يشكّل اللاعب الأجنبي في أي فريق إضافة فنية يتم انتدابها، لصناعة الفارق والمساهمة في تعزيز القوة التي من شأنها الوصول بالأداء إلى أعلى المستويات والمراكز. في دوري «جميل» تباينت الاختيارات بين فريق وآخر، جاء على إثرها التباين كذلك في مستويات اللاعبين الأجانب الذين تم استقطابهم، منهم من صعد برتم فريقه وملأ المساحة الفارغة بكل تمكن، والبعض قدّم المستوى العادي ولم يشكل الفارق، بل إن لاعبين أتوا ليتحولوا مع سير المباريات إلى عالة على فرقهم. الهلال هابط بالضغط رباعي الزعيم جاء «فتّاكا» في بداية الموسم، حيث شكّل ثنائي الدفاع ديغاو وكواك حصنا منيعا، زاد من ألقه توهج المهاجمين إدوارد وألميدا، لكن شاب ذلك التميز تحولا سلبيا، خاصة مع الدور الثاني الذي شهد هبوطا لمستوى أجانب الهلال، وبالتحديد البرازيلي ديغاو والكوري كواك حيث جاءت نتائج الهلال السيئة عبر ممرهما، فيما فقد بريق إدوارد شيئا من لمعانه والأمر نفسه ينطبق على ألميدا المتذبذب في مستواه بين مباراة وأخرى. مدرب الفريق دونيس عزا الهبوط إلى الضعط الكبير في المباريات التي يخوضها الفريق، وكذلك الإصابات التي أبعدت البرازيلي ديغاو. الأهلي يبحث عن السومة جاءت التوقعات حاملة التفاؤل والرضا في قلوب الأهلاويين، ففريقهم أبقى على مركزي الثقل والمتمثل بالهداف السوري عمر السومة والظهير العصري المصري محمد عبدالشافي، إضافة للانتدابين الجديدين اليوناني فيتفا والسويدي بهوي والتي أكدت المشاهدات التي سبقت توقيعهما أنهما البديلان الجيدان لتعاقدات سابقة فشلت مع الفريق. باستثناء «شيفو» الذي أبعدته الإصابة فشكلت تغييرا جدريا في صورة الفرقة الخضراء، سبقتها مستويات مخيبة للثلاثي الآخر، فالسومة لم يعد هداف الموسم الماضي الذي يراهن، وضرِب بهبوط حاد لا زال يعاني منه، فيما السويدي بهوي لم يقدم ما يذكر ويوازي سمعة سبقته، فجاء البديل مع الدور الثاني البرازيلي ماركينهو، الذي لم يقدم هو الآخر حتى الآن الصورة التي ينتظرها الأهلاويون، ويبقى اليوناني فيتفا المتصاعد من بين اللاعبين، ففي البداية تأكد أنه سيسير على نهج الصفقات الفاشلة، خصوصا أنه لم يشارك مع الفريق إلا ما نسبته 10 % من مجموع المباريات في ظل الإصابة التي لازمته، لكن مع بداية الدور الثاني ظهر اللاعب بثوب جديد، ولا زال يقدم الأفضل من بين أجانب الفريق. الاتحاد صاعد بالثلاثة تصاعد ملحوظ ظهر به محترفو الاتحاد الأجانب، فهداف الدوري هو مهاجم الفريق الفنزويلي ريفاس، والمحرك الفعال للفريق هو لاعب الوسط الروماني سان مارتن الذي كانت بدايته متوسطة المفعول، لكنه في آخر المباريات أثبت للاتحاديين جدارته بأن يكون أحد الانتدابات المميزة في التشكيلة الصفراء، أما الغاني مونتاري الذي جاء كأكبر الصفقات مكانة، كانت بدايته خجولة ولم تشبع الاتحاديين، حتى بات مهددا بالرحيل، لكن مع الدور الثاني أبى الأسمر إلا وأن يحافظ على إرثه العالمي ليراجع حساباته، ويقدم المستوى الحقيقي الذي عرف به نجم «الكالتشيو» السابق، وهناك الاسترالي ترويسي الذي حال الاتفاق بينه وبين الاتحاديين في الاستمرار، بالرغم من أنه لم يكن بذلك السوء، وعلى الرغم من أن العميد يخوض تحدياته محليا وقاريا دون أجنبي رابع، إلا أن المتواجدين يؤدون المهمة دون شعور بالنقص. رباعي التعاون سكري الحصان الرابح في دوري جميل هذا الموسم، والذي كان محترفوه الأجانب علامة الجودة، خاصة قائد خط الوسط السوري جهاد الحسين الذي يعد القلب النابض ورمانة الفريق نظير ما يقدمه من مستويات لاقت إعجاب الجميع وأجبرت الإدارة التعاونية على التجديد قبل محاولات خطفه، إضافة إلى هداف التعاون الكاميروني إيفولو القوة الضاربة في خط الهجوم، ويعزز تفوق السكري الثبات في أداء البرازيلي ساندرو والبرتغالي ماكادو. هذه العوامل برفقة باقي النجوم جعلت من التعاون حديث الشارع الرياضي وأحد فرسان المراكز الأولى هذا الموسم، من خلال النتائج التي يقدمها بالتغلب على المتصدر وإيقاع الوصيف في فخ التعادل، واللوحة الجميلة بريشة البرتغالي جوميز. الشباب غير بالجبال يبقى لاعب وسط الشباب النجم البرازيلي رافينها أحد أهم الأسماء في الفريق العاصمي، حيث يشكل بمفردة ثقلا كبيرا على الفريق المنافس، ما أخرج الفريق في عديد المباريات إلى بر الأمان، بينما ظهر الأرجوياني أرسميندي بمستويات متفاوتة، وكان الانتداب الشتوي بفارياس غير كاف للحكم عليه، والأمر نفسه على الجزائري بن يطو، وإن كان الأخير قد ظهر بصورة أكثر فاعلية، مع الخطة التي أعدها مدرب الفريق التونسي فتحي الجبال الذي كان حضوره هو الآخر في منتصف الموسم. الفيصلي يكمّل بعضه رباعي الفريق العنابي يكمل بعضه بالمستوى المميز، فأجانب الفريق يقدمون ما يفوق إمكاناتهم، بدءا من الدفاع الذي يتواجد به التوغولي اورواكوريكو، إضافة إلى محرك الوسط الغيني بالبوا، والمهاجمين البرازيلي أدريانو والبرتغالي كامارا، وبالرغم من بعض نتائج الفيصلي غير المرضية، إلا أن محترفيه الأجانب يقدمون المستوى المنتظر منهم. العالمي بانتظار نصر بطل الدوري لموسمين متتالين، هذا بحد ذاته مؤشر تحفيز، ليظهر النصر بصورة غير الهزيلة والغريبة التي يعانيها العالمي من بداية الموسم، والتي أبعدته كثيرا عن مستواه. ويقع على عاتق الأجانب الحمل الكبير، نظير ما يقدموه من مستويات لا ترضي مدرج الشمس، فالبحريني محمد حسين يقبع في كراسي البدلاء بعد الإشكالات التي واجهها الخط الخلفي مع هبوط مستواه، فيما لم يظهر البرازيلي ماركينهوس الإمكانات المنتظرة منه لفارق المدة، إذ لم يخض مع النصر سوى خمس مباريات منذ إعادته في الدور الثاني من الدوري، ولا يزال الغاني مايغا تائها يبحث عن نفسه وتميزه إذ يقدم الجيد في مباراة ويغيب في تاليتها ومن 12 مباراة خاضها لم يسجل سوى هدفين، ويبقى البولندي أدريان الأفضل بين الأسماء وإن لم يكن بذلك التميز الذي ظهر عليه الموسم الماضي وكان فيه أحد أبرز مسببات حصد النصر للقب الدوري. الفتح متخصص «إحراج» منذ قدومه، ظل البرازيلي إلتون خوزيه الرقم الثابت في الفريق الفتحاوي خاصة، والدوري السعودي على وجه العموم، ويعتبر العقل المفكر للنموذجي، ما يظهر الفرقة الزرقاء بأداء يحرج حتى صفوة المنافسين، إضافة إلى لاعب الوسط العاجي جبالا والمدافع العراقي سلام شاكر، وأخيرا انتداب الشتاء المهاجم الفنزويلي فالكون خيمينيز، الذي يقدم منذ حضوره ما يؤكد أنه سيكون محل ثقة الفتحاويين، وعلى الرغم من أن الفريق يأتي في المركز الثامن، لكن أجانبه أثبتوا أنهم من أفضل الخيارات. نجران غيّر العنوان أفضل من استغل فترة التعاقدات الشتوية والتوقف، من خلال التعاقد مع «عدّة» برازيلية بدءا بالمدرب إنجوس الذي اختار بثقة أربعة من أبناء جلدته، لقراءة أفكاره وبلورتها على أرض الملعب وهو ما حدث فعلا، حيث استطاعت الخلطة البرازيلية المكونة من المدافع ألفيس، ونجم خط الوسط أوليفيرا، ونجما الهجوم بيسمارك ومورايس، كسر كل متوقع، وغيروا ملامح الدوري بالطريقة التي يريدون، وجاءت نتائج الدور الثاني في غالبها مؤكدة ظهور نجم نجران في سماء الدوري، فهزم النصر في مواجهة ماراثونية، وأحرج الشباب رغم الهزيمة، وآخر محطاته كانت كتابة الخسارة الأولى للأهلي بعد 51 مباراة وبخط البرازيلي بيسمارك، الذي يتمنى أبناء المارد أن يواصل ألقه المحسوب أخيرا على الفريق ومدى طموحه في دوري جميل.
مشاركة :