ياسر رشاد - القاهرة - يترقب العالم بقلق الأحداث في النيجر، مع تساؤلات عديدة حول تطورات الأحداث خلال الساعات المقبلة، وهل الرئيس محمد زوم سيجبر على الاستقالة، أم تحميه قوات الجيش وفرنسا من الحرس الأمني. الغموض يحاصر العاصمة النيجرية نيامي، بعد احتجاز الرئيس محمد بازوم، ومطالبة الجنرال عمر تشياني قائد الحرس المنقلب علي بازوم، بتقديم استقالته ورفض التفاوض مع الجيش. احتجز الجنرال عمر تشياني، قائد الحرس الرئاسي، محمد بازوم رئيس دولة النيجر، وحاول السيطرة على مكاتب المجمع الرئاسي بالعاصمة نيامي، في محاولة تبدو وكأنها انقلاب على الرئيس. وطالب تشياني، الرئيس بازوم بتقديم استقالته، ولكنه رفض بقوة، ومنح الجيش مهلة للحرس؛ لإطلاق سراح الرئيس. وأفادت مصادر للمواقع العالمية، أن شوارع العاصمة نيامي وقرب القصر الرئاسي، الأمور عادية، ولا وجود لأى طلق نارى أو أجهزة أمنية غير اعتيادية. وتشعر السلطات الفرنسية بقلق إزاء تطور الأحداث في النيجر، مع انتشار الجنود الفرنسيين في العاصمة نيامي. تداول معلومات من قبل النشطاء والباحثون في النيجر، بمحاولة الرئيس محمد بازوم منذ فترة إقالة الجنرال عمر تشياني قائد الحرس؛ لذلك قرر القائد بالانتقام وقام باحتجاز الرئيس بازوم صباح اليوم الأربعاء. وقعت خلافات بين بازوم وتشياني علي قائمة بعض التعيينات في الحرس والمؤسسات الأمنية. وكان الرئيس بازوم استبدل بعض القيادات والموظفين علي أمل الاحتراز من أى تقلبات أمنية. والبعض الآخر يتوقع أن الحصار متعلق بتمرد ومطالب نقابية تتعلق بالمكافآت والمهن لبعض الجنود. وقال مصادر مقرب من رئاسة النيجر، أنه يجرى الآن مفاوضات مع المتمردين، من قبل رئيس الجمهورية السابق محمدو إيسوفو، ورئيس الوزراء السابق برجى رافيني، لإيجاد حلول سلمية. تترقب دول الجوار بقلق ما سيحدث، خلال الساعات المقبلة داخل النيجر ومع الرئيس محمد بازوم، لانه له تأثير علي أمن واستقرار دولهم. إذا وقعت النيجر في يد الأرهاب، سيزيد الاضطراب في الدولة وسيؤثر علي دول الجوار مع أرتفاع زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في دول الساحل الصحراء المجاورة، مع ارتفاع نسبة عصابات الهجرة غير الشرعية التي تمارس عمليات التهريب علي الحدود بين النيجر وتشاد ومالى إلي شمال إفريقيا وشواطئ أوروبا. تعد منطقة الساحل والصحراء، نقطة في تجمع الخارجين عن القانون، مع ارتفاع شبكة الجرائم وتهريب الأسلحة والمخدرات، وينقل مهربي المخدرات في عصابات أمريكا اللاتينية بضائعهم إلي أوروبا عن طريق عبر دول الساحل ومنها النيجر ثم ليبيا والجزائر. أكدت مؤسسة الرئاسة النيجرية، صحة وسلامة الرئيس محمد بازوم وعائلته "وأنهم بخير"، وتواجده في قصر الرئاسة لممارسة أعماله. قالت رئاسة النيجرية، عبر صفحتها الرسمية “فيسبوك”: “إن عناصر من الحرس الرئاسي النيجيري انخرطت في أعمال شغب ضد الرئيس محمد بازوم، اليوم الأربعاء”. أكدت الرئاسة أن عناصر من الحرس الرئاسي انخرطت صباح اليوم، في حركة معادية للجمهوريين وحاولت دون جدوى، الحصول علي دعم القوات المسلحة الوطنية والحرس الوطني. حذرت الرئاسة، من أن "الجيش والحرس الوطني مستعدان لمهاجمة عناصر السامي المتورطين في هذا التقلب المزاجي إذا لم يعودوا إلى مشاعر أفضل"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. اعتقلت قوات الحرس الجمهوري في النيجر، وزير الداخلية حمدو سولى، واحتجازه في فيلا مجاورة بقصر رئاسة الجمهورية. أصدر اليوم موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بيانًا بشأن الأحداث في النيجر قال فيه علمنا بميول بعض الجنود لتقويض استقرار المؤسسات الديمقراطية والجمهورية، على غرار محاولة الانقلاب في النيجر. ويدين رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بشدة مثل هذه الأعمال، من جنود يتصرفون بخيانة تامة لواجبهم الجمهوري، ويحثهم على التوقف الفوري عن مثل هذا التعهد غير المقبول. ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي شعب النيجر، وجميع أشقائه في أفريقيا، خصوصًا الإيكواس، وفي العالم، إلى الانضمام إلى أصواتهم من أجل إدانة هذه المحاولة بالإجماع والعودة الفورية وغير المشروطة للجنود المجرمين إلى ثكناتهم. أدان "الاتحاد الأوروبي" أي محاولة لزعزعة الديمقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر، إذ يحتجز عناصر الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم، حسبما أفاد مفوض الاتحاد الأوروبي للأمن والخارجية، "جوزيب بوريل". وأعرب بوريل على منصة "تويتر" عن "قلقه الكبير حيال الأحداث التي تجري في نيامي". وأكد أن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في تنديدها بما يحصل. جدير بالذكر أن محاولة انقلاب فاشلة سابقة في النيجر حدثت مارس 2021. وتعد هذه الدولة الواقعة في منطقة الساحل من أفقر دول العالم، وتاريخها مليئًا بالانقلابات العسكرية، آخرها ذاك الذي أطاح بالرئيس مامادو تانجا، في فبراير 2010. وكانت آخر محاولة انقلاب، قبل يومين من حفل تنصيب الرئيس الحالي محمد بازوم، في مارس من العام 2021.عندما حاولت وحدة عسكرية الاستيلاء على القصر الرئاسي فبل أداء بازوم ، اليمين الدستورية. وفاز بازوم (63 عامًا)، وهو حليف وثيق لفرنسا، بـ 55 % من الأصوات في الشوط الثاني من الانتخابات، التي نُظمت في فبراير 2021، مقابل 44 % من الأصوات حصل عليها خصمه محمد عثمان، مرشح المعارضة، الذي سبق أن حكم البلاد في تسعينيات القرن الماضي.وبازوم يتحدر من قبيلة "أولاد سليمان" العربية، وكانت تربطه صداقة قوية وعلاقة شخصية متينة بالرئيس السابق محمدو يوسفو، إذ أسسا معا الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية قبل ثلاثين عامًا، وبعد عقدين من النضال، وصل الحزب إلى الحكم (2011)، فكان يوسفو هو الرئيس وبازوم هو رجل الثقة الذي أُسندت إليه حقيبتان وزاريتان شائكتان ومعقدتان، خلال السنوات العشر الماضية (الداخلية والخارجية). ويعتبر النيجر حليفًا رئيسيًا لقوى غربية تسعى لدعم القوات المحلية التي تواجه التمرد الذي بدأ في مالي عام 2012 وامتد إلى الدول المجاورة بما فيها بوركينا فاسو والدول الساحلية الجنوبية.وقد نقلت فرنسا قواتها إلى البلاد من مالي العام الماضي بعد توتر علاقاتها مع المجلس العسكري هناك.وكان انتخاب بازوم أول انتقال ديمقراطي للسلطة في دولة شهدت أربعة انقلابات عسكرية منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.وعلى عكس جيران النيجر، مالي وبوركينا فاسو، التي يحكمها مجالس عسكرية جاءت بانقلابات، تظل النيجر واحدة من آخر دول الساحل التي يحكمها مدني.
مشاركة :