تأثير زيادة الصادرات النفطية الإيرانية على دول الخليج

  • 7/27/2023
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خلال‭ ‬العام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬الماضيين‭ ‬ساد‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين،‭ ‬بشأن‭ ‬اتجاهات‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬والطويل،‭ ‬مع‭ ‬التحذيرات‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬العالمي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬الانخفاض‭ ‬المُطَّرِد‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬من‭ ‬120‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022،‭ ‬لينخفض‭ ‬لاحقًا‭ ‬إلى‭ ‬78‭ ‬دولارًا‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬70‭ ‬دولارًا‭ ‬فقط‭ ‬بحلول‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭.‬ وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬جهود‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬مع‭ ‬إقرار‭ ‬خفض‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬المشترك؛‭ ‬بهدف‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هبوط‭ ‬الأسعار‭. ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬فرضت‭ ‬أول‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التخفيضات‭ ‬الرئيسية‭ ‬لإنتاج‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬بمقدار‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬سعر‭ ‬التداول‭ ‬الدولي‭ ‬لخام‭ ‬برنت‭ ‬منخفضًا‭ ‬بنحو‭ ‬20%،‭ ‬مع‭ ‬خفض‭ ‬إضافي‭ ‬للإنتاج‭ ‬قدره‭ ‬1,6‭ ‬مليون‭ ‬برميل،‭ ‬تمت‭ ‬إضافته‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬وانخفاض‭ ‬طوعي‭ ‬للإنتاج‭ ‬بمقدار‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬مصدري‭ ‬الطاقة‭ ‬يواجهون‭ ‬انخفاضًا‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬والأرباح‭. ‬وعلى‭ ‬العكس،‭ ‬تمكنت‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬و«روسيا‮»‬‭ -‬وهما‭ ‬تخضعان‭ ‬لعقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬صارمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الغرب‭- ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬تجارتيهما‭ ‬في‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بيع‭ ‬الصادرات‭ ‬المخفضة‭ ‬إلى‭ ‬المشترين‭ ‬من‭ ‬قارة‭ ‬آسيا‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬لم‭ ‬يتعاونا‭ ‬فقط‭ ‬للتهرب‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬الدولية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ -‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬‮«‬جوليان‭ ‬جيجر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أويل‭ ‬برايس‮»‬‭- ‬خلق‭ ‬نشاط‭ ‬البلدين‭ ‬‮«‬تهديدًا‭ ‬جديدًا‮»‬‭ ‬لأعضاء‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬قبضتهم‭ ‬على‭ ‬السوق‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وعلى‭ ‬السياسة‭ ‬النفطية‭ ‬المستقبلية‭ ‬والجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لدعم‭ ‬الأسعار‭ ‬لحماية‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتبادلة‭ ‬لمصدري‭ ‬الطاقة‭.‬ وفي‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬تفرض‭ ‬حاليًا‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفطي‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬المشروعة؛‭ ‬فقد‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬صادراتها‭ ‬قد‭ ‬ارتفع‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭. ‬وفي‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬بلغت‭ ‬صادراتها‭ ‬النفطية‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬بينوا‭ ‬فوكون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬أضافت‭ ‬‮«‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬المخفض‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تكافح‭ ‬بالفعل‭ ‬وسط‭ ‬مخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬الطلب‮»‬‭. ‬ ووفقًا‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬كبلر‮»‬،‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬شحنات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2023،‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬1,5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬تضاعف‭ ‬حجم‭ ‬صادراتها‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2022،‭ ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬لتصدير‭ ‬النفط‭ ‬منذ‭ ‬فرضت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عليها‭ ‬عام‭ ‬2018‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمستويات‭ ‬إنتاجها،‭ ‬صرحت‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬زادت‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬2,5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬2023‭.‬ وفي‭ ‬ظل‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإيراني‭ ‬يتسم‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬‮«‬بالتضخم‭ ‬المرتفع‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬بدوره‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬للأسر‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬‮«‬غير‭ ‬كافية‮»‬‭ ‬‮«‬لاستيعاب‭ ‬تدفق‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬العمل»؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬فوكون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مبلغ‭ ‬28‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬الذي‭ ‬كسبته‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬مبيعات‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬قدم‭ ‬‮«‬شريان‭ ‬حياة‮»‬‭ ‬ماليًا‭ ‬لها‭.‬ وحول‭ ‬آليات‭ ‬تمكن‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬صادراتها‭ ‬مع‭ ‬تعرضها‭ ‬لعقوبات‭ ‬خارجية،‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬رقابة‭ ‬وعقاب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي؛‭ ‬لكبح‭ ‬طموحاتها‭ ‬النووية‭ ‬المتسارعة‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬بوبي‭ ‬غوش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بلومبرج‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬‮«‬تعرض‭ ‬عليها‭ ‬تصدير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النفط،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ستحد‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬لديها،‭ ‬وتتعاون‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬مع‭ ‬المراقبين‭ ‬النوويين‭ ‬التابعين‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬اقترحت‭ ‬‮«‬سارة‭ ‬فاخشوري‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬إس‭ ‬في‭ ‬بي‭ ‬إنرجي‭ ‬إنترناشونال‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬الحالية‭ ‬ضد‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ربما‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬أو‭ ‬مراقبتها‭ ‬بالكامل‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬السوق‭ ‬السوداء‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬شفافية‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬مراقبة‭ ‬دولية‭ ‬فعالة‭.‬ وهناك‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬يُمكن‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬صادراتها‭ ‬النفطية،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬في‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬مع‭ ‬روسيا‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬قاعدتها‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الأوروبية‭ ‬التقليدية‭ ‬لمنتجات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬إلى‭ ‬العملاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬و«الهند‮»‬،‭ ‬نتيجة‭ ‬خضوعها‭ ‬لعقوبات‭ ‬غربية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬‮«‬أسطول‭ ‬الأشباح‭ ‬الإيراني‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كريس‭ ‬كوك‮»‬،‭ ‬و«ديفيد‭ ‬شيبرد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬السفن‭ ‬التي‭ ‬تخفي‭ ‬ملكيتها‭ ‬وتحركاتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسهيل‭ ‬انتهاكات‭ ‬العقوبات‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تنقل‭ ‬صادرات‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البحر،‭ ‬وشبكات‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬استغلالها‭ ‬بين‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬و«طهران‮»‬،‭ ‬للتهرب‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭.‬ وكما‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬فوكون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الشحنات‭ ‬الروسية‭ ‬الرخيصة‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬غمرت‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬فُرضت‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬جراء‭ ‬حربها‭ ‬بأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬الحصة‭ ‬السوقية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬ارتفعت‭ ‬واردات‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬الروسي‭ ‬بنسبة‭ ‬8%،‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬1,72‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يوميًا‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬صوفي‭ ‬لاندرين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬لوموند‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬طلبات‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬زادت‭ ‬22‭ ‬ضعفًا‮»‬‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬مع‭ ‬استيرادها‭ ‬ما‭ ‬معدله‭ ‬1,64‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميا‭. ‬ ‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بصادرات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬عبر‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬سيبريا‮»‬،‭ ‬المملوك‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬غازبروم‮»‬،‭ ‬الروسية،‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬إجماليها‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬15,5‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬وبينما‭ ‬تعهدت‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬بخفض‭ ‬أرقام‭ ‬إنتاجها‭ ‬بمقدار‭ ‬500,000‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وفقًا‭ ‬للخفض‭ ‬الطوعي‭ -‬المذكور‭ ‬أعلاه‭ ‬والبالغ‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭- ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬روكساندرا‭ ‬يورداتش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬ان‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬تظل‭ ‬‮«‬الأسئلة‮»‬‭ ‬من‭ ‬مراقبي‭ ‬الصناعة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ستتصرف‭ ‬وفقًا‭ ‬لتعهداتها،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬قد‭ ‬علقت‭ ‬نشر‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الرسمية‭ ‬لإنتاج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬ومكثفات‭ ‬الغاز‭ ‬حتى‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭.‬ ومع‭ ‬إشارة‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مبيعات‭ ‬النفط‭ ‬الروسية‭ ‬الأرخص‭ ‬ثمنا،‭ ‬وفرت‭ ‬مدخرات‭ ‬للصين‭ ‬تبلغ‭ ‬‮«‬حوالي‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار»؛‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬وجود‭ ‬تأثير‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭. ‬ومع‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬ببيع‭ ‬النفط‭ ‬للمشترين‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬بسعر‭ ‬مخفض‭ ‬يبلغ‭ ‬30‭ ‬دولارًا‭ ‬فقط‭ ‬للبرميل؛‭ ‬فقد‭ ‬استشهد‭ ‬‮«‬فوكون‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬بكين‮»‬‭ ‬الآن‭ ‬هي‭ ‬‮«‬العميل‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬لها‭ ‬لمبيعات‭ ‬النفط‭ ‬المخفضة؛‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬الإيرانية‭ ‬تهدد‭ ‬السوق‭ ‬الراسخة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭. ‬ ووفقًا‭ ‬لبيانات‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬كبلر‮»‬،‭ ‬استوردت‭ ‬‮«‬الصين‮»‬‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2023،‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬360‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬الإيراني‭ ‬يوميًا،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬100,000‭ ‬برميل‭ ‬تقريبًا‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬الرقم‭ ‬الفعلي‭ ‬‮«‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬على‭ ‬الأرجح»؛‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬الطبيعة‭ ‬السرية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تكتنف‭ ‬عمليات‭ ‬التصدير‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬وكيف‭ ‬يتم‭ ‬شحنها‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬مختارة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وآسيا‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬زيادة‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬صادراتها‭ ‬النفطية‭ ‬الرخيصة‭ ‬إلى‭ ‬آسيا،‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬فوكون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نفط‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬80‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل؛‭ ‬لتمويل‭ ‬برنامجها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التوسعي‮»‬،‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الزيادة‮»‬‭ ‬في‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية،‭ ‬‮«‬تهدد‭ ‬جهود‭ ‬المملكة‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى،‭ ‬ومنتجي‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬لدعم‭ ‬الأسعار‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‮»‬،‭ ‬وتوفير‭ ‬استقرار‭ ‬مالي‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬لتغطية‭ ‬فترة‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التي‭ ‬يمرون‭ ‬بها‭.‬ وبالنسبة‭ ‬لتحالف‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬كتبت‭ ‬‮«‬جيجر‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬صادرات‭ ‬إيران‭ ‬المتزايدة‭ ‬تشكل‭ ‬تحديًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬‮«‬لسيطرة‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬النفط‮»‬‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬‮«‬عودة‭ ‬مفاجئة‮»‬‭ ‬للنفط‭ ‬الإيراني‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬جيجر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نمط‭ ‬‮«‬التدرج‭ ‬البطيء‮»‬،‭ ‬سيكون‭ ‬مرجحًا،‭ ‬حيث‭ ‬يُعتقد‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬طهران‭ ‬قدرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬إضافية‭ ‬تبلغ‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يوميًا‭. ‬ وبالتالي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬فوكون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬يعني‭ ‬تعليق‭ ‬حصتها‭ ‬من‭ ‬الإنتاج،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سياساتها‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬تقوض‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬لإبقاء‭ ‬الأسعار‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‮»‬‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬جيجر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اتفاقًا‭ ‬بشأن‭ ‬تطلعات‭ ‬طهران‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمنحها‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬‮«‬الإذن‭ ‬باستئناف‭ ‬الصادرات‮»‬‭ ‬للسوق‭ ‬الدولية،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬تدفق‭ ‬محتمل‭ ‬للنفط‭ ‬الإيراني‭ ‬إلى‭ ‬السوق»؛‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إحداث‭ ‬مأزق‭ ‬بأسواق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‮»‬‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬ليست‭ ‬الديناميكية‭ ‬الوحيدة‭ ‬المؤثرة‭. ‬وقدّر‭ ‬محللون‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬‮«‬جي‭ ‬بي‭ ‬مورغان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الإمداد‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬تنمو‭ ‬‮«‬خارج‭ ‬الأعضاء‭ ‬الأساسيين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬ساهمت‭ ‬‮«‬فنزويلا‮»‬،‭ ‬و«نيجيريا‮»‬،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬بنحو‭ ‬600‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬أحجام‭ ‬الإنتاج‭ ‬خلال‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022‭.‬ وحول‭ ‬كيفية‭ ‬استجابة‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬‭ ‬لهذه‭ ‬التحديات‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬وافقت‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬تخفيضات‭ ‬بقيمة‭ ‬1,4‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يوميًا‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬وأضافت‭ ‬السعودية‭ ‬‮«‬خفضًا‭ ‬اختياريًا‮»‬‭ ‬آخر‭ ‬قدره‭ ‬500,000‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لدعم‭ ‬الأسعار،‭ ‬فقد‭ ‬لاحظ‭ ‬المراقبون‭ ‬مشاكل‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬استدامة‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬المتكررة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأسعار‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬80‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬جيجر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬تحمل‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬‮«‬العبء‭ ‬الأكبر‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬ ومع‭ ‬تسجيل‭ ‬‮«‬كارستن‭ ‬فريتش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬كومرتس‭ ‬بنك‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬جاء‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصيني‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬‮«‬بطيئًا‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬متوقعا»؛‭ ‬فقد‭ ‬قدرت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬أوراسيا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الإضافية‭ ‬من‭ ‬المنظمة،‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬الكثير‭ ‬لتغيير‭ ‬الهبوط‮»‬‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬نمو‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استمرار‭ ‬بيع‭ ‬روسيا‭ ‬للمنتجات‭ ‬الهيدروكربونية‭ ‬المخفضة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬و«الهند‮»‬،‭ ‬يمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬لأعضاء‭ ‬أوبك،‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ ‬فوق‭ ‬80‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬انعكس‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬الخبراء‭ ‬والمنظمات‭ ‬بتقديم‭ ‬تنبؤات‭ ‬بشأن‭ ‬انخفاض‭ ‬الطلب‭ ‬والإنتاج‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬عامي‭ ‬2023‭ ‬و2024‭. ‬أما‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬استجابة‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬،‭ ‬فهناك‭ ‬دعم‭ ‬لفكرة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬وحدها،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬كامل‭ ‬على‭ ‬السعودية‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬الأخرى‭.‬

مشاركة :