"يا مروح بلدك".. الحنين لفلسطين بالموسيقى

  • 3/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وديع عواودة-حيفا يا مروّح بلدك عرض موسيقي نادر بتنظيم جمعية الثقافة العربية في حيفا داخل أراضي 48، يعيد أعمال فنانين كلاسيكيين من فلسطين، انطلقوا من إذاعاتها إلى الفضاء العربي، ويسهم في ترميم ذاكرة ووعي الفلسطينيين. وقدمت جوقة سراج ذلك العرض قبل أسبوع على منصة كأنها أستوديو إذاعة للتذكير بدور الإذاعات في تطوير الفن والغناء خاصة في فلسطين التاريخية. ويتوقع تنظيم ذلك العرض في مدن أخرى داخل الخط الأخضر مرة واحدة كل أسبوع، ولم يقرر المنظمون بعد موعدا لنهاية العروض. وطيلة ساعتين تغني الجوقة أمام مئات الحاضرين بقيادة الموسيقي سامر بشارة في أجواء بصرية وسمعية إذاعية، تأخذ الجمهور في رحلة إلى الماضي، ويتم ذلك من خلال أغان لملحنين فلسطينيين عرفهم الجمهور العربي بفضل إذاعتي هنا القدس والشّرق الأدنى اللتين بثتا من الخليل وجنين والقدس وحيفا حتى 1948. ورغم عدم احتلالهم مكانا بارزا في الذاكرة الفلسطينية والعربية، فإنهم كانوا لحد بعيد سبب شهرة أغان عربية بارزة، وأسهموا في إذاعة صيت بعض مطربين عرب لمعوا في منتصف القرن الفائت، أمثال فيروز، ووديع الصّافيّ، وفريد الأطرش. ويقول سامر بشارة للجزيرة نت إن العمل الجديد هو نتاج بحث طويل يشبه رحلة جبلية صعبة، ويشير إلى بحثه المنهك بين الكتب وأرشيفات الإذاعات التي تضمنت نسخًا غير أصلية من الأغاني التراثية. ويقسّم بشارة الأغاني القديمة إلى ثلاث مجموعات توزيعية: الأولى تم تقديمها كما لُحنت مع تصرف بسيط في أداء المغني. أما الثانية فهي أغان تقدّم بتوزيع مختلف جدًا، لكن المتلقي لا يشعر بالفرق بينها وبين الأصلية. وفي المجموعة الثالثة يعطي سامر بشارة نفسه الحرية المطلقة في التصرف في اللحن. ويوضح أديب دوحا -أحد مؤسسي جمعية سراج- أن الجمعية خشيت في البداية من رد فعل الجمهور، خاصة أن معظم الأغاني غير معروفة، لكن النتيجة كانت معاكسة؛ لأن الجمهور يحب العرض ورسالته الفنية، ويرجح أن كثيرين منهم قاموا بعده بالبحث عن الملحنين وقصصهم وتاريخهم وأغانيهم. وفعلا كان من بين هؤلاء الأديب حنّا أبو حنّا الذي يقول للجزيرة نت إن يا مروّح بلدك أغنية شعبية جميلة كانت رائجة جدا بفلسطين في أربعينيات القرن الماضي، وهي على نسق الأغنية الشعبية يا رايح عالشام. أبو حنا الذي عمل لمدة عام بإذاعة هنا القدس، (أقامها الانتداب البريطاني ردا دعائيا على الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936)، يوضح أن العرض أثار في داخله حنينا للماضي الجميل، منبها إلى أن الإذاعة المذكورة بثّت مختلف أنواع الأغاني وليست الوطنية فقط. ويتابع وقتها دعت سلطات الاحتلال المخاتير بالأرياف الفلسطينية وحثتهم على دعوة الجمهور لسماعها في دواوينهم في محاولة لإيصال رسائلها الدعائية، ومع ذلك كانت تبث الكثير من الأغاني والألحان التي شهدتها البلاد قبل النكبة. ويشدد الفنان نادر جلال على حيوية مثل هذه المبادرات الفنية التي ترمم الذاكرة باستعادة صفحات منيرة من قبل 1948، منوها إلى أن فلسطين شهدت قبل نكبتها نهضة موسيقية عربية كبيرة. ويدلل على ذلك بالإشارة إلى دور الموسيقيّ محمد غازي وزميله صبري شريف في مسيرة الموسيقى في لبنان وفي مدرسة الرحبانية بشكل خاص. وردا على سؤال الجزيرة نت، يوضح جلال أن الموسيقيين الفلسطينيين تركوا أثرا واضحا على مشهد الموسيقى العربية بعدما شكلت بلادهم نقطة جذب للموسيقيين العرب لموقعها الجغرافي بين سوريا ومصر، ولعرض إنتاجهم وتقديم حفلاتهم.

مشاركة :