خطيب المسجد النبوي: الهجرة بداية قصة حضارة غيرت مجرى التاريخ

  • 7/28/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل ـ فريق التحرير: تحدث خطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي، في خطبة الجمعة اليوم عن شهر المحرم، مستهل العام ومفتتحه، ومشرق شمسه ومطلعه. وقال: حين نستهل العام الهجري بشهر الله المحرم، تعود بنا الذاكرة إلى حادثة غيرت بوصلة الحضارة وأدارت إليها وجه الزمان، ألا وهي حادث الهجرة النبوية الميمونة، التي خطت تلك الخطوات النبوية فخطّت قصة حضارة غيرت مجرى التاريخ. وأضاف، وكانت مقدمة له حينما أرخ المسلمون بها، وكأنما ما قبلها قد التحف بظلام الجاهلية أو غاب في تلافيف الزمان، فلا عجب أن يضطرب بها التاريخ وتتسارع أحداثه. ذكرى إحياء حادث الهجرة وقال: لقد أرخ المسلمون منذ ريعان عمر هذه الأمة وبواكير نشأتها فكان التاريخ بها من أسمى مفاخر هذه الأمة، وأسمى مظاهر تميزها عن سائر الأمم، لما فيه من إحياء لذكرى حادث هجرة نبيهم واعتزاز بهوية أمتهم وأصالتها، واتصال بجذورها الممتدة في تاريخ الإنسانية. وأشار خطيب المسجد النبوي إلى قصة التاريخ الهجري وقال، فإن الفاروق عمر رضي الله عنه حين شاور الصحابة، اتفقوا على أن يكون مبدأ التاريخ من عام الهجرة النبوية، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "ما عدوا من مبعث النبوة ولا من وفاته وما عدوا إلا من مقدمه المدينة". ابتداء العزم على الهجرة أضاف، وحادثة الهجرة وإن وقعت في شهر ربيع الأول إلا أنهم أرخوا بالمحرم ، لأن ابتداء العزم على الهجرة كانت في المحرم الذي يلي حادثة العقبة الثانية التي وقعت في أثناء ذي الحجة من السنة 13 للبعثة النبوية. وكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هو هلال المحرم ، وفي قول الله جل شأنه " لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه"، إشارة إلى صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر رضي الله عنهم أجمعين، وأضاف، ذلك أن عام الهجرة هو الحين الذي عز فيه الإسلام، وبثقت دوحته وارتفعت منارته، وأشرقت شمسه، وامتدت أطنابه، وعمت أنواره. لقد ابتدأ التاريخ بمقدمه صلى الله عليه وسلم، إلى هذه المدينة الميمونة والبقعة المباركة المصونة التي اختارها الله له من بين بقاع الدينا، مهاجرا ومستقرا ومقاما، حينما أطل عليها إطلالة الشمس من نافذة الأفق، ثم امتد ضياؤها بعد فبدد ظلام الوثنية". تعطرت بهجرته أوراقها وقال الشيخ الحذيفي: عن أنس بن مالك قال لما كان اليوم الذي دخل فيه النبي المدينة، أضاء منها كل شيء، ولما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، فتطوع بمقدمه مرحها، وتعطرت بهجرته أوراقها، حتى النسيم إذا سرى من ربعها يثني من الروض الغصون ويطرب. وقال، ثم إن هذا اليوم الأغر من هذا الشهر المحرم يوم عظيم من أيام الله، نجى الله فيه كليمه موسى وقومه، وأغرق فرعون ومن معه، وإن نبينا حين قدم المدينة وجدهم يصومونه وذلك من السنة التي تلي قدومه إلى المدينة، فصادف يوم عاشوراء بحسابهم اليوم الذي قدم فيه المصطفى. عن ابن عباس رضي الله عنهما، عندما جاء النبي إلى المدينة وجدهم يصومون يوم عاشوراء، فقال صلى الله عليه وسلم انا أولى بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه، قال ذلك لأن الدعوة واحدة وإن اختلفت ألسنة الرسل، والمقصد واحد وإن تعددت جهات السبل. صيام عاشوراء وأكد خطيب المسجد النبوي على أن في ذلك الموقف الاتفاقي في صيام يوم عاشوراء، إلماحة لطيفة للنبي بحسن العقبى، كما كان منتهى أمر موسى مع فرعون، إشارة خفية إلى صدق وعده جل وعلا، "إنا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". اقرأ أيضًا: خطيب المسجد الحرام: اللجوء إلى الله سبيل السعادة في الدارين (فيديو) https://twitter.com/sunnatvsa/status/1684868041417359361?s=20   The post خطيب المسجد النبوي: الهجرة بداية قصة حضارة غيرت مجرى التاريخ appeared first on صحيفة تواصل الالكترونية .

مشاركة :