احتلفت الدول باليوم العالمي للوقاية من الغرق، الذي دُشن بقرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في أبريل 2021 م بعنوان “الوقاية من الغرق على الصعيد العالمي”، والذي يصادف 25 يوليو كل عام، وذلك بهدف إلى إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على الأثر المأساوي العميق للغرق على الأسر والمجتمعات، وتقديم حلول وقائية منقذة للأرواح. ويُقدّر أن 000 236 شخص يتعرضون للغرق كل عام، وأن الغرق أحد الأسباب الرئيسية العشرة للوفاة بين الأطفال من الفئة العمرية 1-24 عاماً. ويحدث أكثر من 90 % من حالات الغرق في الأنهار والبحيرات والآبار وصهاريج المياه المنزلية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مع تأثير غير متناسب على الأطفال والمراهقين في المناطق الريفية. ويُدعى جميع أصحاب المصلحة إلى إحياء اليوم العالمي للوقاية من الغرق، بما في ذلك الحكومات ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والأفراد، من خلال تسليط الضوء على الحاجة إلى العمل العاجل والمنسق والمتعدد القطاعات لاعتماد تدابير مثبتة الفعالية، مثل: تركيب حواجز للتحكم في الوصول إلى الأسطح المائية، توفير أماكن آمنة بعيداً عن المياه للأطفال قبل سن المدرسة، كالحضانات المزودة برعاية قديرة للأطفال، تعليم مهارات السباحة والسلامة في المياه ومهارات الإنقاذ الآمنة، تدريب المارة على مهارات الإنقاذ والإنعاش الآمنة، وضع وإنفاذ لوائح الإبحار الآمن للقوارب وسفن الركاب والشحن، وتحسين إدارة مخاطر السيول. وقد دعا القرار الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة منظمة الصحة العالمية إلى تنسيق الإجراءات المتعلقة بالوقاية من الغرق في إطار منظومة الأمم المتحدة. وبهذه الصفة، تتولى منظمة الصحة العالمية زمام التحضيرات لليوم العالمي للوقاية من الغرق من خلال استضافة حدث تدشين عالمي، وإنتاج مواد الدعوة ذات الصلة، ودعم الأنشطة المحلية والوطنية في البلدان والمجتمعات المحلية حول العالم. وبهذا الخصوص، هناك نشاط خاص قد ترغب بعض المنظمات في المشاركة فيه هو التحوّل الأزرق من أجل اليوم العالمي للوقاية من الغرق. والفكرة بسيطة تتمثل في قيام المنظمات المحلية العاملة مع السلطات المحلية بإضاءة أحد المعالم البارزة أو عدد منها بالأزرق مساء 25 يوليو. من جهتها، حذرت وزارة الصحة من التهاون في تعامل الأسر مع الأطفال الذين ليس لديهم القدرة والخبرة على السباحة، مما يتسبب في حدوث الغرق الذي يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة، وتكمن أهمية ذلك كون الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لخطر الغرق وبخاصة الأطفال والأفراد الذين يعيشون قرب مصادر الماء المكشوفة وأحواض السباحة. وقد سجل الهلال الأحمر خلال الـ7 أشهر الماضية بلاغات لغرق المسابح بواقع 275 في مناطق المملكة وشملت كلاً من الرياض 54 حالة غرق، ومكة المكرمة 95 حالة، و19 حالة في المدينة المنورة، و31 في المنطقة الشرقية، و13 حالة في عسير، و20 حالة في القصيم، و3 حالات في حائل، و6 في تبوك، ولم تسجل أي حالة في الحدود الشمالية، و23 حالة في جازان، و6 حالات في نجران، و4 حالات في الباحة وحالة واحدة في الجوف. وبالتزامن مع ذلك أطلقت الصحة حملة توعوية تحت شعار “صيفك ضيفك” التي تهدف إلى توعية المجتمع بأبرز النصائح الصحية خلال فترة الصيف ومن أهمها النصيحة حول رياضة السباحة، حيث يعد الغرق ثالث أهم أسباب الوفيات الناجمة عن الحوادث في العالم وبينت الصحة كيفية الوقاية من الغرق من خلال الإشراف على الأطفال عند السباحة، والحرص على أن يكون هنالك شخص بالغ قريب منهم تحسباً لأي حادثة غرق، بالإضافة إلى تعليم الأطفال السباحة من صغرهم مع تعليمهم طرق الإنعاش القلبي الرئوي، والتحقق من وسائل السلامة في المسابح والحواجز المحيطة بالمسابح، مع التأكد من خلو محيط المسبح من الأحجار، أو الزجاج، أو أي أدوات حادة، أو أي أدوات تؤدي للتزحلق أو التعرقل، وارتداء الأطفال الذين لا يعرفون السباحة سترة (جاكيت) للوقاية من الغرق، وكذلك التأكد من أن المسبح غير مكشوف ومغلق بسياج.
مشاركة :