يعترف الإعلامي طوني خليفة، بأنه في بداياته كان يسعى وراء الخبر السكوب على حساب ضيوفه النجوم. واليوم بعدما اختلف وضعه، أصبح يهزأ من نفسه وطريقة تصرفه في تلك الفترة التي كان يسعى فيها وراء الشهرة والنجومية، وإن لم يبد في هذا الحوار الذي أجريناه معه، ندماً على تلك الفترة. } ما بين الغياب والعودة، ما الجديد الذي تضيفه إلى مشوارك التلفزيوني؟ لا جديد بالمطلق، ولكنني أحمل توجهاً جديداً بعيداً عن كل شيء يتعلق بالفضائح والابتذال وقلة الأدب والتشهير التي طغت على نوعية برامج التوك شو، وكانت سبباً في غيابي. كثيرون لم يعودوا قادرين على التفريق بين الأصلي والتقليد، أصبحت في مكان لا يليق لا باسمي ولا بتاريخي ولا بمسيرتي. فكان الحل الوحيد أن أترك الجو للآخرين وأعود بإطلالة جديدة راقية تشبهني. } راقية أم متوحشة؟ ما قصدناه بوحش الشاشة صاحب الحدث خلال الأسبوع الذي نقدم فيه الحلقة، فارتبط اللقب باسمي وأنا سعيد بذلك. } يتهمك البعض بالتكرار وإن البرنامج لم يحمل جديداً؟ مع احترامي لكل الآراء، أقول إن الناس اعتادوا أن يأتي طوني خليفة بضيوف ليحرجهم ويفضحهم، فإن لم يفعل ذلك يخيب آمالهم، خصوصاً من الصحفيين الذين يبحثون في البرامج عن مادة دسمة من الشتائم لتستفيد أقلامهم. لذا من الطبيعي ألا يعجبهم البرنامج، وتلك شهادة بأنني نجحت في التغيير الذي أردته. } من الجديد إلى أم. تي. في، والعكس صحيح. هل هي محاولة بحث عن شيء مفقود أم محاولات منك لتعويم نجوميتك في لبنان؟ لست بحاجة لتعويم نجوميتي، فأنا أكثر الإعلاميين نجومية والمطلوبين في العالم العربي والأغلى سعراً، وتنقلي بين المحطات هو بحث عن الراحة.. ووحش الشاشة أراحني على الجديد، لذلك جئت إليها، وربما غداً أعود إلى أم.تي.في في برنامج آخر. } عندما انتقلت إلى أم.تي.في وصفت صورتها وتقنياتها ب الأفضل؟ لا زلت عند كلامي، وإطلالتي عبر شاشتها العام الفائت كانت أفضل مئة مرة من إطلالتي اليوم على الجديد حيث أجد على شاشتها راحة أكبر، وهذا ما كنت أبحث عنه. وربما غداً أطل من شاشة أخرى قد تكون المنار. أجهل ما قد أقدم عليه في المستقبل. } المنار؟ أليست حظوظك قليلة؟ لا أظن ذلك. البرامج السياسية والدينية التي قدمتها في مصر تسمح لي بتقديم برامج ممثلة عبر شاشة المنار. لم أعد أقبل بأن أُسجن في قمقم كما حصل معي في المؤسسة اللبنانية للإرسال طوال سبعة عشر عاماً، وعندما خطر ببالهم أن يستغنوا عن خدماتي تحججوا بأنهم يبحثون عن دم جديد. } حكايتك مع lbc لم تنته بعد؟ بالتأكيد. لقد استطعت أن أثبت لهم بأنني مواكب للعصر بعدما حصدت أكبر نسبة مشاهدة ونجاح بين مقدمي البرامج. أقول ذلك لأن بعض المقدمين الناجحين أمثال طوني بارود ما زالوا أسرى هذه الشاشة وهذا شيء لا يحسدون عليه. } تكاد تقول إن طوني بارود مجحف بحق نفسه؟ لكل إنسان ظروفه. عندما تحملت السجن في هذه المؤسسة سبعة عشر عاماً، كان لي ظروفي، وعندما سمحت لي الفرصة بالخروج لم أتوان عن ذلك. اليوم إذا وجدت العرض الذي يرضيني في lbc أعود إليها إنما بعيداً عن الاحتكار. لذا لا أوقع عقداً يزيد على عام واحد يتجدد برضا الطرفين كل عام. علمتني التجارب عدم تسليم رقبتي لأحد. } تكرر القول إنك أغلى الإعلاميين أجراً. هل هي محاولة لتسويق ذاتك؟ أبداً.. السلعة الغالية تستحق ثمنها. عندما أتقاضى أجراً عالياً، فهذا ليس منة من أحد، بل لأنني أستحقه، ولأنني أُقدم مادة دسمة. يحق لي التباهي بنفسي وبالمكانة التي وصلت إليها، وطالما حلمت بالوصول إليها. } مصر طمعتك؟ أبداً. بل عززت ثقتي بنفسي وأعطتني ما لم يعطني إياه أحد، وما لم أحصل عليه في بلدي من الحب والاحترام والتقدير. يجب الإقرار أن اختياري لتقديم توك شو سياسي في لبنان يكاد يكون مستحيلاً، بفعل المحسوبيات التي تسيطر على الفضائيات، في حين قدمت في مصر أهم برنامج سياسي - ديني وحصلت من خلاله على جوائز عدة ومن أعلى المستويات. } تتحدث عن الشللية وهي موجودة في مصر أيضاً؟ كانت موجودة عندما كانت المحطات قليلة. اليوم المحطات بالعشرات، والثورة كسرت كل التابوهات. } ولكنك حوربت أيضاً في مصر؟ ليس إلى الحد الذي حوربت فيه في لبنان. في مصر لعب الحظ لعبته معي بعد تقديمي برنامجين شكل تقديمهما مخاطرة بالنسبة لي واستطعت إثبات كفاءتي من خلالهما. بينما في لبنان ناضلت وأثبت نجاحاً، ومع ذلك لم أستطع أن أحصل على ما أُريد، لأن التعامل كان ديكتاتورياً وبنظرة دونية، ولمصالح خاصة.. } لكن مصر استوعبت أكثر من إعلامي لبناني؟ هذا صحيح. ما يعني أن مصر تستمر حاضنة العرب أجمعين. } ماذا عن عودتك في لجنة تحكيم برنامج مذيع العرب في مارس/ آذار المقبل؟ بصراحة لم أتبلغ شيئاً عن هذه العودة، سوى ما ذكرته وسائل الإعلام. عندما يتم الاتصال بي يمكن الحديث عن مفاوضات حول تحفظاتي على أمور كثيرة طلبت تعديلها في الموسم الأول.. فإن لم يحصل ذلك أعتذر بكل صراحة. } وإذا تم التعديل، هل أنت قادر على الجمع بين برنامجين في لبنان وآخر في مصر؟ هذا ليس جديداً علي. سبق وجمعت بين ثلاثة برامج العام الفائت. الأهم بنظري التعديلات التي طلبتها. } ما هو البرنامج الجديد الذي ستطل عبره من القاهرة؟ برنامج اجتماعي جداً، ابتعدت فيه عن السياسة، لأن الظروف الحالية الدقيقة التي تمر فيها مصر لا تحتمل كثيراً البرامج السياسية. عموماً لا يمكن القول إن البرنامج جديد من نوعه، لأن كل الأفكار باتت متشابهة اليوم، وما يفرق بينها طريقة المعالجة. } بالعودة إلى وحش الشاشة هل من المسموح أن تنصب نفسك قاضياً تحكم على غيرك، وتبيح لنفسك انتقاد الآخرين فيه؟ أتابع الأحداث ولا أنتقد. ليس في الموضوع محاكمة، إنما دفاع عن الحق والديمقراطية. } انتقدت أموراً أنت نفسك فعلتها؟ أنا انتقدت نفسي قبل الآخرين، وقلت كم كنا سخفاء حين كنا نحاول عمل سكوبات على ظهر الناس. } هل أنت نادم على هذه الفترة؟ ليس ندماً، أعتبر أنني مررت بهذه التجربة لأنني كنت أتطلع إلى النجومية والنجاح. } كنت تبحث عن الشهرة والنجومية، فهل اكتفيت منها اليوم؟ كنا نبحث عن الخبر الضارب اعتباراً من أنه يحقق نجوميتنا. اليوم النجومية أمر مختلف تماماً ولا علاقة لها بالولدنات التي كنا نقوم بها. النجومية في انتزاع المعلومة وطريقة الحوار وطرح الموضوع وإظهار الحقائق. } لا يزال وجع الناس همك؟ طبعاً، إنما لا أُتاجر بوجعهم.
مشاركة :