الرياضة ليست استثماراً فقط، ولا ترفيهاً فحسب، هي غير ذلك، هي مجموعة لاستقطابات كثيرة، تصبُّ في أكثر من خانة، وتفيد في كثير من متطلبات الدول، ولا تستكمل توجهات أي دولة دون مؤسسات وفرق رياضية على أعلى المستويات. ** فعن طريق الرياضة، وتحديداً كرة القدم يمكن للدول أن تكون في عيون الناس، يتابعون دوريّها ومبارياتها، وإلى ما هو غير ذلك عن هذه الدول، فالرياضة جاذبة ومحفزة للتعريف بما فشلت فيه وسائل الإعلام، وبأقل التكاليف مقارنةً بما ينفق على وسائل الإعلام، حتى وإن وصلت قيمة بعض اللاعبين إلى أرقام فلكية. ** واتجاه صندوق الاستثمارات العامة إلى شراء الأندية السعودية، ولاحقاً تخصيصها، ووضع أنظمة أكثر تطوراً لها، والبدء في استقطاب نجوم العالم لها، لم يأت من فراغ، وإنما جاء اعتماداً على دراسات وأبحاث وقراءات، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، واستكمالاً للهمة التي تقود بلادنا إلى القمة. ** ولا بأس من استثمار صندوق الاستثمارات العامة بلايين الريالات من أجل وضع الرياضة في المملكة من حيث المستوى والتأثير والمتابعة، كما هي الدوريات الأوروبية، وما فعله الصندوق هو ما تفعله الدول الأوروبية، وهو ما جعل مباريات بريطانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها موضع متابعة من كل سكان المعمورة. ** ومن يحسب قيمة أي لاعب يتم التعاقد معه لأحد الأندية بالثانية والدقيقة واليوم والشهر والسنة لا يدرك أن هؤلاء النجوم يعطون أكثر من القيمة التي تُدفع لهم، بينما يحسبها هؤلاء بكل سذاجة على أن في ذلك مبالغة، بينما هي قيمتهم السوقية الحقيقية إذا ما فكرت أنديتهم في بيعهم، مع زيادة يتطلبها الانتقال إلى بلد كالمملكة، وما يزيد على قيمته يكون لصالح النادي الذي تنازل عن لاعبه. ** فالرياضة وعن طريقها، وبتواجد هؤلاء النجوم، سوف تصبح المملكة واجهةً ومتابعة للرياضيين، للاستمتاع بالمستوى الرياضي المتطور في بلادنا، وسوف يتعرف المتابعون على التطور الهائل الذي تتميز به هذه البلاد، وبشكل أكثر مما فعلته وسائل الإعلام على مدى عقود كثيرة من الزمن. ** وغير الإعلام، سوف يتمتع كل من يحب الرياضة بمستويات عالية في كل المباريات التي تجري في المملكة، وسوف يلي ذلك تحسين العمل الإداري والمالي والفني بالأندية، وسنرى مع الوقت تطور النقل التلفزيوني للمباريات، ونوعية الحكام، والمدربين، وسوف يستفيد اللاعب السعودي باحتكاكه بلاعبين نجوم من مختلف دول العالم. ** وينبغي ألا يغيب عن الأذهان أن هذا العمل الجديد المؤسس لرياضة المستقبل، سوف يخلق فرصاً وظيفية كثيرة، ويؤسس لأكاديميات رياضية، مع زيادة الملاعب، والإكثار من تنظيم المباريات والبطولات الدولية، وتنشيط للحركة (السياحية) وتحسين للوضع الاقتصادي. ** فوائد كثيرة، تحققها هذه النقلة النوعية للرياضة السعودية، وما سوف ينفق عليها، إنما يصبُّ في أكثر من اتجاه، أهمها الفائدة الإعلامية التي تعرِّف بالمملكة، وأهميتها دينياً واقتصادياً، ودورها كوسيط معتدل في حل كثير من الخلافات بين الدول، وكذلك ما يتم إنجازه على أرض الواقع تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، وما إلى ذلك من الفوائد والمصالح والاستثمار الأرحب من الرياضة التي يعشقها الملايين من البشر.
مشاركة :