لم تعد العرفاء التابعة لمحافظة الطائف، التي يطلق عليها ملاك الهجن، بـ “مقيض الهجن” كما كانت عليه قبل عام 2018 رغم عمرها الذي يتجاوز 40 عاماً في احتضان أغلب “مطايا” المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية، حيث تسبب مهرجان ولي العهد للهجن والفعاليات المصاحبة له في حدوث نقلة نوعية للقرية، من ناحية مساحتها، وبنيتها التحتية، ومن ناحية الخدمات المتنوعة فيها. وبدأت “العرفاء” الواقعة في شمال الطائف، ومنذ وقت مبكر من الصيف في استقبال آلاف المشاركين والمضمرين ومحبي ومشجعي “الشعارات” المشاركة من داخل وخارج المملكة، حيث أصبحت بفضل التطورات الأخيرة فيها قادرة على استقبالهم واستيعابهم مدة مقيضهم فيها وأكثر. وتضم العرفاء اليوم أكثر من 100 وحدة سكنية؛ من بينها 10 فنادق بفئات مختلفة، وشقق وغرف مفروشة وفندقية، شاليهات واستراحات متنوعة إضافة للعديد من المطاعم المختلفة ومراكز التموين والمواد الغذائية والصيدليات وغيرها. ووفقاً لمحمد السبيعي، أحد أعيان العرفاء، أكد أن منطقتهم تشهد سرعة كبيرة في التطور وتوفر الخدمات، وقال: “بالأمس يجد القادم إليها صعوبة كبيرة في توفير السكن ومنذ عام 2018 الفنادق والشقق المفروشة والاستراحات السكنية تملأ المكان، لا أبالغ إن قلت: إن العرفاء تغيرت بنسبة أكثر من 99 في المائة، كانت محطة مسافرين واليوم هي محطة سياحية ورافد اقتصادي مهم للمحافظة بشكل عام، ويعود الفضل بعد الله، سبحانه، للمهرجان الذي يحمل اسما غاليا علينا جميعاً”. وأضاف “الخدمات هنا متوفرة بشكل تام ولا يحتاج قاطنوها للذهاب لمحافظة الطائف للحصول على احتياجاتهم، خاصة الأساسية. العرفاء في الصيف غير، ومنذ 2018 غير أكثر وأكثر”. من جهته، كشف سعيد القرشي أحد المستثمرين في قطاع المواصلات، أن صيف العرفاء مختلف بالنسبة لهم، وقال “الزيادة في طلب المواصلات في الصيف عن غيره، حيث تشهد زيادة بنسبة تفوق الـ 70 في المائة، وقد تزيد في أوقات معينة لأكثر من ذلك”. وأضاف “تتنوع طلبات المواصلات في التنقل بين قرى ومن محافظة الطائف والمطار وطلبات توصيل المواد الغذائية والاحتياجات الخاصة، تسبب ذلك في زيادة عدد المركبات وحضور العديد منهم من مكة وجدة وغيرها من المدن والمحافظات القريبة”. وختم القرشي بقوله : “مهرجان ولي العهد للهجن ساهم في تطور العرفاء وزيادة مداخيل سكانها وقاطنيها، فتح مشاريع تجارية وواعده متنوعة في كل المجالات”.
مشاركة :