تستعد اليونان لارتفاع جديد في درجات الحرارة فيما تتواصل الحرائق والعواصف في دول حوض المتوسط مخلفة حصيلة بشرية عالية وكذلك تداعيات بيئية. لا تزال الحرائق مشتعلة في جزر رودوس وكورفو وإيفيا في اليونان بعدما تسببت أمس الأول بمقتل 3 أشخاص بينهم طياران من سلاح الجو كانا يكافحان النيران. وتحطمت قاذفة مياه في واد فيما كانت تحاول إخماد حريق غابة في جنوب جزيرة إيفيا ما أدى الى مصرع الطيارين. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس «لقد ضحيا بحياتهما أثناء قيامهما بإنقاذ أرواح»، وأعلنت قيادة أركان الجيش اليوناني الحداد لثلاثة أيام. في إيطاليا قتل 5 أشخاص على الأقل في حرائق في صقلية وعواصف قوية في الشمال يمكن أن تدفع الحكومة الى إعلان حالة الطوارئ في المناطق الأكثر تضرراً. من جانب آخر، يكافح رجال الإطفاء في صقلية طوال ليل الاثنين الثلاثاء عدة حرائق، وصل أحدها إلى قرب مطار باليرمو الذي اغلق لساعات صباح أمس. في كرواتيا، اندلع حريق أمس قرب دوبروفنيك، الموقع السياحي والتاريخي. وفي جزيرة كورسيكا بجنوب شرق فرنسا، كافح رجال الإطفاء حريقاً كبيراً طوال الليل وتحسن الوضع صباح أمس. في البرتغال، يواصل مئات من رجال الإطفاء العمل على احتواء حريق غابات اندلع أمس الأول في محيط منتجع سينترا السياحي، مما تسبب في ثماني إصابات طفيفة، بحسب الحماية المدنية. وأوضح قائد الحماية المدنية إليسيو أوليفيرا أمس أن الحريق بات «تحت السيطرة». في الجزائر، هدأت أمس الحرائق العنيفة التي ضربت شمال شرق الجزائر وأودت بحياة 34 شخصاً لا سيّما قرب بلدة توجة حيث احترق 16 شخصاً وهم أحياء خلال فرارهم. وأثبتت شبكة «وورلد ويذر أتريبيوشن» أمس أن موجات الحرّ الشديد التي تشهدها أوروبا والولايات المتحدة كان «مستحيلاً تقريباً» أن تحصل لولا التغيّر المناخي. وخلص الباحثون إلى أن «موجات الحرّ الأخيرة لم تعد أحداثاً استثنائية» وتلك التي ستحدث «ستكون أكثر كثافة وأكثر شيوعاً إذا لم يتم الحدّ من الانبعاثات بسرعة». بدوره، قال مرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي كوبرنيكوس أمس، إن انبعاثات الدخان من حرائق الغابات في اليونان هي الأعلى لهذه الفترة في السنوات الـ 21 الماضية. وبعد تحسن بسيط الاثنين، بدأت موجة حر جديدة الثلاثاء مع حرارة بلغت 42 درجة مئوية فيما ينتظر أن تصل إلى 43 و45 درجة مئوية في وسط وجنوب اليونان بحسب الإرصاد الوطنية. في أتيكا، منطقة أثينا التي تشهد موجة حر شديد منذ أكثر من عشرة أيام، ستصل الحرارة إلى ما بين «43 و 44 درجة مئوية» بحسب المصدر نفسه. واليونان المعتادة على موجات الحر في الصيف، تقع في شرق المتوسط إحدى «النقاط الأكثر سخونة» في الاحترار المناخي وتشهد حالياً واحدة من أطول موجات الحر في السنوات الماضية بحسب خبراء الأرصاد الوطنية.
مشاركة :