أعرب ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني عن تأييده خطط استكشاف حقل للنفط والغاز قبالة سواحل المملكة المتحدة، مؤكدا أنه سيكون "براجماتيا ومتناسبا" بشأن تحقيق صافي الانبعاثات الصفري. ويتوقع أن تعطي حكومة سوناك الضوء الأخضر قريبا لتطوير روزبانك قرب جزر شتلاند الاسكتلندية، الذي يعتقد أنه أكبر حقول النفط والغاز غير المستكشفة في المملكة المتحدة، إضافة إلى مواقع أخرى في بحر الشمال. وقال سوناك في حوار مع صحيفة "صنداي تلجراف" "أعتقد أن حظر استخراج النفط والغاز من بحر الشمال، كما يقترح حزب العمال، هو أمر غير منطقي على الإطلاق"، وفقا لـ"الفرنسية". وحذر من أن ذلك سيضعف أمننا في مجال الطاقة ويعزز قدرة روسيا، مشيرا إلى أنه سيهدد 200 ألف وظيفة وعائدات ضريبية تصل إلى 80 مليار جنيه استرليني (103 مليارات دولار). وأوضح سوناك الذي يتولى رئاسة الحكومة منذ تشرين الأول (أكتوبر)، أن نهجه يرتكز على "دعم صناعة الطاقة للمملكة المتحدة"، ملمحا إلى أن وقف الاستكشاف قد يتسبب بـ"إطفاء الأنوار" في المملكة المتحدة. وأكد الحاجة للوقود تتزايد كجزء من الانتقال إلى صافي الانبعاثات الصفري". وأتت تصريحات سوناك بعد خسارة المحافظين في دائرتين خلال انتخابات فرعية أجريت في 20 تموز (يوليو)، وفوزهم في ثالثة والاحتفاظ بمقعد كان يشغله سلفه المحافظ بوريس جونسون. وأتى هذا الفوز في ظل امتعاض بعض الناخبين من توسيع عمدة لندن صادق خان المنتمي إلى حزب العمال، من برنامج لفرض ضريبة على استخدام العربات الأكثر تلويثا. وأكد سوناك في حديثه وقوفه إلى جانب السائقين. وكانت حكومته أثارت غضب الناشطين بعد الفوز في الانتخابات الفرعية، بتلميحها إلى احتمال خفض سقوف بعض الأهداف المناخية للمملكة، في مقابل توفير دعم خجول لبرنامج البلاد لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري. وأكد سوناك الذي تعرض لانتقادات على خلفية استخدامه للمروحيات والطائرات للتنقل في أرجاء بريطانيا، على رغبته في "ترك البيئة ومناخنا في وضع أفضل" مما كانا عليه لدى وصوله إلى الحكم. وأضاف "لكنني سأقوم بذلك بطريقة براغماتية ومتناسبة، لا بالضرورة عبر إضافة تكاليف وعقبات في حياة الناس". في غضون ذلك، قال حزب العمال البريطاني المعارض إن غلق أكبر موقع تخزين غاز في المملكة المتحدة ثم إعادة فتحه يكلف البلاد ما يقرب من 1.7 مليار جنيه استرليني على مدار عامين. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن الحزب ألقى باللائمة على الحزب المحافظ الحاكم لما وصفه بخطأ مكلف، فيما اتهم حزب العمال الوزراء بتجاهل التحذيرات بشأن إنهاء عمل منشأة "راف" للتخزين تحت بحر الشمال. وأوقفت الجهات المعنية موقع التخزين عن العمل منذ 2017 ولكن أعيد فتحه جزئيا العام الماضي عندما أمكن تخزين نحو 30 مليار قدم مكعبة من الغاز فيه. وقامت شركة سينتريكا للطاقة الشهر الماضي بتوسيع السعة في الموقع لتوفير مزيد من الأمان للشركة على مدار الشتاء المقبل. وقال حزب العمال إنه كان من الممكن بسعة تخزينية أكبر، أن تشتري المملكة المتحدة مزيدا من الغاز بسعر رخيص وتخزينه للاستخدام في الشتاء، لكن الحزب قال إن قلة السعة ستكلف البلاد كثيرا الآن.
مشاركة :