اختارت جامعة أكسفورد ثلاثة أبيات من قصيدة «الإبداع الخالد» بديوان «أغنيات الفيافي» للشاعر عبدالعزيز البابطين، لتُنقش على لوحة خشبية معلَّقة في قاعة الأساتذة بكلية الدراسات الشرقية- قسم العلوم الإنسانية بالجامعة الإنكليزية العريقة. احتفاءً بالشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، وتقديراً لمشاريعه الرائدة في المجالات الثقافية في الشعر والأدب واللغة العربية على المستويين العربي والدولي، اختارت جامعة أكسفورد ثلاثة أبيات من قصيدة «الإبداع الخالد» في ديوانه الثالث «أغنيات الفيافي»، لتُنقش بخط عربي سلس على لوحة خشبية أنيقة معلَّقة في صدر قاعة الأساتذة بكلية الدراسات الشرقية- قسم العلوم الإنسانية بالجامعة الإنكليزية العريقة، حيث تقع عليها عين كل من يدخل القاعة، بما يشعر معه الطلاب والأساتذة والزائرون العرب، خصوصاً الكويتيين، بمزيج من مشاعر الألفة والسعادة والاعتزاز بالشعر العربي، وما يحمله عبر العصور من قيم إنسانية رفيعة، تتجسد في إبداع الشاعر عبدالعزيز البابطين، الذي يمثل تصويراً صادقاً لحياته ومواقفه وآرائه ومبادئه، إذ يقول في هذه الأبيات: خَلِّدْ سِجلَّكَ فالبَقاءُ قليلُ إنَّ الزَّمانَ - بعمرهِ - لطويلُ واسكُبْ عطاءكَ للجميع فإنَّهُ يبقى العطاءُ وغيرُهُ سَيزولُ واعلَمْ بأنَّ المَرْءَ يَفَقِدُ قَدْرُهُ إنْ عاشَ بين النَّاسِ وهْوَ بخيلُ واختيار هذه الأبيات يعكس وعي جامعة أكسفورد بقيمة الرسالة التي يدعو إليها الشاعر عبدالعزيز البابطين في شعره، والتي نجح في تحقيقها عملياً من خلال المنجز الذي قدَّمه على مدى رحلة طويلة من العطاء الثقافي في مجالات متعددة. وعلى مقربة من هذه الأبيات المعلَّقة على جدران جامعة أكسفورد تقع شجرة السلام التي غرسها الشاعر عبدالعزيز البابطين بحديقة الجامعة في 2 يونيو 2016، وكُتِبَ عليها باللغتين العربية والإنكليزية: «إهداء من الشعب الكويتي لهذا الصرح العلمي، تعبيراً عن استمرار المودة والتقدير». جدير بالذكر، أن هذا الاحتفاء ليس هو التكريم الأول الذي تمنحه جامعة أكسفورد للشاعر عبدالعزيز البابطين، فقد سبق أن أطلقت الجامعة اسمه على كرسي اللغة العربية الأقدم في إنكلترا «أستاذية لوديان»، الذي أسسه وليم لود رئيس جامعة أكسفورد عام 1636 آنذاك. وتُعد «أستاذية لوديان» للغة العربية من أهم وأقدم الكراسي التي أتاحت للغة العربية الوصول إلى جامعة أكسفورد العريقة، حيث بدئ بتطبيق الفكرة عام 1636 حين رأى وليام لود أن لا وجود للغة العربية في الجامعة، فطلب من صديق له كان ممثلاً دينياً لبريطانيا في حلب بسورية أن يتعمق بدراسة اللغة العربية وآدابها حتى يعود ليتولى المنصب، وتم ذلك، وأصبح الكرسي بداية من 15 سبتمبر 2016 يحمل اسم «كرسي عبدالعزيز سعود البابطين لوديان للغة العربية». ويأتي تكريم شخصية ثقافية كويتية بقيمة وقامة الشاعر عبدالعزيز البابطين تأكيداً لعطاءاته الواسعة في خدمة اللغة العربية والشعر العربي العابرة لحدود الكويت إلى بقاع الوطن العربي والخارجي، ويُعد تكريماً للعطاء الكويتي الحضاري والثقافي والإنساني.
مشاركة :