معايير اختيار شريك الحياة

  • 7/28/2023
  • 14:10
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

‏الأسرة هي نواة المجتمع، وهذه النواة لا تتكون وتنمو وتترع وتُفرع أغصانًا يانعة وثمارًا نافعة إلا بقيام رباط قوي ومتين بين رجل وامرأة، وهو يعرف بالعلاقة الزواجية، وهذه العلاقة هي من أقوى وأهم العلاقات الانسانية على وجه الأرض، ويتم هذا الرباط وفق اسس ثابتة: ‏الاول، العرف ويتم من خلال العقل الجمعي وتمثله منطلقات دينية وقانونية وثقافية. ‏ -البيولوجي، وهو لغرض إشباع الغريزة الإنسانية التي اودعها الله سبحانه وتعالى بالانسان لغرض استمرار النوع البشري والحياة وعمارة الأرض وبنائها. والله سبحانة وتعالى حين خلق البشر أراد لهم الخيرية في كل شؤونهم واحوالهم، فحين أخبر سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَحْمَةً )، فهي دلالة وتوجيه لعباده في كيفية اختيار حياتهم، فالحجة قائمة على كل إنسان ذي عقل من ذكر وأنثى، والعمل وفق هذا التوجية الرباني لتحقيق الحياة التي أرادها الله للإنسان بقيمتها ومعناها الحقيقي، وذلك باختيار شريك حياته وفق قواعد وأسس واضحة تحقق نوع الحياة التي أرادها الله له.. حياة تسودها المودة والرحمة، وهو ما نطلق علية التوافق الزواجي ونعني به «الميل النفسي المعبر عن المحبة والود والاتفاق والعلاقة الصحية السليمة، والتي تمتد لبقية أفراد الأسرة». وأهم مظاهرها، التواصل المباشر والمستمر بين الزوجين وتقبل بعضهما البعض، والاتزان العاطفي والانفعالي في علاقتهما، وتقبل كل منهما سلوكيات الآخر تجاهه، واشباع الحاجات بحب ورضا، والقيام بواجبات كل منهما تجاه الآخر. أما عدم التوافق فهو عدم تقبل بعضهما البعض، وعدم القدرة على التفاهم والمشاركة في مختلف جوانب الحياة ومواجهة مشكلاتهم الشخصية ووضع الحلول المناسبة لها. ‏وحتى نصل للتوافق المطلوب للحياة الزوجية وفق ما اراد الله للإنسان من حياة تسودها السكنى والمودة والرحمة، لا بد أن يتم اختيار شريك الحياة وفق معايير علمية مبنية على دراسات وبحوث وتجارب نفسية واجتماعية، ونذكر من هذه المعايير: ‏١-الوعي الكامل بمفهوم الزواج والغاية منه. ‏٢-معرفة كل شريك بنفسة وذاته وخصائصه النفسية واحتياجاته وميوله ورغباته، كما عليهما معرفة وتحديد ماذا يريد كل منهما من شريكه، وأيضًا معرفة متطلبات و احتياجات حياتهما على مدار عشرين سنة قادمة. ‏٣- المعرفة والدراسة الكافية لشريك الحياة ميوله ورغباته واتجاهاته ووضعه الاجتماعي ومستواه الثقافي، بما يضمن تحقق التوافق والانسجام المطلوب. ‏٤- تفعيل النظرة الشرعية عند اختيار الشريك، على أن تكون وفق أسس وضوابط تحقق هدفها والغاية منها. ‏والوعي بأهمية هذه المعايير واختيار شريك الحياة بناء عليها هو حجر الأساس الذي يضمن بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، حياة زوجية صحية تتمتع بأقصى درجات التواصل الفكري والوجداني والعاطفي والجنسي.. حياة خالية من المشكلات المعيقة لجمال الحياةوجودتها، تتسم بأقصى قدر من السعادة والرضا ،ولقد كشفت الدراسات النفسية أن اختيار شريك الحياة وفق معايير واضحة ومحددة تلعب دورًا هامًا في نجاح الحياة الزوجية وتحقيق أقصى درجات التوافق واستمرار الحياة. ‏ومن هذه النظريات النفسية التي وظفت لتحديد معايير اختيار شريك الحياة: ‏١-نظرية التجانس، ترتكز هذه النظرية على فكرة أن الارتباط يتم وفق درجه التجانس والتشابه بين الزوجين في الخصائص الاجتماعية العامة والسمات الجسمية والنفسية، ‏٢ - نظرية المعايير، تفسر هذه النظرية المعايير التي يحددها المجتمع من حيث السن والمستوى الاقتصادي والدين والتعليم والمكانة الاجتماعية. ‏٣-نظرية التوافق الزواجي: ويمثل التوافق الزواجي المظهر السلوكي الظاهري للشخصية، حيث تقوم الحياة الزوجية على التعاون والتضحية والقبول من قبل الزوجين. ‏٤-نظرية تكامل الحاجات: تركز هذه النظرية على وجود احتياجات تحدد عملية الاختيار الزواجي، هذه الاحتياجات لا تركز على تشابه الشريك في الخصائص، ولكنها تركز على مدى توفر خصائص في الشريك تشبع حاجات معينة لديه، ‏وبناء عليه وحتى نصنع لبنات صحية تسعد نفسها وتخدم مجتمعها نحتاج الي تكثيف التوعية من خلال البرامج التدريبة ووسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي باهمية كيفية اختيار شريك الحياة والمعايير ودورها في بناء شركات زواجية صحية وناجحة، وايضا التوعية بأهمية معرفة النفس من كافة جوانبها ميولها اتحاهاتها حاجاتها من خلال عمل بعض الاختبارات النفسيةوالشخصية.

مشاركة :