تؤكد دراسات أن موجات الحر الشديد التي تشهدها أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى حول العالم، كان «مستحيلاً تقريباً» أن تحصل لولا ظاهرة التغير المناخي. وتقول شبكة «وورلد ويذر أتريبيوشن»، العلمية، التي تتولى درس الصلة بين ظواهر الطقس القصوى والتغير المناخي، إنها لاحظت أن الأخير جعل موجة الحر في الصين «أكثر احتمالاً بخمسين مرة على الأقل». وتوقعت عالم المناخ، البريطانية فريدريكيه أوتو، أن يصبح ما حصل بداية الصيف الجاري هو «القاعدة». وأضافت «يمكن اعتبار هذا الطقس منعشاً إذا لم نحقق الحياد الكربوني». وتسببت الظواهر الجوية المتطرفة خلال يوليو الجاري في أضرار بأنحاء الكوكب مع بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية، وانتشار حرائق الغابات. في الجزائر، أعلنت وزارة الداخلية، أمس، استمرار عمليات مكافحة حرائق الغابات التي طالت ولايات عدة، وبلغت حصيلة ضحاياها 34 شخصاً. وأوضحت أن عمليات الإخماد تتواصل حاليا على مستوى 13 بؤرة حريق في سبع 7 ولايات. وجاء في بيان الوزارة أن مصالح الحماية المدنية نجحت في إخماد غالبية الحرائق بنسبة 80 بالمئة. إلى ذلك، تواجه اليونان موجة قيظ جديدة منذ أمس، في وقت تواصل حرائق الغابات التهام مساحات من جزر رودوس، وكورفو، وإيفيا.وأكد خبراء الأرصاد أن البلاد تشهد إحدى أطول موجات القيظ في الأعوام الأخيرة. ففي العاصمة أثينا، وصلت الحرارة 41 درجة مئوية، ووسط البلاد 44 درجة، وفي منطقة غيثيو بشبه جزيرة بيلوبونيز جنوباً 46.4 درجة مئوية. ورفعت السلطات مستوى الإنذار في مناطق عدة من البلاد إلى «الأحمر»، ما يعني «خطراً بالغاً» من اندلاع حرائق، فيما واصل عناصر الإطفاء مكافحة حرائق الغابات المندلعة في رودوس، وكورفو، وإيفيا، التي تؤججها الرياح القوية. وتحطمت قاذفة مياه على متنها «ما لا يقل عن شخصين» خلال مكافحتها حريق غابة في جنوب جزيرة إيفيا.جنوب تركيافي تركيا، يكافح رجال الإطفاء حريق غابات بالقرب من بلدة كيمير الشاطئية بإقليم أنطاليا الجنوبي، إذ يواجهون الحريق من البر والجو في ظل ارتفاع الحرارة. وانتشر الحريق بسرعة عبر الغابات في المنطقة وأتى على نحو 120 هكتاراً من أراضي الغابات. بينما أخمد رجال الإطفاء القبارصة حريقاً أتى على حوالي 20 هكتاراً من الغابات. وكان أسوأ حريق واجهته الجزيرة هذا الصيف، في وقت ثبتت الحرارة بمستوى 40 درجة أو أعلى منذ 12 الجاري. وإلى جانب سوء الأحوال الجوية في شمال إيطاليا، يتأثر الجنوب بموجة حر مع تسجيل 47.6 درجة مئوية في كاتانيا بصقلية، وفقاً لـ«الحماية المدنية». وكافح رجال الإطفاء في صقلية خلال الليل حرائق وصل أحدها إلى موقع قريب من مطار «باليرمو»، الذي أغلق لساعات عدة في الصباح. كما تأثرت حركة النقل بالسكك الحديد بالحرائق. وضربت عواصف رعدية عنيفة شمالي إيطاليا حيث لقيت امرأتان حتفهما، بينما أدت الحرائق في صقلية إلى إغلاق مطار «باليرمو». وفي ولاية أريزونا الأمريكية، قال مركز للحروق إن حرارة الجو مرتفعة للغاية في مدينة فينيكس، لدرجة أن الأشخاص يتعرضون للحروق بمجرد سقوطهم على الأرض. ومن المحتمل أن تكون بعض الحروق مهددة للحياة، حسبما قال أحد الأطباء لشبكة «سي.إن.إن». وذكرت الشبكة أن غرف الطوارئ في مقاطعة ماريكوبا كانت ترى مرضى مصابين بحروق جراء السقوط على الأرض. وأضاف إن مركز الحروق الذي يضم 45 سريراً كان ممتلئاً، حيث احترق حوالي 15 من المرضى جراء السقوط على الأرض. وفي بيان «يمكن أن تصل درجات حرارة السطح الخارجي إلى 180 درجة فهرنهايت، ويمكن أن تحدث حروق جلدية عميقة مع اتصال قصير فقط». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :