اتهمت السلطات الأوكرانية روسيا باستخدام قنابل عنقودية في مدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا. وقتل طفل مساء الاثنين، وفقاً لما ذكره رئيس الإدارة العسكرية المحلية، بافلو كيريلينكو، على قناة تيليغرام، وأصيب سبعة أشخاص بجروح. وانفجرت الذخائر العنقودية بالقرب من مسطح مائي حيث كان الأشخاص يسترخون. ونشر كيريلينكو صورة يفترض أنها أظهرت الأرض ملطخة بالدماء. ووفقاً لمكتب المدعي العام المحلي، كان الصبي الذي قتل يبلغ من العمر 10 سنوات. وأضافت أن أربعة أطفال كانوا بين المصابين. واستخدمت روسيا مراراً الذخائر العنقودية المحظورة دولياً في حربها ضد أوكرانيا. وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً بأن روسيا يمكن أن تستخدم ترساناتها مع أنواع عديدة من هذه الأسلحة رداً على استخدام الذخائر العنقودية الأميركية في أوكرانيا. وطلبت أوكرانيا من الولايات المتحدة تزويدها بهذه الذخائر من أجل تحقيق المزيد من النجاح في هجومها المضاد لتحرير أراضيها التي تحتلها روسيا. وتنشر القنابل، التي تنفجر فوق الأرض، المقذوفات على مساحات أكبر. وبسبب أن العديد منها لا ينفجر على الفور في كثير من الأحيان، فإنها تعتبر، مثل الألغام، خطراً على المدنيين حتى بعد انتهاء القتال. لذلك حظرتها ألمانيا و110 دول أخرى في معاهدة دولية. ولم تنضم الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا إلى اتفاق حظر الذخائر العنقودية. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء إحباط هجوم بمسيّرتين بحريتين كان يستهدف سفينة دورية في البحر الأسود الذي يشهد تزايداً في التوتر بين موسكو وكييف في أعقاب إنهاء روسيا العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية. وأوضحت الوزارة أن "القوات المسلّحة الأوكرانية نفّذت محاولة غير ناجحة ليلاً عبر مسيّرتين بحريتين ضد سفينة الدورية سيرغي كوتوف"، مشيرة إلى أن الأخيرة لم تتعرض لأضرار وتواصل أداء مهامها. وأشارت إلى أن المسيّرتين كانتا على مسافة 800 وألف متر من السفينة، وقامت الأخيرة بتدميرهما باستخدام أسلحتها أثناء وجودها على مسافة 370 كلم جنوب غرب سيباستوبول. وأفاد الجيش الأوكراني أمس الثلاثاء بإحراز تقدم طفيف على القوات الروسية في أجزاء من جنوب أوكرانيا وجنوبي باخموت في الشرق. وتحاول كييف من خلال الهجوم المضاد الذي بدأته في أوائل الشهر الماضي طرد القوات الروسية من شرق أوكرانيا والتقدم نحو الساحل الجنوبي لقطع جسر بري يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي تحتلها. والتقدم أبطأ مما كان متوقعاً على نطاق واسع، لكن أوكرانيا تقول إنها تحاول تقليل الخسائر إلى أقصى حد ممكن إذ تواجه قواتها خطوط دفاع روسية محصنة مليئة بالألغام الأرضية. وقال أندريه كوفاليوف المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة: إن القوات الأوكرانية تتقدم تجاه قرية ستارومايورسكه في جنوب شرق البلاد، بالقرب من مناطق سكنية استعادتها أوكرانيا الشهر الماضي في منطقة دونيتسك. وأضاف أن القوات الأوكرانية تعزز المواقع التي استعادتها وأن القوات الروسية تقاوم بشدة. وتابع أن القوات الأوكرانية في الشرق طردت وحدات روسية من مواقع بالقرب من قرية أندرييفكا إلى الجنوب الغربي من مدينة باخموت التي استولت عليها القوات الروسية في مايو. وقال: إن القوات الأوكرانية تشن أيضاً عمليات هجومية إلى الشمال والجنوب من باخموت. وكان مسؤول دفاعي كبير قد قال: إن كييف استعادت أكثر من 192 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في الجنوب و35 كيلومتراً مربعاً في الشرق منذ شن هجومها المضاد، بمساعدة أسلحة قدمها حلفاء غربيون. ولا تزال روسيا تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي بعد 17 شهراً من بدء الغزو الشامل. ولم يتسن لرويترز التحقق من التطورات في ساحة المعركة. كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن أي تحرك من جانب الاتحاد الأوروبي لتوسيع القيود المفروضة على واردات الحبوب الأوكرانية سيكون "غير مقبول". وفي مايو، فرض الاتحاد الأوروبي قيوداً على الواردات التي تحتوي على القمح والذرة وبذور اللفت وعباد الشمس من أوكرانيا في خمس دول في وسط وشرق أوروبا هي بلغاريا وبولندا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا. وتهدف "الإجراءات الوقائية المؤقتة" إلى معالجة مسألة "الاختناقات اللوجستية"، وفقاً للهيئة. ودعا زيلينسكي إلى إنهاء القيود في 15 سبتمبر كما هو مخطط له. وقال زيلينسكي في خطابه الليلي بالفيديو: "أي تمديد للقيود غير مقبول على الإطلاق وغير أوروبي تماماً". وأضاف: "أوروبا لديها القدرة المؤسسية على التصرف بشكل أكثر عقلانية من إغلاق الحدود أمام منتج معين. نحن نعمل بنشاط كبير مع الجميع لإيجاد حل يتماشى مع روح أوروبا". وفي وقت سابق أعلنت أوكرانيا أنها تعتزم زيادة صادراتها من الحبوب والبذور الزيتية بمقدار مليون طن شهرياً، حتى وإن كانت روسيا رفضت تمديد اتفاق تم بموجبه إنشاء ممر آمن للسفن التي تحمل الحبوب عبر البحر الأسود. إلى ذلك يستضيف الرئيس فلاديمير بوتين اعتباراً من الخميس عدداً من قادة الدول الإفريقية في مدينة سان بطرسبرغ في لقاء يسعى لإظهار التوافق بين روسيا والدول الإفريقية على رغم الحرب في أوكرانيا وإنهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الذي يثير مخاوف القارة.
مشاركة :