:على ضوء إعلان المبعوث الأممي لسوريا السيد ستيفان دي مستورا نيته عقد جولة جديدة من المفاوضات بجنيف في 9 آذار، شكك المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الدكتور رياض حجاب بجدية النظام وحلفائه في توفير البيئة الملائمة للمفاوضات واستعدادهم للدخول في عملية انتقال سياسي. ونبه د. حجاب إلى أن الأخبار التي يتم تداولها حول التزام روسيا وإيران والنظام والميليشيات الحليفة بالهدنة غير صحيحة على الإطلاق، مؤكداً أن الهدنة على وشك الانهيار إذا لم تكن هنالك تدخلات دولية مسؤولة للحد من العنف الذي لم يتوقف منذ الساعات الأولى لإعلان الهدنة. وأضاف د. حجاب: «ميدانياً، نحن لا نتكلم عن خروقات للهدنة، وإنما نتكلم عن استمرار للعمليات القتالية وجرائم الحرب التي لم يتوقف النظام وحلفاؤه عن ارتكابها حتى اليوم»، مؤكداً أن قرار الهدنة قد نص على التزام كافة الأطراف بوقف الهجمات بأي نوع من الأسلحة بما في ذلك القصف الجوي الروسي والسوري ضد مواقع المعارضة، والتوقف عن كسب الأراضي أو السعي لكسبها من الأطراف الأخرى المشاركة في وقف إطلاق النار، لكن الواقع هو قيام النظام وحلفائه بخرق الهدنة وشن عمليات لكسب أرض جديدة، وقد تحقق لهم ذلك بالفعل، كما أنهم مستمرون حتى اللحظة في استهداف المناطق الآهلة بالسكان بالقصف الجوي والمدفعي وبالبراميل المتفجرة والقذائف العنقودية والصواريخ الفراغية والرشاشات الثقيلة وراجمات الصواريخ. وقد ترتب على ذلك القصف الهمجي تدمير المستشفيات ودور العبادة، حيث تم توثيق أكثر من مائة خرق للهدنة في خمسة أيام، واستشهاد أكثر من 40 شخصاً وجرح 92 بينهم نساء وأطفال. وأشار د. حجاب إلى أن المقاتلات الروسية تستهدف مختلف المناطق السورية، على مرأى من لجان مراقبة الهدنة، من دون صدور إدانات دولية لهذه الخروقات، مؤكداً أن قصف المقاتلات الروسية ومروحيات النظام والهجمات التي تنفذها ميليشيا «حزب الله» الإرهابية قد شملت عشرات القرى والبلدات في محافظات: دمشق وحلب وإدلب وحماة واللاذقية وحمص ودرعا القنيطرة، وقد تعرض نحو 13 فصيلاً من فصائل المعارضة للاعتداء رغم إعلانهم الدخول في الهدنة خلال الأيام الأربعة الماضية. وذكّر د. حجاب المجتمع الدولي أن الهدف الرئيس من التزام المعارضة بالهدنة هو تحقيق البنود الإنسانية من قرار مجلس الأمن 2254/2015، حيث نصت الهدنة على: «السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول السريع والآمن دون عراقيل إلى جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين»، مشيراً إلى أن الوضع على الأرض مناف لذلك بالكلية، إذ لم تدخل المساعدات إلا إلى مناطق محدودة في حين لا يزال النظام وحلفاؤه يحكمون الحصار على أكثر من مليون ونصف المليون مواطن سوري، ويستمرون في استخدام سلاح الحصار والتجويع وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة جريمة حرب، في حين تقف قوافل المساعدات على حواجز النظام لفترات طويلة بحجة تفتيشها تحت مرأى العالم ومسمعه، ولا يزال السوريون يموتون يومياً من الجوع ونقص الإمدادات ويقبع عشرات الآلاف في سجون النظام في انتهاك واضح للقانون الدولي وللهدنة التي لم تطبق أي من بنودها بصورة فعلية حتى الآن. وأضاف د. حجاب: «في الوقت الذي يُعدّ فيه السيد دي مستورا لجولة جديدة من المفاوضات بعد ستة أيام، تُعدّ روسيا وإيران والميلشيات التابعة لها لجولة جديدة من العنف... نحن نراقب قيام حلفاء النظام بحشد المزيد من القوات الأجنبية، ونرصد تدفق الأسلحة الثقيلة والقذائف والدبابات إلى مختلف الجبهات، وسننشر معلومات خطيرة حول التشكيلات الطائفية من المرتزقة الذين يتم حشدهم من أفغانستان وإيران والعراق ولبنان لشن عمليات عدائية واسعة النطاق في الأيام القليلة القادمة».
مشاركة :