بعث إعلان جيش العدل البلوشي الأخير عن تنفيذه لعملية عسكرية مطلع الأسبوع في منطقة سراوان بلوشستان المحتلة جنوب شرق إيران باستهدافه نقطة عسكرية للحرس الثوري بعث الاطمئنان في نفوس كثير من أبناء الشعب البلوشي، بعد مخاوفهم خلال الفترة الماضية من أن يطغى النشاط الدبلوماسي البارز مؤخراً على الحلول العسكرية. هذا الحراك دفع النشطاء البلوش في مواقع التواصل الاجتماعي للإشادة بالعملية العسكرية الأخيرة، والتي نجح فيها أفراد كتيبة الشهيد ضيائي رحمه الله في قتل عنصرين من عناصر الحرس الثوري وإصابة آخرين، مع التأكيد على أن خيار المقاومة المسلحة هي الورقة الأقوى تجاه اضطهاد العدو المتواصل لإخوانهم، وإن كان آخره ما رصدته منظمة العفو الدولية عن إعدام 694 معارضاً بلوشياً بتهمة الاتجار بالمخدرات! . من جهته أوضح لـ " سبق " ناصر بليدي البلوشي رئيس حزب الشعب البلوشي، أن النشاط الدبلوماسي للبلوش هو جزء لا يتجزأ من المقاومة ضد المحتل، إذ إنه مكمل للنشاط المسلح، بل وداعم له، مؤكداً أن علاقات حزبهم الوثيقة مع جماعات المقاومة في إيران، ساهمت في تزويدها بالمعلومات والتوجيهات السياسية التي كانت تفتقر إليها في الماضي. مما ساعد قوى المقاومة البلوشية المسلحة على زيادة أنشطتها في بلوشستان. وأشار إلى أن المقاومة البلوشية ببلوشستان لم تنل الدعم من المجتمع الدولي ولا من جيرانها بالشكل الكافي إلى الآن، رغم فهم دول المنطقة والمجتمع الدولي نية إيران الحقيقية في زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، ودعم أحقية الشعب البلوشي في تقرير مصيره والاستقلال فهو يعد مصلحة مشتركة لجميع الأطراف في سبيل منع الهيمنة الإيرانية على المنطقة . وأكد البلوشي نجاح حزبهم في تمثيل النضال الوطني البلوشي لأول مرة سواء في المحافل الوطنية والدولية، وبفضل جهود الحزب، أصبحت بلوشستان عضواً في منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة، ونجح على نحو متزايد في رفع الوعي في المحافل الدولية بما فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي حول قمع النظام الفاشي الحالي ضد البلوش . كما نجح حزبهم - حسب وصفه - في عرض قضية بلوشستان على البرلمان الدانمركي، البرلمان السويدي، البرلمان الإيطالي، البرلمان البريطاني، الألماني، الفرنسي، ومجلس الشيوخ والكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، مما ساهم في زيادة دعمها دولياً . يذكر أن إقليم بلوشستان المحتل من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية كالغاز والذهب والنفط، ويعد سكانه البلوش هم الأفقر والأكثر اضطهاداً في إيران، إذ يتعرض المعارضون البلوش وشيوخ الدين والشباب إلى الإعدامات والسجن، و يتم تنفيذ عمليات الإعدام الجماعية بالشوارع والقرى أمام الأهالي لبث الخوف مع تعليق المعدومين عبر الآليات الثقيلة، ويكمن أهمية استقلاله في إطلاله على مضيق هرمز المهم جداً في حركة الملاحة التجارية لدول الخليج العربي.
مشاركة :