وبدأ لودريان الثلاثاء مهمة جديدة في بيروت تتخللها لقاءات مع مسؤولين وأحزاب سياسية في إطار مساع تقودها فرنسا، بلا جدوى حتى الآن، لتسريع انتخاب رئيس، بينما يبدو الملف اللبناني غائباً عن الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي. وفي ختام زيارته، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن لودريان "اقترح على كافة الأطراف الفاعلة في عملية انتخاب رئيس للجمهورية دعوتهم في أيلول/سبتمبر لعقد لقاء في لبنان هدفه التوصل إلى توافق على القضايا والمشاريع ذات الأولوية التي ينبغي على الرئيس المقبل أن يتولاها". وأضاف البيان أن "الهدف من هذا اللقاء هو خلق مناخ من الثقة يتيح للبرلمان الاجتماع في ظل ظروف مؤاتية" لانتخاب رئيس. ويقدم لودريان بذلك رؤية جديدة للحل تعتمد على التوافق على برنامج عمل الرئيس قبل انتخابه على وقع الانقسامات السياسية الحادة بين الأطراف اللبنانيين. وتأتي زيارة لودريان إلى بيروت إثر اجتماع حول لبنان عقده ممثلون للسعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر في الدوحة في 17 تموز/يوليو. وأوضحت الخارجية الفرنسية أن طرح لودريان "يحظى بدعم شركاء وأصدقاء لبنان الذين التقوا في الدوحة"، كما أنه لقي "انفتاحاً" من الأطراف اللبنانية. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه. ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب. ومنذ أشهر، تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية فيما يشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة من أجل تقديم دعم مالي يساعد لبنان على النهوض من مأزقه الاقتصادي المزمن. ويزيد الشغور الرئاسي الحالي في لبنان الوضع الاقتصادي سوءاً في بلاد تشهد منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850. والتقى لودريان خلال اليومين الماضيين مسؤولين أبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اجتمع معه مرتين، فضلاً عن قادة الأحزاب السياسية البارزة بينهم رئيس كتلة حزب الله النيابية محمّد رعد. وإثر تعيينه في السابع من حزيران/يونيو مبعوثاً خاصاً للبنان، للمساعدة في إيجاد حلّ "توافقي وفعّال" للأزمات اللبنانية المتتالية، زار لودريان لبنان للمرة الأولى خلال الشهر نفسه. وحذر حينها من أنّ "الوقت لا يعمل لصالح لبنان".
مشاركة :