إن استخدام تونر الوجه خطوة أساسية في روتين العناية بالبشرة، يجب ألّا نستهين بها أو نتخطيها. وعلى الرغم من أنه ليس منتجاً جديداً، تميل الكثيرات منّا إلى تجاهله أو نسيانه لأن التساؤلات ما زالت موجودة حول هدفه وكيفية استخدامه وتوقيته. يمكننا القول إنه في السنوات الأخيرة صار أكثر المنتجات التي تقسّم الرأي العام في عالم العناية بالبشرة: فيقول البعض إنه مضيعة للمال ويعتبره البعض الآخر خطوة أساسية (كما تقول بولا بيغون مؤسسة شركة "بولاز تشويس"). أما الحقيقة، كما هو الحال في معظم الأشياء في هذه الحياة، فتكمن في منتصف الطريق بين الرأيين؛ أي أنه يمكن للتونيك أن يكون مفيداً لكنه غير ضروري. والسبب في ظهور هذين الرأيين في الأصل هو ارتكاز تركيبات التونيك السابقة بشكل أساسي على المواد الكحولية، وهي لسوء الحظ عدوّة الجلد لأنها تجففه وتثير حساسيته. وإذا كنت قد عانيت في الماضي من إحساس بحريق على بشرتك بعد وضع التونيك، فإنه على الأرجح كان السبب في ذلك. على الرغم من تجاهل استخدام التونر في الكثير من الأحيان، لا يمكننا أن ننكر وظيفته المهمة للغاية والمحددة، ألا وهي إعادة التوازن إلى الأس الهيدروجيني الحمضي الذي تتمتع به البشرة طبيعياً، والتعامل مع الآثار السلبية لقساوة مياه الصنبور التي غالباً ما تكون غنية بالعناصر الكلسية. عندما نغسل وجهنا ولا نستخدم التونر بعد ذلك، تستقر هذه العناصر الكلسية على بشرتنا، مما يمكن أن يسبب على المدى الطويل آثاراً سلبية على صحة البشرة ومظهر الوجه، فيبدو رمادياً وباهتاً. ما يفعله التونر لا يقتصر على إزالة المواد الكلسية فحسب، بل يسمح أيضاً للمكونات النشطة في المنتجات المطبّقة لاحقاً بالاختراق والتغلغل بشكل أفضل وإلى مناطق أعمق. وكذلك هو الأمر بالنسبة لاستخدامه بعد منتجات مثل الغسول ذي القوام الرغوي، الذي نستعمله عادة لغسل وجهنا، والذي مهما كان رقيقاً لا بد أن يترك بقايا على سطح الوجه. نصائح لتطبيق التونر واستخدامه بالشكل الصحيح يطبّق التونر على البشرة عن طريق سكب بضع قطرات منه على ضمادة قطنية وتمريرها على الوجه بحركات ناعمة. يفضَّل تجنب لمس العينين، ويُنصح بعدم فركه على البشرة لتجنب حدوث الاحمرار والالتهاب. وبدلاً من ذلك، يمكنك رش المنتج على وجهك برذاذ ثم تركه ليجف، وتطبيق الكريم المعتاد بعد ذلك. نصائح لتطبيق التونر واستخدامه بالشكل الصحيحبالقطن أو باليد؟ أحد الأسئلة المفيدة التي تُطرح باستمرار، هي حول ما إذا كان من الأفضل وضع التونيك بيديك مباشرة أم باستخدام ضمادة قطنية داعمة... في الحقيقة، إن الخيارين ملائمان. تسمح لك قطعة القطن بلا شك بإزالة بقايا المنظف أكثر، لكن من الصحيح أيضاً أن استخدام يديك يعني التخفيف من هدر المنتج. كما يوجد حل بديل آخر، وهو تبليل الضمادة القطنية بقليل من الماء النظيف ثم وضع بضع قطرات من التونر والتربيت برفق على الوجه والرقبة وخط العنق. وبعد ذلك يمكنك البدء بالترطيب للحصول على توازن مثالي للبشرة. كيف تختارين التونر الأنسب لنوع بشرتك لاختيار تونر الوجه المناسب لاحتياجاتك، من المهم أن تنظري أولاً إلى نوع بشرتك. بالنسبة إلى البشرة الدهنية، يوصى باستخدام تونر بنسبة كحول تبلغ حوالي 5 إلى 10 في المئة، وبتركيبة مبنية على مستخلصات نباتية قابضة ومُوازنة للدهون مثل خشب البتولا وبندق الساحرة والمريمية. أما في حالة البشرة الجافة، فمن الأفضل تجنب الكحول واختيار التونر الذي يحتوي على مستخلصات نباتية غنية بالصمغ مثل الصبار والخبازيات بالإضافة إلى الآذريون والقيصوم الألفي الأوراق. وبالانتقال إلى البشرة الحساسة أو البشرة المعرضة لظهور العد الوردي، فيجب تجنب المنتجات التي تحتوي على الكحول واختيار تلك التي تمتلك عناصر نباتية ذات تأثير منعّم ومنعش ومفتّح، مثل البابونج والخيار والخزامى والورد والزيزفون والترنجان المخزني أو ما يعرف بالريحان الليموني. علاوة على ذلك، للبشرة الناضجة، تعد نسبة نحو %5 من المواد الكحولية مثالية، مصحوبة بتركيبة من خلاصات نباتية تزيد من مرونة البشرة وتشدّها، بما في ذلك ذيل الحصان (الكنباث) والجينسنغ والقنفذية. أخيراً، تحتاج البشرة الباهتة إلى تونيك بنسبة كحول لا تتجاوز أبداً %10، ومع مستخلصات نباتية منقّية ومنعشة ومضيئة، مثل المنثول والليمون والمريمية وإكليل الجبل والزعتر. التركيبات التي يجب تجنّبها ننصحك بتجنب التونر الذي يحتوي على التركيبات الكحولية المغيّرة أو المنزوعة الطعم والتركيبات التي تعد قاسية على البشرة، دون استشارة اختصاصي الجلد. فيمكن لهذه المكوّنات أن تجعل حالة البشرة أسوأ وتدمّر المواد النافعة التي تبقي جلدك بصحّة جيدة. ويجب أيضاً تفادي التونرات التي فيها خلاصات معطّرة مثل الزيوت العطرية. وابتعدي عموماً عن الخيارت غير الشفافة للعين، التي ليست مضرّة بمعظمها لكنها في الواقع غير فعّالة. وللأسف، لا تغذي العديد من أنواع التونر البشرة بشكل كافٍ لا بل يمكن أن تجعلها أكثر جوعاً. طبعاً، إن أفضل أنواع التونر هي الغنية بالمكونات المفيدة لبشرتك.
مشاركة :