48 تريليون دولار لردم الهوة بين العرض والطلب على الطاقة المتجددة

  • 3/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أشار تقرير بنك أبوظبي الوطني تمويل مستقبل الطاقة في نسخته الثانية إلى أن منطقة الشرق الأوسط تحظى بالمؤهلات الضرورية للارتقاء بقدراتها في قطاع الطاقة المتجددة. وقد اجتمعت العام الماضي العديد من العوامل الإيجابية التي ساهمت في تعزيز مسيرة نمو القطاع، ومنها دعم المؤسسات المالية عبر تأسيس شراكات مع أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص بهدف بناء اقتصاد أكثر كفاءة على صعيد استهلاك الطاقة. نوه التقرير بأن انخفاض أسعار النفط والتكلفة التنافسية لمصادر الطاقة المتجددة تشجع الحكومات على اللجوء إليها كوسيلة للتحوط ضد تقلبات أسعار الوقود الأحفوري. ويعتبر ذلك، إلى جانب التطلعات الحكومية طويلة الأجل لتعزيز استقلاليتها في مجال الطاقة وخفض البصمة الكربونية لاقتصاداتها، من أبرز الدوافع للانتقال إلى اعتماد الطاقة النظيفة. كما أكد التقرير ارتفاع معدلات الطلب على الطاقة المتجددة قياساً بالعرض، وذلك بالرغم من الظروف الاقتصادية الراهنة. وأشار بحث أجراه البنك العام الماضي إلى أن ردم الهوة بين العرض والطلب على الطاقة المتجددة يتطلب الاستثمار بقيمة 48 تريليون دولار على مدى الأعوام العشرين المقبلة، لا سيما في ضوء الدور المحوري الذي تلعبه مصادر الطاقة المتجددة في مزيج طاقة المستقبل. مقومات قوية وبهذه المناسبة، قال أليكس ثيرسبي، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الوطني: يتساءل الجميع اليوم عمّا إذا كان انخفاض أسعار النفط سيعيق مسيرة نمو مصادر الطاقة المتجددة. ونحن لا نعتقد ذلك بطبيعة الحال لأن هذه المصادر تتمتع بمقومات قوية وطويلة الأمد، وخصوصاً في هذه المنطقة الحيوية التي تربط بين الغرب والشرق. ويتجه المستهلكون اليوم لاعتماد مصادر الطاقة النظيفة كخيار مفضل لديهم، كما تسعى الحكومات إلى تغيير سياساتها بهدف الحد من البصمة الكربونية لاقتصاداتها وخفض دعمها لأسعار منتجات الوقود الأحفوري، لا سيما في ضوء تحسن تنافسية مصادر الطاقة المتجددة مقابل المصادر الهيدروكربونية، واعتماد تقنيات جديدة تدعم هذه التنافسية مثل بطاريات تخزين الطاقة النظيفة. وأضاف ثيرسبي: في ضوء هذه البيئة المستقرة الجديدة، يلعب المجتمع المالي دوراً كبيراً في تعزيز نمو القطاع. وبوصفنا أحد البنوك الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، فإننا ملتزمون بدفع عجلة هذا القطاع وتسريع وتيرة التحول إلى عالم الطاقة المتجددة الذي نحن بأمس الحاجة إليه اليوم. تدفقات رؤوس الأموال بدوره قال أكرم مارك ياسين، رئيس الخدمات المصرفية العالمية والرئيس المشارك للخدمات المصرفية العالمية للمؤسسات في بنك أبوظبي الوطني: يتواصل نمو الطلب العالمي على الطاقة المتجددة، وقد أشار البحث إلى وجود حاجة ماسة لاستثمار نحو 640 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة وفي آسيا. واستقطب قطاع الطاقة المتجددة في البلدان النامية خلال عام 2015 تدفقات أكبر من رؤوس الأموال مقارنة بالدول ال 30 الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ونعتقد أن منطقة الشرق الأوسط قد نجحت بدخول هذا السوق في الوقت المناسب. وأضاف ياسين: لا شك في أن مشاركة المؤسسات المالية في المنطقة ستكون بمثابة حافز لنمو مشاريع الطاقة المتجددة، ونحن بدورنا نسعى للعب دور فاعل في هذا القطاع عبر توظيف التمويل لتطوير ممارسات الأعمال والارتقاء بقطاع الطاقة. وفي هذا السياق، أعلن البنك مطلع العام الجاري عن التزامه بتوفير قروض واستثمارات وتسهيلات بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل المشاريع المستدامة بيئياً على مدى السنوات العشر المقبلة، ونعمل كذلك على مقترح طرح سندات خضراء بما يعزز مكانتنا الريادية في طليعة مؤسسات التمويل المعنية بالبيئة في المنطقة. وقام بنك أبوظبي الوطني بإطلاق هذا التقرير أمس ضمن أعمال منتدى الأسواق المالية العالمية بأبوظبي، وقد أعده بالتعاون مع جامعة كامبريدج وفريق الاستدامة والطاقة المتجددة في شركة برايس ووترهاوس كوبرز.

مشاركة :