رابية الزي: الملابس المحتشمة لا تخالف الموضة

  • 3/4/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حملت رسالتها الكثير من الحب، فوصلت إلى جميع أرجاء العالم، وقدمت على منصات نيويورك وغيرها الكثير من العواصم الأجنبية، تصاميمها المستوحاة من التراث الإماراتي والخليجي عموماً، لكن بروح معاصرة تجعله مختلفاً وغريباً حد الجاذبية، لدرجة تثير فضول النساء عموماً، بغض النظر عن موقعهن الجغرافي، أو الثقافي، وبهذا استطاعت حقاً أن توصل فنها من خلال الأزياء التي حملت لمستها الإبداعية الخاصة، إنها المصممة الإماراتية، رابية الزي، التي تتحدث عن مسيرتها في هذا الحوار. } ما القطعة التي شاركت بها في معرض سوارفسكي للأزياء؟ - شاركت بتصميم لمخورة تتألق بكريستالات سوارفسكي. }لماذا المخورة بالذات؟ - لاحظت أن هذا الزي الجميل بدأ يختفي من حياتنا، لهذا قررت أن أعمل على إعادة تقديمها بشكل عصري، مع مراعاة الحفاظ على الملامح الأساسية لها، فزدت عليها الكثير من التفاصيل والمواصفات التي تجعل منها لباساً عصرياً مميزاً وجذاباً وملفتاً للنظر. } كيف تعرفين بالمخورة في الخارج؟ - أخبرهم أنها زي قديم، كانت ترتديه النسوة في الخليج، ويتم ارتداؤه في المنزل عادة، وأيضاً في الأعياد والمناسبات، وتتميز بالتطريز على الصدر بطريقة خاصة، أما عن طريقتي، فأفضل تقديمها لهم بطريقة معاصرة تجمع ما بين الملامح التراثية الأصيلة لها، وآخر صيحات الموضة من ألوان وأقمشة، فتبدو أقرب إلى عمل فني وزي معاصر مريح في الوقت نفسه. } كيف راودتك فكرة التركيز على المخورة، وكيف كانت البداية؟ - البداية كانت مع أحداث 11 سبتمبر، كنت حينها أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وتأثرت بما حدث، وبالصورة السلبية التي انتشرت عن العرب والمسلمين عموماً، ولهذا قررت أن أعمل على تصحيح الصورة من موقعي، واخترت تقديم أزيائنا التي تمثلنا بطريقة عصرية، تعكس مدى ارتباطنا بالحضارة والموضة، ومن وقتها بدأت أعمل على إيصال هذه الرسالة التي آمنت بها، وأردت من خلالها أن أوضح الصورة للعالم الغربي، بطريقة فنية تسعى لتقارب المفاهيم والثقافات، وتعبر عنا كشعوب عصرية تواكب الحضارة، لا كما يعتقد الكثيرون في الغرب، ولهذا أركز أثناء تصميمي لهذه الأزياء على أن تكون مناسبة، لا للمرأة العربية فقط، بل أن تجذب المرأة الأجنبية أيضاً لترتديها. } ما الأزياء التي تصممينها عادة؟ - الشيلة والعباية، والأزياء الإماراتية التقليدية، وبالعموم أركز على تصميم الأزياء المحتشمة بطريقة عصرية، بحيث أجمع ما بين الجمال والتميز والاحتشام. } ما أهم المعارض التي قمتِ بها؟ - في الحقيقة لم أكن أتوقع أن أحصل على الشهرة العالمية التي حظيت بها خلال وقت قصير من بدء تصميم هذه الأزياء، فصارت تطلب مني التصاميم من بلدان لم أكن أنتظرها، فقمت بتقديم عروض للأزياء في نيويورك، وفي لندن وفي مختلف بلدان العالم، وأعتقد أنني استطعت أن أحقق النجاح أكثر ما كنت أتوقع، حتى إن بعض الجهات بدأت تطلبني لأحاضر عندها، ومنها برنامج المتحدثين تيد، وجامعة كولومبيا. } ما سر وصولك السريع، وقدرتك على إيصال رسالتك للعالم أجمع؟ - عندما تؤمن بشيء، بفكرة، أو رسالة، وتحملها بطريقة مسالمة وهادئة ومثقفة، وقتها فقط تستطيع أن تجعل الآخرين ينتبهون إلى ما تود قوله، ويتأثرون بالفكرة التي تدور برأسك، وهذا ما حصل معي، فقد آمنت جداً بالرسالة التي كنت أحملها، وأرغب في إيصالها إلى العالم، حتى كانت تجعلني أعيش حالة من الشغف بالعمل، فلا أشعر بالجهد الذي كنت أبذله، خاصة وأنا أرى تأثر الآخرين وإعجابهم بأزيائي، التي تحمل هويتنا الأصيلة، العصرية، والمثقفة، وكنت مقتنعة تماماً بما أقوم به، ومصّرة جداً على إيصال أفكاري. } حدثينا عن مجموعتك الأخيرة. - حضرت للموسم الحالي حوالي مئة تصميم، معظمها تحمل الطابع الغربي، ولكن بطريقة محتشمة، وبينهم طبعاً عدد من العبايات، والأزياء التقليدية العربية، ويغلب اللونان الأبيض والأسود على هذه المجموعة، تبعاً للموضة السائدة هذا الموسم. }هل تخبريننا عن التفاصيل واللمسات الخاصة بكِ، التي قمت باستخدامها في هذه التصاميم؟ - اعتمدت في الكثير من التصاميم على قطع الكريستال بأشكالها وأنواعها المتعددة، والأهم أنني أهتم كثيراً بالبحث عن الأقمشة التي سوف ترتدي أفكاري، بحيث تكون مطابقة للصورة التي رسمتها في ذهني، ومن خلال بحثي استطعت الوصول إلى نوع من القماش الإسباني الذي يتمتع بتقنية جديدة لإبعاد الحرّ، وهي مكونة من القطن بنسبة كبيرة، وقمت بتطبيق هذه التقنية حتى على العبايات والشيلات، وأعتقد أنها سوف تكون مناسبة لأجواء الإمارات والخليج العربي عموماً. } من أي شيء تستوحين تصاميمك؟ - من كل ما هو حولي، من السيدات اللاتي يطلبن مني أن أصمم لهن، ومن الخطّاط العالمي بيتر غولد، الحاصل على جائزة إيمي مؤخراً، حيث تأثرت بأعماله الفنية الأخيرة، وبالعموم يمكننا القول إن الإيحاء عبارة عن مجموعة من المشاعر التي تتحول إلى صور وتصاميم جميلة في عقل المصمم. } قدمتِ تصاميم تقوم على الخط العربي، أخبرينا عنها؟ - اعتمدت في بعض التصاميم على الحروف، وعلى الخط الخاص بالفنان بيتر غولد، لكن لم أكن أرغب أن أكوّن كلمات، بل كنت أرغب بأن تكون هذه الحروف حرة، ضبابية بلا معنى، إلى الفن والجمال، وقمت بطباعتها على الأقمشة بطريقة فنية خاصة. } ما خططكِ الحالية في الإمارات؟ - أعمل حالياً على افتتاح محل لي في الإمارات، في مدينة جميرا بدبي، وسوف أعرض فيه مجموعتي الأخيرة أولاً، وبعدها سوف أنتقل لافتتاح فروع في عدة بلدان عربية، وبعدها في لندن، وفي غيرها من العواصم الأجنبية. } بعد الوصول إلى العالمية، إلى ماذا تتطلعين اليوم؟ - لم أوجه طموحاتي يوماً حسب رغباتي الشخصية، بل كنت أركز دوماً على رسالتي بالدرجة الأولى، لأوضح أن الأزياء العربية والإسلامية المحتشمة، تتبع الموضة أيضاً، ونحن لسنا بعيدين عنكم، أو مختلفين عنكم حضارياً، وأعتقد أنني كنت من أوائل المصممين عالمياً، الذين اهتموا بتقديم الأزياء المحتشمة والعصرية في الوقت نفسه، وأسعى اليوم إلى أن أكمل رسالتي، وأستمر في تقديم أفكار جديدة ومبتكرة للنساء اللاتي يحببن أزيائي حول العالم.

مشاركة :