تعد واحة”ديمومة” التي افتتحتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا موخرًا، إحدى أبرز المواقع السياحية التي يقصدها الزوار من داخل وخارج المحافظة في فصل الصيف، لما تتميز به من أجواء لطيفة تضلّها أشجار النخيل، وبيوت الطين، وتبردها عيون المياه العذبة، وتنتشر بداخلها الحقول الخضراء، والمحاصيل المحلية المزروعة بأساليب تقليدية مُستدامة. “الواحة” بداخلها العديد من الخدمات المقدمة للزوار، حيث يحرص المرشدون في مراكز الزوّار لمساعدة ضيوف “ديمومة” على التنقل بين المسارات الخشبية، والمناطق الواسعة الممتدة على مساحة ست هكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة، وتعريفهم بالمطاعم والمقاهي الموجودة، والجلسات المميزة والألعاب الترفيهية الممتعة، إضافةً إلى وجود عدد من الفنون والتصاميم المستوحاة من الطبيعة، وورش العمل المتنوعة التي يتعلم من خلالها الزوار على الفنون المحلية والحِرف التقليدية بشكل مجاني. وفي السياق نفسه تُعد “البلدة القديمة” في العلا نموذجاً للترابط الاجتماعي الذي تتميز به العلا منذ القدم، حيث تكونت أكثر من 900 منزل مبنية من الطوب الطيني، إضافةً إلى وجود عدد من القلاع التي كانت تقوم بدور الحماية والرقابة لأغراض الدفاع والأمن للأهالي وقوافل الحجاج، وعمرانياً كذلك، كانت تتميز “البلدة القديمة” بوجود 14 بوابة تعمل وفق إجراءات معينة للفتح والإغلاق لاستقبال العابرين وقوافل الحجاج. يشار إلى أنه طوال أكثر من سبعة قرون، لا تزال تلك البلدة التي كانت تعد نبتة حضارية في ذلك الزمن وما تلاه، وحتى اليوم شاخصة جاذبة، هي البلدة التي أصبحت تأخذ اسم “القديمة” مرادفاً لاسمها، تختزل تاريخاً، وترتبط بشواهد لا يزال من عايشها يرصدون مسار حضارتها، حين صاغت قصتها وجوهرها، على درب قوافل الحج من الشام وما جاورها، لتكوّن اليوم اللوحة الثقافية بعد جهود شاملة للتنمية المستدامة عملت عليها الهيئة الملكية لمحافظة العلا. ويأتي اهتمام الهيئة الملكية بـ”البلدة القديمة” في العلا، نظراً لما تزخر به من تراث وثقافة وفن معماري فريد، ولما تختزله من تاريخ عريق، بعد أن أدّى اندثار بعض عمرانها عند بدايات القرن التاسع عشر الميلادي إلى جعلها مهجورة في معظم أجزائها، لكن الأهداف المرسومة أعادتها لتكون وجهة ثقافية وسياحية لأهالي وزوار العلا.
مشاركة :