موسكو – الوكالات: افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في سان بطرسبرج قمة روسية إفريقية، وتعهد تسليم الحبوب بشكل مجاني إلى ست دول أفريقية، وسط مخاوف لدى دول القارة أثارها تخلي موسكو عن اتفاقية أتاحت تصدير ملايين أطنان الحبوب الأوكرانية. وقال بوتين في خطاب افتتاح القمة إن موسكو ستكون قادرة على تسليم 50 ألف طن من الحبوب مجانا إلى ست دول منها زيمبابوي والصومال واريتريا، بالإضافة إلى ثلاث دول تقربت من روسيا في السنوات الاخيرة هي مالي وبوركينا فاسو وجمهورية افريقيا الوسطى. والأسبوع الماضي، تخلت موسكو عن اتفاقية تصدير الحبوب. وفي عام واحد، سمح هذا الاتّفاق بنقل زهاء 33 مليون طنّ من الحبوب من الموانئ الأوكرانيّة، ما ساعد على استقرار أسعار الغذاء العالميّة وتجنّب خطر حصول نقص. في خطابه أمس، برر بوتين هذا القرار مؤكدا أن الدول الغربية «عرقلت» تسليم الأسمدة والحبوب الروسية. وأضاف «لم يتم الوفاء بأي من شروط الاتفاقية» حول الحبوب والأسمدة الروسية. في سان بطرسبرغ، العاصمة الإمبراطورية الروسية السابقة، يُتوقع حضور وفود من 49 دولة إفريقية تضم 17 رئيس دولة خصوصا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، رغم «ضغوط غير مسبوقة» يمارسها الغربيون، وفقا للكرملين، لثني الأفارقة عن الحضور. وفي هذه النسخة الثانية من القمة، بعد نسخة أولى في العام 2019، يعقد بوتين محادثات ثنائية مع عدد من القادة، على أن يتولى الكلام في جلسة عامة. وقالت رئاسة جنوب إفريقيا في بيان الأربعاء، إن القادة سيناقشون مع بوتين إجراءات لإيجاد «ظروف مواتية لفتح طريق نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا». وسيتم أيضا التطرق إلى الوضع في النيجر بعد اعلان عسكريين انقلابيين عبر التلفزيون الوطني مساء الأربعاء الإطاحة بالرئيس المنتخب ديموقراطياً محمد بازوم، الذي يتولى السلطة منذ العام 2021. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه سيتم التطرق إلى هذه المسألة «بنشاط» على هامش القمة. وأضاف «سيتم على الأرجح مناقشة ذلك بطريقة ما خلال الأحداث المركزية للقمة التي ستعقد غدا. واليوم أيضا». ودعت وزارة الخارجية الروسية أمس إلى «حوار بناء وسلمي» في النيجر، وأملت في «الإفراج السريع» عن بازوم. وبعد مالي وبوركينا فاسو أصبحت النيجر (حليفة الدول الغربية حتى الآن) ثالث دولة في منطقة الساحل تشهد انقلاباً منذ العام 2020، فيما تقوّضها هجمات جماعات مرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة. وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس القادة الأفارقة على المطالبة بإجابات بشأن أزمة الحبوب التي أدخلت أفقر الدول في أزمة. وقال بلينكن عن القادة الأفارقة «إنهم يعرفون بالضبط من المسؤول عن الوضع الحالي». وأضاف خلال زيارة إلى نيوزيلندا «أتوقّع أن تسمع روسيا هذه الرسالة بوضوح من شركائها الأفارقة». في الأيّام الأخيرة حاولت روسيا طمأنة شركائها الأفارقة، قائلة إنّها تتفهّم «قلقهم» بشأن هذا الموضوع، مؤكّدة استعدادها لتصدير حبوبها «مجّانا» إلى البلدان التي هي في أمسّ الحاجة إليها.
مشاركة :