل وصل إلى ما نرجوه كرياضيين من اللاعب السعودي المحترف؟ - لست متخيلاً ان عقود بعض اللاعبين السعوديين تصل الى مبلغ 40 مليون ريال، فنحن لم نصل حتى الآن الى الاحتراف الحقيقي الذي من الممكن ان تصل اليه تلك الارقام، والله يرزق الجميع وأتمنى لو أن هناك 10 لاعبين سعوديين يطلق عليهم محترفين حقيقيين. * لكن كل الاندية وخصوصاً اندية "دوري عبد اللطيف جميل" لاعبوها محترفون وبعقود احترافيه؟ - نعم ولكن لايوجد احتراف حقيقي، فالسهر لا يزال موجوداً عند اللاعبين، وكذلك لايوجد نادٍ لديه برنامج تدريبي صباحي والذي يمكن فيه ان يؤدى التمارين اللياقية، وصالة الحديد والمحاضرات بالاضافة الى البرنامح المسائي وهذه لسيت ابتكارات بل موجودة في اندية العالم كله الا لدينا، لانطبقها وقد يأتي نادي أو اثنين يضع برنامج صباحي ليوم او يومين ثم لا يستمر، واذ ما اردنا الاستفادة من اللاعب المحترف يجب ان يطبق النظام الصباحي ويلزم فيه اللاعب كالموظف. * وماهو دور الاتحاد في تدني مستوى الكرة ؟ - أعتقد أن الخلافات التي نشبت بين اعضاء الجمعية العمومية ومجلس ادارة الاتحاد في الأعوام الثلاث الماضية كانت كفيله بعدم التفرغ لتطوير كرة القدم وأصبحت تلك الخلافات الشغل الشاغل لهم ولم تعطهم الفرصة لإيجاد وتفعيل برامج التطوير وإصلاح الشأن الكروي السعودي. * ودور الاعلام من وجهة نظرك؟ - الاعلام اقل تلك الجهات تأثيراً، وعلى سبيل المثال نقرأ احياناً ونشاهد اطروحات لانعرف ماهو الهدف منها ولاتؤدي الى الاصلاح والخروج برؤية هادفه يستفيد منها الجميع. * هناك من ينادي بالخصخصة والاستعجال في تطبيقها، هل ترى أن ذلك حلا للنهوض بالكرة السعودية ؟ - انا لست متفائلاً في ظل الظروف الراهنة، وما ذكرناه سابقاً بأن تكون الخصخصة هي الحل، والتي تعني جاهزية الأندية من ناحية الدراسات والأفكار ووضع القوانين التي تؤدي الى نجاح عملية الخصخصة بحيث لايمكن المساس بها والعبث فيها، وإن وجدت القوانين والاندية جاهزة لعملية التخصيص، فلِم لا؟ هذا الامر مطبق في أوروبا، وناجح بشكل كبير ولكنني أرى عدم التعجل في هذا الامر بالذات حتى لا نقع في مشاكل مادية واقتصادية تضاعف المشاكل الموجوده حاليا. * تعقيباً على حديثك، أين دور البنوك ومساهماتها في دعم الشباب والرياضة ؟ - لا دور لها اطلاقاً في هذا المجال، ونحن نسمع ونرى أن تلك البنوك تعلن في كل ثلاثة شهور عن ارباح عاليه "ماشاء الله، والله يزيدها من نعيمه"، لكن لابد ان يكن لها دور في الاهتمام بالرياضة والشباب، فالمنتخب السعودي لكرة القدم شارك في نهائيات كأس العالم أربع مرات، ولم يكن لتلك البنوك دور أو مساهمة ولو بسيطة * ولكن هناك من يقول ان البنوك لم تجد في الاندية الرياضية أنظمة وقوانين واضحة حتى تدخل تلك البنوك في استثمارات وشراكات معها ؟ - أهلاً وسهلاً بها، فلتأتي وتجلس مع المسؤولين في المجال الرياضي، وتضع شروطها وأنظمتها لتضمن حقوقها، وليكن ذلك مفيدا لمسؤولي الاندية والرياضة باتباع الانظمة وفهمها والعمل بمقتضاها وستحقق البنوك فوائد من الاستثمار الرياضي. * أنت ترأست لجنة الاحتراف، كيف تقيم انظمة الاحتراف لدينا؟ - أنظمة الاحتراف المعمول بها لدينا جيدة، وكذلك الاخوة العاملين في اللجنة يقومو بعمل جيد، لكن المشكلة في الرياضة عموماً، ولدينا خصوصاً أنك لاتستطيع أن تلقى الرضا من جميع الاطراف، فلذلك الجهة التي لايكون قراراً أو ما شابهه، في مصلحتها ستجدها غير راضية ومتذمرة، ومن وجهة نظرى أن الاعلام احيانا يساعد على توتر بعض الامور كون بعض الاعلام يدخل في خانة الدفاع عن احد الاطراف وليس في خانة التوضيح. * والتحكيم السعودي كيف تراه يادكتور؟ - على مستوى العالم هناك أخطاء تحدث من الحكام، وأي حكم يقود مباراة معرض للخطأ، ولكن ما يحدث لدينا من ضغط على الحكام يجعله يدخل المباراة وهو خائف من حدوث الخطأ الذي سيجعله في مرمى الهجوم سواء من اعلام او رؤساء اندية وجماهير، وأنا نادراً ما سمعت أن أحد رؤساء الاندية حمل نفسه او لاعبيه مسؤولية خسارة مباراة بل الكل يرمي على الحكم او المدرب، فلذلك الحكم يخاف من تحميله مسؤولية الخطأ متأثراً بما قيل وسيقال بعد المباراة، وهذه الامور والسلوكيات لابد أن تتغير. * أين المكان الذي ترى لابد من التغيير فيه لنبذ مثل هذه السلوكيات؟ - لا بدّ أن تبدأ الرياضة من المدرسة في المرحلة الابتدائية والعمل على تخريج جيل قادر على النهوض بالرياضة السعودية وهذا الامر كنا ننادي به منذ زمن طويل، وكل الدول التي نجحت في الرياضة كانت بدايتها من المدرسة التي يتعلم فيها الطالب الى جانب الرياضة الاخلاق الرياضية والتعامل الرياضي، فالسلوكيات تؤخذ من الصغر وتنموا معه. * دعنا من كرة القدم ومشاكلها، كيف ترى تأهل المنتخب السعودي لكرة اليد الى نهائيات كأس العالم المقبلة؟ - هذا التأهل أثلج صدورنا وخفف علينا بعض ما تعانيه رياضتنا عبر كرة القدم من انكسار، وهنا اود القول: ان الاتحاد السعودي لكرة اليد من افضل الاتحادات الرياضية التي تعمل بشكل منظم واسلوب راقي بعيدا عن الضجيج ولذلك كانت النتائج مفرحة لنا، وللعلم أن الرياضات الاخرى لا تأخذ مايعادل خمسة بالمئة من الاهتمام الاعلامي والباقي لكرة القدم، ولا ألوم أحداً كونها اللعبه صاحبة الشعبيه الأكبر في العالم.

مشاركة :