غضب ممزوج بسخرية بين المصريين بسبب أزمة قطع الكهرباء

  • 7/30/2023
  • 11:04
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني المصريون منذ نحو أسبوعينانقطاعات في التيار الكهربائي، تزامنا مع موجة حر شديدة تضرب البلاد، الأمر الذي خلق حالة من الغضب يفجره البعض أحيانا بالسخرية، لا سيما بعد أعواممن عمل السلطات على مرفق الكهرباء بكلفة بلغت مليارات الدولارات. وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الخميس، استمرار قطع الكهرباء في أنحاء البلاد بهدف تخفيف الأحمال عن الشبكة بسبب الطقس الحار غير المسبوق، طالبا من موظفي الحكومة العمل من المنزل يوم الأحد من كل أسبوع خلال الشهر المقبل. وتشهد مصر، مثل كثير من الدول، موجة حر بدأت قبل عشرةأيام، مع بلوغ درجات الحرارة نهارا أكثر من 45 درجة مئوية ببعض المناطق، بحسب الأرصاد المصرية. وأوضح رئيس الوزراء المصري، أن انقطاع الكهرباء قد يراوح بين ساعة أو ساعتين في اليوم على الأكثر، ولكن خلال الأيام الماضية، أكد سكان سواء في دلتا النيل أو الجنوب أو أحياء في العاصمة أن الانقطاع تجاوز ساعتين وذلك مرارا في اليوم الواحد. وطورت مصر قطاع الكهرباء من خلال التعاقد في 2015 مع شركة "سيمنز" الألمانية لبناء ثلاثمحطات كهرباء عملاقة باستثمارات سبعةمليارات دولار، فزادت قدرة شبكة الكهرباء إلى أن وصل إنتاجها حاليا إلى 60 ألف ميجاواطلتغطي ضعف الاستهلاك، في مقابل 29 ألف ميجاواطخلال 2012 و 2013. بيان وشرح وسخرية وقبل أسبوع، نشرت الشركة القابضة لكهرباء مصر، بيانا يوضح للمواطنين خطة قطع التيار الكهربائي حتى يتسنى لهم الحذر والحفاظ على أجهزتهم المنزلية. ولكن صيغته كانت غير مفهومة للكثير، وجاء فيه "يتم الالتزام بتنفيذ برنامج تخفيف الأحمال طبقا للقدرات المطلوبة من كل تحكم، مع مراعاة البدء في الفصل بمدة عشردقائق قبل الساعة وعشردقائق بعدها، وألا تزيد مدة الفصل عن ساعة من وقت فصله"، لكن البيان لم يحدد في أي ساعة سيتم هذا الفصل. واستهل المصريون موجة السخرية من خلال تداول البيان الرسمي مصحوبا بمنشور آخر ساخر كتب عليه "الترجمة"، وفيه "لا يأخذ أحد المصعد قبل عشردقائق من أي ساعة و عشردقائق بعدها، فقد تقطع الكهرباء لمدة لا تزيد عن ساعة، وهكذا في كل ساعة من اليوم". وتساءل الإعلامي عمرو أديب عبر برنامجه على "إم بي سي مصر" عن البيان، قبل أن يوضحه له أيمن حمزة متحدث وزارة الكهرباء عبر مداخلة، فضرب مثلا قائلا "إذا كنا نتكلم عن الساعة 12 صباحا أو مساء، هناك احتمالية بانقطاع التيار الكهربائي ما بين (11:50) و(12:10)، ولكن إذا تخطت (12:15)، فلن يشهد التيار انقطاعا". فكتب أحدهم على موقع "فيسبوك" منشورا يشبه المصعد بالقطار، وفيه إذا فاتك مصعد الساعة الواحدة إلا عشر، يمكنك اللحاق بمصعد الواحدة والثلث". هم يضحك وتتالت التعليقات الساخرة على منصات التواصل، وكتب نجيب ساويرس، أحد أغنى رجال الأعمال في مصر، عبر حسابه على موقع "إكس" تعليقا على الأزمة قائلا "عندما توفى إديسون مخترع الكهرباء عام 1931، أطفئت كهرباء العالم لمدة دقيقة تكريما له، وما زالت مصر و لبنان تكرمان الرجل كل يوم". وعلق مستخدمون آخرون على "فيسبوك" قائلين "هم يضحك"، في اجتزاء للمثل الشعبي العامي "هم يضحك وهم يبكي"، وكتبت الناشطة الحقوقية البارزة ماهينور المصري عبر حسابها، "هو تخفيف أحمال الكهرباء يفرض على الكهرباء فقط، وليس على فواتير الكهرباء مثلا؟". وبمرارة، يقول إسلام المصري البالغ من العمر 36 عاما لـ "فرانس برس"، : لماذا نصدر الغاز إلى أوروبا ونعيش في ظلام ؟. ويشير إلى قرار الحكومة استثناء المناطق الساحلية من جدول قطع الكهرباء لعدم التأثير فيالحركة السياحية، ويقول "أعتقد في البلدان الأخرى تكون الأولوية للمواطن". وقفز إنتاج الغاز في البلاد، إلى 69.2 مليار متر مكعب في 2021 و 2022، وصادرات الغاز الطبيعي بشكل غير مسبوق لتبلغ ثمانيةمليارات دولار في هذين العامين، في مقابل 0.6 مليار دولار خلال 2013 و 2014، وتشهد مصر التي يبلغ عدد سكانها 105 ملايين يعيش ثلثهم تحت خط الفقر، ظروفا اقتصادية قاسية. وكانت صفحة التحقق من المعلومات "صحيح مصر" على "فيسبوك"، أوردت تصريحا لمحمد شاكر وزير الكهرباء في مارس، قال فيه "زمن تخفيف الأحمال لن يتكرر في مصر مهما بلغت الأحمال على الشبكة القومية للكهرباء، سواء خلال الصيف أو الشتاء"، وقالت الصفحة "يبدو أن الوزير لم يف بالوعد الذي قطعه".

مشاركة :