رجحت مصادر إعلامية في تايوان وهونج كونج أن يكون وزير الخارجية الصيني تشين غانغ طار من منصبه بسبب علاقة غرامية مع مذيعة تلفزيونية. وفيما ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن الإقالة المفاجئة لرئيس الدبلوماسية الصينية بعد فترة من اختفائه عن الأنظار تثير التكنهنات خصوصا أنه أحد أكثر المساعدين الموثوقين للرئيس شي جين بينغ، وزعمت وسائل الإعلام في تايوان وهونغ كونغ أن اختفاءه مرتبط بشائعات عن «علاقته خارج الزواج» مع المذيعة التلفزيونية البارزة في هونغ كونغ «فو شياوتيان». وأعلنت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب أمس الأول أن تشين غانغ أعفي من مهامه كوزيرا للخارجية، وأعيد سلفه وانغ يي للمنصب الذي تركه في شهر ديسمبر الماضي. غزل صريح وشوهد تشين آخر مرة علنا في 25 يونيو، عندما التقى بنظيره السريلانكي، ورفضت الحكومة الصينية تقديم تفسيرات مفصلة بشأن اختفائه، مكتفية بالإشارة إلى «أسباب صحية». وفي غيابه، شارك وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، في محادثات مهمة مع مسؤولين أجانب، وأثار اختفاء تشين الغامض موجة من التكهنات عبر الإنترنت. وفي نفس الوقت الذي اختفى فيه تشين من المشهد العام، غابت المذيعة التلفزنية فو التي تلقت تعليمها في كامبريدج، وابنها عن الأضواء، وأشارت بعض التعليقات عبر الإنترنت إلى مقابلة أجرتها فو عبر قناة «فونكس» في مارس من العام الماضي مع تشين، عندما كان سفيرا للولايات المتحدة، كدليل على «علاقتهما غير العادية». في المقابلة، قدم تشين وجهات نظره حول التاريخ الأمريكي، لكن مستخدمي الإنترنت الصينيين جادلوا بأن الاثنين كانا يغازلان بعضهما بشكل صريح طوال المقابلة، وكانت المقابلة آخر ظهور تلفزيوني للمذيعة، وأثارت هذه الشائعات مزيدا من الأسئلة حول سبب اختفاء تشين. المصافحة الأخيرة وقبل 5 أسابيع فقط كان وزير الخارجية الصيني، تشين جانغ، في قلب عملية استعادة مهمة للدبلوماسية رفيعة المستوى في العلاقات الأمريكية الصينية، حيث صافح الرجل نظيره وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في بكين، وكذلك قبل دعوته لزيارة الولايات المتحدة، لكن خرجت السلطات الصينية عن صمتها أمس الأول وأعلنت تعيين سلفه دون ذكر أي معلومات أخرى حول مصير الدبلوماسي الرفيع. ورفضت وزارة الخارجية الصينية التعليق على إقالة الوزير المختفي، وردا على سؤال من وسائل الإعلام عن الإبعاد المفاجئ لتشين أحالت المتحدثة باسمها ماو نينغ الصحفيين إلى مقال في وسائل الإعلام الحكومية «فيما يتعلق بهذا السؤال، نشرت شينخوا بالفعل معلومات.. يمكنك الرجوع إلى ذلك». وفي علامة على تقلب سياسات النخبة في الصين، تمت إقالة تشين فجأة من منصب وزير الخارجية، بعد أن اختفى عن الأنظار لمدة 30 يوما، وأنهت هذه الخطوة مسيرة الدبلوماسي الذي قفز إلى القمة كواحد من أكثر النجوم الصاعدة كاسبا ثقة الرئيس شي جين بينغ، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز». تفسير غامض وأوضح مستشار الأبحاث الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن جود بلانشيت، أن المفاجأة والغموض سيدا الموقف بالنسبة لما جرى مع الوزير الصيني، لافتا إلا أنهما أيضا باتا أبرز سمات النظام السياسي. وشدد على غرابة الموضوع خصوصا وأن القرار الرسمي باستبدال تشين وتولي وزير الخارجية السابق وانغ يي مكانه جاء بعد أسابيع من التكهنات حول مصيره. وبينما ادعت وزارة الخارجية الصينية أن تشين يعاني من مشاكل صحية، أتى إعلان التكليف عبر الموجز الصادر عن اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو مجلس للهيئة التشريعية الصينية يعين رسميا كبار المسؤولين الحكوميين، ولم يذكر شيئا عن صحة الرجل أو أي أسباب أخرى حول اختفاء الوزير. صعود سريع وصعد وزير الخارجية الصيني المقال البالغ من العمر 57 عاما، بشكل سريع في صفوف وزارة الخارجية الصينية في السنوات الأخيرة. تخرج من جامعة العلاقات الدولية، وهي كلية في بكين مرتبطة بجهاز الأمن الصيني، وعمل مساعدا في مكتب بكين لوكالة يونايتد برس إنترناشيونال قبل انضمامه إلى وزارة الخارجية في عام 1992، بحسب نيويورك تايمز. وإضافة إلى منصبه وزيرا للخارجية، شغل أيضا وظيفة مستشار للدولة، وهو منصب رفيع المستوى في مجلس الدولة الصيني، وشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ولا يزال يحتفظ بالمنصبين حتى الآن. مساعد الرئيس ويعتبر الوزير السابق مساعدا موثوقا به للرئيس الصيني، وترقى المناصب بشكل سريع وغير عادي في السلك الدبلوماسي الصيني في السنوات الأخيرة بعد أن شغل منصب رئيس البروتوكول للرئيس الصيني. وعمل متحدثا باسم وزارة الخارجية، ودبلوماسيا في لندن، قبل أن يعين سفيرا لبكين في واشنطن، في عام 2021، على الرغم من عدم وجود خلفية رسمية له في التعامل المباشر في ملف العلاقات الأمريكية، وانضم بعدها إلى اللجنة المركزية للحزب، وفاز بالترقية إلى منصب وزير الخارجية في أواخر العام الماضي، ومثل تعيينه مخالفة لتقاليد الصين التي تركز على الخبرة بشكل كبير في ما يتعلق بالمناصب الحكومية. مسيرة تشين غانغ: 57 عاما عمره الحالي 1992 انضم إلى وزارة الخارجية 2020 متحدثا باسم وزارة الخارجية 2021 سفيرا للصين في أمريكا 2022 وزيرا للخارجية الصينية 2023 اختفاء ثم إقالة