أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن التصدي للأفكار المنحرفة نوع من الجهاد في سبيل الله وقال إن الرئاسة لا تسمح إطلاقًا بوجود أي فكر أو منهج أو لوثة عقدية أو فكرية تخالف منهج هذه الدولة المباركة التي تبني سياساتها على الكتاب والسنة، وطالب السديس بالإبلاغ عن كل شخص مخالف لهذا الأمر في أي جهة من جهات الرئاسة أو إدارة من إداراتها أو الجهات العاملة والمتعاونة معها، بل نجزم أنه لا يوجد من أبنائنا والعاملين أحد بهذه الأفكار إلا وقد نوصح وبين له الحق فإن قام ولله الحمد والمنة على المنهج السليم وإلا فليس له مكان في الرئاسة ولا في الحرمين الشريفين، ليس فيها مكان لأي صاحب فكر دخيل أو منهج مخالف وهذا أقوله وأنا أثق بمنسوبي رئاستنا العريقة الأجلاء الذين يعتزون ويفتخرون بمنهج هذه البلاد وما عليه ولاتها وقادتها. وقال خلال افتتاحه ندوة بعنوان (تعزيز الأمن الفكري وتحقيق الوسطية والاعتدال وأثر الحرمين الشريفين في ذلك) أمس إن فئة الشباب فئة عزيزة غالية وهم اليوم يتخطفون بأفكار ضالة ومناهج منحرفة وأحزاب مخالفة للحق ترفع شعارات الولاء للإسلام والجهاد وتتدفق حماسًا لكنه يحتاج إلى تأصيل وإيمان وعلم راسخ وأخذ من العلماء الربانيين الراسخين في العلم، والمملكة العربية السعودية منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وهي تعني بتطبيق الشريعة والعناية بالأمن ولزوم منهج الوسط والاعتدال، هي جماعة واحدة ولله الحمد والمنة لها إمامها والذي له في أعناقنا السمع والطاعة والبيعة الشرعية، وهذه البلاد ولله الحمد والمنة إلى هذا العهد الزاهر الميمون وهي تسير على هذا المنهج ولله الحمد والمنة في مواكبة للعصر ومسارعة لخطوات الزمن وجمع بين الأصالة والمعاصرة وإنه وإن مرت الأيام والأعوام فإن هذه البلاد باقية على هذا المنهج الذي التزمت به في نظام حكمها وفي سير ولاة أمورها منذ عهد الدولة السعودية الأولى وهي على هذا المنهج القويم. وقال السديس إنه إذا عدم الأمن عدم الخير كله ولم تستطع مصالح العباد أن تقوم على قدم، وأكد أن هذه البلاد -المملكة العربية السعودية- تواجه اليوم تحديات كبرى ومؤمرات عظمى يجب على أبنائها أن يكونوا على أهبة الاستعداد في العناية بأمنها والحفاظ على وحدتها واستقرارها لاسيما في مجال أمن العقول والأفكار، والإعلام بوسائله المعاصرة وإعلامه الجديد استغل استغلالًا من فئات متطرفة خارجة عن جماعة المسلمين وعن إمامهم ديدنها التكفير والتدمير والتفجير وصفات متعددة تحمل الحقد والكراهية لهذه الدولة ولأبنائها حسدًا من عند أنفسهم واعتناقًا لأفكار ضالة منذ فجر التاريخ وهي موجودة، وحذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم وبيّن صفاتهم عليه الصلاة والسلام. وقال السديس وقد سار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مسار الحزم والعزم والتصميم والقوة لإعادة هيبة هذا الدين وهيبة هذه الدولة ومكانتها وسيادتها ووفق أيما توفيق وحصل مع هذا التوجه التحالف الكبير من العالم الإسلامي ومن غيرهم ممن يسعون لإحقاق الحق ونصر المظلوم وهذه ولله الحمد والمنة بشائر تعيد الأمل بأننا نتفائل كثيرًا بمكانة بلادنا وقيادتها وريادتها. وأشاد السديس بجهود وزارة الداخلية في حماية الأمن الفكري لأن العناية بهذا الأمر ألا يختطف وعدم الإتاحة للصوص الأفكار وسماسرة العقول أن يمتدوا إلى عقولنا وعقول أبنائنا وأفكارنا وشبابنا، وهذا التصدي نوع من الجهاد في سبيل الله، وقامت وزارة الداخلية بجهاد الكلمة وجهاد البيان وجهاد القوة والسيف والحصانة لحدود هذه البلاد وثغورها في الحد الجنوبي وهذا ما تقوم به الدولة في رعاية أمن هذه البلاد وهو أمن للأمة جميعًا وأمن للحرمين الشريفين على سبيل الخصوص من القيام بهذه المناورات القوية في رعد الشمال ونحتاج إلى رعد شمال وجنوب ووسط في العناية بالأفكار والعناية بالأمن الفكري وتحقيقه وتعزيز جانب الوسطية والاعتدال وعلاج أي جنوح من أي أحد من الأبناء أوالشباب أو منسوبي الأجهزة الحكومية أن تتسلل إليها هذه الأفكار فإنها كالعدوى والجرب تؤثر تأثيرًا خطيرًا على مسيرة أبناء هذه الأمة وأبناء هذه البلاد الذين شرفهم الله عز وجل بهذه الدولة وليس هناك دولة في العالم تعلن العقيدة السلفية الصحيحة والعناية بالكتاب والسنة ومنهج سلف هذه الأمة إلا هي، وكذلك عنايتها بالحرمين الشريفين وعنايتها بقاصديها وزائريها من ضيوف الرحمن. وقال السديس إننا نعلن وبكل صراحة اعتزازنا بمنهج دولتنا وقيادتنا وعلمائنا الراسخين في العلم ونرى أن كل ميل إلى أي حزب من الأحزاب أو اعتناق أي فكر من الأفكار أنه مخالفة لهذه البلاد ومنهج علمائها وقيادتها فهو مخالف للمنهج الحق الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة من الاعتصام بالكتاب والسنة وعدم التفرق والاختلاف. وقال السديس لو وجد عند هؤلاء المتطرفين الغلاة الخوارج مسكة من علم ولو رجعو إلى أهل العلم الشرعي ما وقعوا فيما وقعوا فيه، ولكن يوم أن زُهد في العلماء ورمي العلماء بأنهم علماء السلطان وعلماء الدنيا وشوهت صورتهم بما يجسد ما يتمناه أعداء الإسلام تخلي كثير من الشباب عن سلوك طريق العلم على يد العلماء الراسخين، ولاسيما إذا وردت الشبهات فإن العلماء هم الذين يبددونها، العلم لا يواجه إلا بالعلم والشبهة يبددها سلاح البيان والدليل والحجة الصالحة الصادقة المستقيمة التي تجمع بين صحيح المنقول وصريح المعقول ولا نظر في مقاصد الشريعة ومصالحها العامة لأن كل أمر خرج من المصلحة إلى المفسدة وخرج من الرحمة إلى العنف فليس من الشريعة. وقال السديس إن المتاجرين بالدين استغلوا الدين لمصالح سياسية وشخصية ومادية، وأعلن أن الرئاسة العامة لشؤون الحرمين ستقرر مادة الأمن الفكري ضمن مقررات معهد الحرم المكي الشريف وكلية الحرم المكي الشريف وكلية ومعهد المسجد النبوي الشريف. المزيد من الصور :
مشاركة :